مركز النور في الدوحة يعزز الوعي باستقلالية ذوي الإعاقة البصرية
13/10/2024
–
|
آخر تحديث: 15/10/2024 12:45 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
يحتفل العالم في 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للعصا البيضاء، وهو يوم يهدف إلى رفع الوعي بأهمية هذه العصا كرمز لاستقلالية وحقوق ذوي الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى تسهيل حركة المكفوفين في حياتهم اليومية.
يحتفل مركز النور للمكفوفين بالعاصمة القطرية الدوحة بهذا اليوم من خلال تنظيم فعاليات ونشاطات تسلط الضوء على دور العصا البيضاء في تمكين ذوي الإعاقة البصرية من الحركة بحرية.
العصا البيضاء كمصدر للقوة
أوضحت العنود الكعبي، رئيسة قسم الحركة والتوجيه في مركز النور للمكفوفين، أن العصا البيضاء تمثل أداة هامة تعزز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، حيث تتيح لهم التحرك باستقلالية تامة. وأكدت على أن العصا البيضاء ليست مجرد وسيلة للتنقل، بل ترمز إلى القوة والقدرة على الاعتماد على النفس.
ومع ذلك، أشارت الكعبي إلى التحديات التي يواجهها مستخدمو العصا البيضاء، مثل نقص البيئة المهيئة، بالإضافة إلى عدم توفر الإشارات اللازمة التي تدعم المكفوفين في تنقلاتهم، كما أن المخاوف الزائدة لدى الأهل قد تحجم من فرصهم لاستكشاف محيطهم واكتساب مهارات جديدة.
وأكدت أن هناك برامج متعددة يمكن تطويرها لتحسين مهارات التنقل لدى المكفوفين، مشيرة إلى أهمية الدافع الشخصي والرغبة في التعلم.
كما دعت إلى ضرورة تغيير وجهة نظر المجتمع تجاه المكفوفين، مشددة على أهمية منحهم الفرصة لإثبات قدراتهم من خلال تحفيزهم على التحرك بحُرية.
تحقيق الحرية والاستقلالية
من جانبها، أوضحت منى الخالدي، أخصائية الحركة والتوجيه في المركز، أن مستخدمي العصا البيضاء يشعرون غالباً بالحرية والقدرة على الاعتماد على الذات عند استخدام العصا، حيث تعزز لهم ثقافة الأمان والاستقلالية في التحرك. تسهم هذه الثقافة في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للاستكشاف والاندماج في المجتمع.
مركز النور بالدوحة يعزز استقلالية ذوي الاحتياجات البصرية
أعربت مريم الخالدي، مديرة مركز النور لرعاية المكفوفين، عن تأثير العصا البيضاء على تعزيز استقلالية الأفراد عند تنقلهم، مشيرةً إلى سعادة المكفوفين بقدرتهم على الوصول إلى أماكن لم يتمكنوا من الوصول إليها من قبل دون مساعدة من الآخرين.
شغف السفر والتنقل الذاتي
أوضحت الخالدي أن هناك رغبة قوية لدى المكفوفين للسفر بمفردهم، إذ يسعون لإثبات قدرتهم على التنقل بحرية من خلال الاستفادة من الأدوات المتاحة، مثل البوصلة المخصصة لهم وتطبيقات الهواتف الذكية التي تساعدهم في معرفة مواقعهم.
وفيما يتعلق بتدريب الأفراد على استخدام العصا البيضاء بفاعلية، أوضحت الخالدي أن التدريب يتم وفق أسلوب تقليدي معترف به عالميًا، حيث يتعلم المشاركون الطريقة الصحيحة لحمل العصا واستخدامها بالطرق المسحية لحماية أنفسهم، بالإضافة إلى كيفية استخدامها لجمع المعلومات عن البيئة المحيطة من خلال ملامستها للأسطح.
كما يشمل التدريب تعليم المكفوفين كيفية التعامل مع مختلف المواقف اليومية، مثل صعود ونزول السلالم، عبور الشوارع، التسوق، واستخدام وسائل النقل العامة كقطارات.
تقنيات حديثة ولكن العصا البيضاء تبقى الأهم
في سياق متصل، ذكرت هدى، أخصائية الحركة والتوجيه في المركز، وجود تقنيات حديثة تهدف إلى تحسين تجربة التنقل لدى المكفوفين، مثل العصا الإلكترونية المزودة بالحساسات، بالإضافة إلى الأحذية والأحزمة ذات التقنيات المشابهة. ومع ذلك، لم تثبت هذه الابتكارات فاعليتها بشكل كامل، مما يجعل العصا البيضاء الأداة الأكثر شيوعًا وثقة بينهم.
كما أشادت هدى بأهمية الالتزام بممارسة المهارات المكتسبة خلال التدريب، متحدثة عن الدور الكبير الذي تلعبه في ضمان سلامة الأشخاص المكفوفين وتجنب المخاطر، مشيرةً إلى أن العصا البيضاء تُعتبر بمثابة “العين” التي يعتمد عليها المكفوفون في حياتهم اليومية.
الحملة التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء
أعلن عبد العزيز البنعلي، مدير إدارة التوعية المجتمعية بالإنابة، عن إطلاق حملة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يتم الاحتفال به في 15 أكتوبر، بهدف تعزيز الوعي بحقوق ذوي الإعاقة البصرية وتسليط الضوء على أهمية العصا البيضاء كأداة للحرية والاستقلالية.
كما أفاد بأن الحملة تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة، حيث تم إنتاج فيلم توعوي يبرز دور العصا البيضاء في حياة المكفوفين، بالإضافة إلى إعداد محتوى خاص يتضمن مطويات توعوية لتوزيعها خلال الفعاليات.
ولتعزيز الوعي بين الأطفال، تم إعداد قصة توعوية بعنوان “نور وعلي” تعرض خدمات المركز وتسهم في توعية الجمهور حول ذوي الإعاقة البصرية. كما تم التعاون مع مكتب الاتصال والإعلام لعرض الرسائل التوعوية في أماكن بارزة في الدوحة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
أهمية الاحتفال لدى المركز
يعد الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء حدثًا بالغ الأهمية لمركز النور، حيث يعكس التزامه بتعزيز حقوق ذوي الإعاقة البصرية ودعمهم في مختلف جوانب حياتهم. كما يمثل فرصة للتفاعل مع المجتمع وزيادة الفهم حول أهمية العصا البيضاء كرمز للاستقلالية وقوة التنقل.
ويبرز الاحتفال كذلك أهمية الابتكار والتقنيات الحديثة في تحسين تجربة التنقل للمكفوفين، مما يعزز التوجه نحو المبادرات التي تهدف إلى تحسين بيئة الحركة لهم.