هل يواجه العالم COVID-19 جديد؟ مرض غامض يسبب وفاة 143 شخصاً في الكونغو
جميع الحالات المبلغ عنها حدثت في بانزي بمقاطعة كوانغو، حيث كانت الأعراض تشمل الحمى، الصداع، سيلان الأنف، السعال، صعوبة التنفس وفقر الدم، وفقاً لتقرير هاتي ويلموث في نيوزويك.
وقد صرح متحدث باسم منظمة الصحة العالمية لنيوزويك: “لا تزال نتائج الاختبارات المعملية مستحقة، لذا فهذا مرض غير مشخص وغير معروف حتى الآن”. وأشار إلى “سنحصل على نتائج الاختبارات الأولية في الأيام القليلة القادمة من مختبرات مدينة كيكويت القريبة”.
**تباين الأرقام الرسمية للحالات**
تباينت الأرقام الرسمية حول التفشي، حيث أكّد متحدث باسم منظمة الصحة أن مقاطعة كوانغو سجلت 394 حالة و30 وفاة بسبب هذا المرض. بينما ذكرت وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في بيان نشر على موقع إكس، أن العدد بلغ 79 شخصاً، لكن تقارير رويترز ووكالة أسوشيتد برس أكدت أن العدد قد يصل إلى 143 حالة وفاة.
وبينما بدأت الحالات بالظهور في منتصف أكتوبر، تم اكتشافها في 29 نوفمبر من قبل وزارة الصحة. وذكرت التقارير أن 63% من الحالات كانت لأطفال دون سن 15 عاماً، يمثلون أيضاً 81% من الوفيات، وخاصة الأطفال تحت سن الخامسة.
**جهود مكافحة المرض**
جميع حالات الوفاة المسجلة تمت بين 10 و25 نوفمبر، مما يجعل من الصعب معرفة عدد الحالات الجديدة التي وقعت منذ ذلك الحين. تجري السلطات الصحية تحقيقات لمعرفة أسباب هذه الوفيات، حيث يعمل فريق من منظمة الصحة العالمية مع السلطات المحلية لتعزيز مراقبة الأمراض وتحديد الحالات منذ نهاية نوفمبر.
بالإضافة إلى ذلك، ستقوم منظمة الصحة بإرسال فريق من الخبراء الدوليين إلى الموقع بالمساعدة، بما في ذلك أطباء وعلماء أمراض وفنيين طبيين، مع توفير الأدوية والمستلزمات المختبرية.
وتعتبر المنطقة ريفية ونائية، مما يزيد صعوبة الوصول إليها بسبب موسم الأمطار الراهن، إضافة إلى العوامل المتعلقة بالنزاعات ومعدلات سوء التغذية المرتفعة.
“ستقوم الفرق باختبار الأمراض المحتملة مثل الإنفلونزا وكوفيد-19 والملاريا والحصبة وغيرها”، وفقًا لما ذكره المتحدث.
**مخاوف على الصحة العامة**
أعلن مركز حماية الصحة في هونغ كونغ عن تكثيف عمليات الفحص الصحي للرحلات القادمة من أفريقيا استجابةً لهذا الوضع. كما تم وضع مريض في ولاية أوهايو في عزلة بعد وصوله من تنزانيا بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، ولكن لم يتضح إذا كانت هناك علاقة بين الحالتين.
### تصاعد التحذيرات من مرض مميت في الكونغو الديمقراطية
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تواصل السلطات الصحية التحقيق في تفشي مرض مميت يثير قلقًا متزايدًا، خاصة بين النساء والأطفال. ومع ذلك، لا تزال المعلومات حول طبيعة هذا المرض محدودة.
صعوبات في تحديد سبب التفشي
ذكر أحد علماء الأوبئة في تصريحات لوكالة رويترز أن الجهات المعنية تعمل بسرعة لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا التفشي الفتاك. أولويات التحقيق تتضمن فحص الأمراض الأخرى المشهورة في المنطقة، مثل الملاريا وحمى الضنك وشيكونغونيا. لكن، التحديات اللوجستية المرتبطة بالبنية التحتية للاختبارات والتجهيزات الطبية قد تعيق عملية الكشف عن السبب الحقيقي.
يعاني النظام الصحي في الكونغو الديمقراطية من نقص في المختبرات القابلة لاختبار مسببات الأمراض الشائعة. يضاف إلى ذلك، ضعف نوعية الخدمات المعملية التي تقدمها بعض هذه المختبرات.
إذا كان العوامل المسببة غير معروفة، فإن تحديد الأمراض النادرة يتطلب إرسال العينات إلى مختبرات متخصصة، ما قد يعني اللجوء إلى خارج البلاد. إلا أن هناك جدلًا حول تبادل العينات البيولوجية على الساحة الدولية، حيث توجد مخاوف من عدم العدالة في توزيع الفوائد بين الدول.
القلق بشأن مدى انتشار المرض
الجوانب الأخرى التي تثير القلق هي ارتفاع معدل الوفيات وعدد الإصابات. من الصعب تحديد مدى تفشي المرض الحقيقي، حيث لا يسعى جميع المصابين للبحث عن العلاج. العيادات نادرة ومتباعدة، يعاني الكثير منها من مشاكل في نقص الموظفين. في الواقع، يوجد في الكونغو أقل طبيب واحد لكل 10,000 نسمة، مقارنة بأكثر من 31 طبيبًا في المملكة المتحدة لكل نفس العدد من السكان.
بالرغم من زيارة المرضى إلى العيادات، إلا أن التشخيص قد لا يتم بشكل شامل، البعض لا يتم اختبارهم بحثًا عن العدوى أو الإبلاغ عن إصابتهم.
الحلول المحتملة لمواجهة التفشي
تجرب منظمة الصحة العالمية مبادرة تسمى “7-1-7” في دول أفريقية وأمريكية جنوبية، تهدف إلى اكتشاف تفشي الأمراض في غضون سبعة أيام، وإخطار السلطات خلال يوم واحد وإتمام الاستجابة الأولية خلال سبعة أيام. رغم ذلك، قد يكون ذلك غير كافٍ في مواجهة انتشار سريع للأمراض.
تتضمن الجهود الأخرى تحسين التنسيق بين الأنظمة الحالية للمراقبة الصحية. ورغم أن هناك نجاحات متباينة لهذه المبادرات، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك القيود المالية والنقص في الموارد البشرية.
هل نحن أمام وباء جديد؟
لا يزال من غير المعروف ما إذا كان هذا المرض يمثل تهديدًا أصغر من فيروس كورونا، أو إذا كان مرضًا نادرًا غير تم تشخيصه بعد. أكد الدكتور مايكل هيد من جامعة ساوثهامبتون أن التهديدات الفيروسية ستظهر بشكل متكرر حول العالم، وغالبًا ما يمكن السيطرة عليها قبل انتشارها بشكل واسع.
وحذر الخبراء من التسرع في تقديم التوقعات حول تفشي المرض، مشددين على أن استنتاجات غير صحيحة قد تكون ضارة.
الخلاصة
تظل المراقبة الدقيقة والتنسيق بين الجهات الصحية ضرورة ملحة لمكافحة أي أمراض جديدة قد تنشأ، بينما تبقى حالة التفشي الحالية تحت المجهر، مع الحاجة إلى المزيد من المعلومات والتحليل لتحديد مدى خطورتها وأبعادها الحقيقية.