أكد نائب رئيس وزراء صربيا، ألكسندر فولين، في اجتماع جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء، أن بلاده حليفة لروسيا ولن تفرض أي عقوبات ضد موسكو أو تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
تأتي تصريحات فولين، الذي يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات السابق ويخضع لعقوبات أمريكية، لتعكس استمرار العلاقات الوثيقة بين بلغراد وموسكو على الرغم من سعي صربيا المعلن للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
قال فولين لبوتين: “إنه لشرف عظيم لي أن أتمكن من التحدث إليك. أرجو أن تصدقني عندما أقول إنه تشجيع كبير لجميع الصرب، أينما كانوا.”
رفضت صربيا الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب حرب أوكرانيا، على الرغم من إدانتها للعدوان الروسي. وقد صرح الرئيس الشعبوي ألكسندر فوشيتش بأن فرض العقوبات ليس من مصلحة صربيا الوطنية.
وأضاف فولين: “صربيا ليست فقط شريكاً استراتيجياً لروسيا، بل هي أيضاً حليفة لروسيا. ولهذا السبب، فإن الضغط من الغرب علينا كبير جداً.”
اجتماع فولين مع بوتين في فلاديفوستوك
عقد فولين اجتماعه مع بوتين في مدينة فلاديفوستوك الروسية، بعد أيام من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصربيا، حيث وقعت بلغراد اتفاقية لشراء طائرات رافال الفرنسية، وهو ما اعتبر علامة على تحول محتمل بعيداً عن موسكو. كما زار المستشار الألماني أولاف شولتز بلغراد في وقت سابق لتوقيع اتفاقية أولية مع صربيا بشأن المواد الخام اللازمة للانتقال الأخضر.
علاقات صربيا المستقبلية مع روسيا
خلال اللقاء، أعرب بوتين عن أمله في أن ينجح فولين في “النظر عن كثب وتقييم إمكانيات التعاون مع منطقة كبيرة وواعدة” مثل الشرق الأقصى الروسي.
قال فولين لبوتين إن العلاقات الوثيقة لصربيا مع روسيا ستستمر في المستقبل، مضيفاً: “صربيا التي يقودها ألكسندر فوشيتش هي صربيا التي لن تصبح أبداً عضواً في الناتو، والتي لن تفرض عقوبات ضد الاتحاد الروسي، ولن تسمح أبداً باستخدام أراضيها لأي أعمال معادية لروسيا.”
واعتبر فولين أن “صربيا لم تصبح ولم تصبح جزءاً من الهستيريا المناهضة لروسيا”.
العقوبات الأمريكية وتأثيراتها على صربيا
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على فولين في يوليو الماضي، متهمةً إياه بالمشاركة في شحنات الأسلحة غير القانونية، والاتجار بالمخدرات، وسوء استخدام المنصب العام، ومساعدة روسيا في توسيع نفوذها في البلقان المضطرب. وقد حصل فولين على ميدالتين شرف من روسيا.
تسعى العقوبات الأمريكية ضد الأفراد والشركات في البلقان إلى مواجهة محاولات تقويض السلام والاستقرار في المنطقة المتوترة وتأثير روسيا “ال malign”. وقد زادت الإجراءات الغربية في محاولة لجذب هذه المنطقة المضطربة، خوفاً من أن تقوم روسيا بتحريك الاضطرابات لتفتيح الانتباه عن الحرب في أوكرانيا، حيث شهدت البلقان حروباً متعددة في التسعينيات وما زالت التوترات قائمة حتى الآن.