مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول يون سوك يول
أصدر القضاء الكوري الجنوبي مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول يون سوك يول، مما يتيح للمحققين فرصة ثانية لاعتقاله. ويعيش يون تحت حماية حرسه في مقر إقامته في سيول. وفي الوقت نفسه، أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون عن اختبار بلاده لصاروخ فرط صوتي جديد، معتبراً أنه سيساهم في ردع جميع الخصوم في المحيط الهادئ.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه نظيره الكوري الجنوبي شو تاي-يول (أ.ف.ب)
التحقيقات بشأن فرض الأحكام العرفية
يقوم مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات التابعة لوزارة الدفاع بتحقيق مشترك في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر والاعتداء على البرلمان باستخدام الجيش. وقد برر الرئيس المعزول هذا القرار بأنه يرمي لحماية البلاد من “القوى الشيوعية الكورية الشمالية” و”القضاء على العناصر المعادية للدولة”.
تحاول الشرطة إيقاف المتظاهرين خلال مظاهرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول بكوريا الجنوبية (رويترز)
تفاجأ الرئيس بتراجع خطته بعد ساعات من إعلاناته، حيث تمكن النواب من الاجتماع والتصويت لرفع الأحكام العرفية تحت ضغط آلاف المتظاهرين. وعزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، وتُركت شكاوى بحقه تتعلق بجرائم من بينها “التمرد”.
تفاصيل مذكرة التوقيف
أفاد المحققون، بأن مذكرة التوقيف الجديدة صدرت مساء اليوم بتوقيت سيول، نتيجة لمحاولة رئيس البلاد السابق إعلان الأحكام العرفية لفترة قصيرة. انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر دون أن تتمكن الجهات المعنية من اعتقاله.
وفي يوم الجمعة، حاول المحققون، مدعومين من الشرطة، دخول مقر إقامة يون، لكنهم واجهوا مقاومة من حوالي 200 جندي وعنصر من جهاز الأمن الرئاسي مما حال دون تنفيذ المذكرة، مما أدى إلى توتر الموقف الذي استمر لمدة 6 ساعات.
موالون للرئيس المعزول يون سوك يول يتظاهرون في سيول صباح اليوم احتجاجاً على أمر الاعتقال (أ.ب)
المسؤولية عن تنفيذ المذكرة
قدم الحزب الديمقراطي المعارض شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك، متهمين إياه بالتقصير في أداء الواجب لعدم ممانعة حرس يون من تنفيذ الاعتقال. وطلب المحققون من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة لمذكرة التوقيف.
عزا رئيس جمعية “محامون من أجل مجتمع ديموقراطي”، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المعزول إلى عدم خبرة مكتب مكافحة الفساد والذي لم يمض على تأسيسه أربع سنوات، حيث نُقل عنه قوله بأن التعاون مع الشرطة أساسي لإنجاح تلك العملية.
الاحتجاجات والتفاعلات في الشارع
شهدت سيول تجمعات كبيرة لمؤيدي الرئيس المعزول ومعارضيه، حيث تقاطعوا أمام مقر إقامته. وفي حين كانت أعداد المؤيدين في البداية كبيرة، تضاءلت بشكل ملحوظ قبل صدور المذكرة الجديدة.
تجدر الإشارة إلى أن البرلمان قد عزل يون، ما سمح للجهات القانونية بإنهاء مهامه، ولكن لا يزال يتعين انتظار قرار المحكمة الدستورية بشأن هذا العزل حتى منتصف يونيو المقبل. يشار إلى أن المحاكمة ستبدأ في 14 يناير، وستستمر حتى في حال عدم مثوله.
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية
على صعيد آخر، أجرت كوريا الشمالية تجربة لصاروخ جديد خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى سيول. وأكد كيم يونغ أون أن النظام الصاروخي النووي الجديد يعزز ردع البلاد ويهدف إلى ضمان الأمن الوطني في المنطقة. وقد تم استخدام تقنيات جديدة لتحسين أداء الصاروخ.
صورة صادرة عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية تُظهر إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى.
أهمية ألياف الكربون في تكنولوجيا الصواريخ
يساعد استخدام ألياف الكربون في بناء الصواريخ على تقليل الوزن، مما يساهم في زيادة مدى الصاروخ وقدرته على المناورة. ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا صعبة السيطرة بسبب ضعف مقاومة المادة المركبة لدرجات الحرارة المرتفعة. يُعتبر الصاروخ فرط صوتي إذا تجاوزت سرعته 6000 كلم في الساعة، أي خمس مرات سرعة الصوت.
تحذير من الرئيس الكوري الجنوبي
أوضح يانغ مو جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن “ما يثير القلق هو أن هذه التكنولوجيا لا تتوفر حاليًا سوى لدى روسيا والصين والولايات المتحدة”. وأشار إلى أنه للوصول إلى مثل هذه السرعة، يجب استخدام مواد تحمل ظروفًا قاسية للغاية.
تفاصيل عملية الإطلاق
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن الصاروخ أُطلق من منطقة بيونغ يانغ وقطع مسافة 1500 كلم بسرعة “ماخ 12″، التي تزيد 12 مرة عن سرعة الصوت، قبل أن يسقط في بحر اليابان. أكد كيم جونغ أون أن الهدف من هذه الخطوة هو “الدفاع عن النفس” وليس عملًا هجوميًا. ولفت إلى أن هذا الصاروخ قادر على “توجيه ضربة عسكرية خطيرة لأي خصم”. وأكد أيضًا أن تطوير القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية سيتسارع بشكل أكبر.
** ردود الفعل الدولية**
يُعتبر هذا الإطلاق الأول لكوريا الشمالية في العام الجديد، بعد التجربة الأخيرة في 6 نوفمبر قبل ساعتين من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقد أدان وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، العملية، مؤكدًا أن بيونغ يانغ تتلقى “معدات وتدريب عسكري” من روسيا.
بدوره، وصف رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة، تشوي سانغ موك، هذا الإطلاق بأنه “تهديد خطير” للأمن الإقليمي. ورأى المحللون في هذا الإطلاق ورموز كيم جونغ أون رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب.