مصر وفلسطين.. شعب واحد وقضية واحدة
فلسطين ومصر: تاريخ مشترك
يمكننا القول إن فلسطين هي مصر الشمالية، ومصر تمثل فلسطين الجنوبية، وذلك وفقًا للواقع التاريخي والجغرافي. يقول الدكتور جمال حمدان في كتابه: “نحن وأبعادنا الأربعة”، إن الجيران يعتبرون أقارب تقريبا في إطار الأنثروبوجغرافيا العامة. ولعقود طويلة، كانت مصر وفلسطين بلدًا واحدًا.
العلاقات العميقة بين الشعبين
يستطرد الدكتور جمال حمدان في تحليله، مشيرًا إلى أن “فلسطين تمثل بداية البعد الآسيوي لوجود مصر، بينما تعتبر مصر بداية البعد الأفريقي لفلسطين”. ويشير إلى تكرار اسم رفح على الجانبين كرمز للترابط التاريخي بين الجانبين.
عبر التاريخ، كانت فلسطين ملاذًا للعديد من المصريين الهاربين من الاضطهاد، بدءًا من الحملة الفرنسية.
- الدكتور جمال حمدان
ويؤكد الأستاذ العقاد في كتابه “حياة قلم” أن المجتمع الفلسطيني يشبه المجتمع المصري من حيث التقاليد والعادات، مضيفًا أن هناك فلسطينيين عاشوا في مصر وعاش فيها مصريون.
الهجرة والتداخل الثقافي
حتى المأكولات مثل «الملوخية» تعتبر من الأطباق المشتركة، حيث يعتبرها المصريون جزءًا من تراثهم الثقافي. العلاقة بين مصر وفلسطين تتجاوز الجغرافيا إلى التاريخ والمصير المشترك.
يقول الدكتور حمدان إن فلسطين كانت ملاذًا للعديد من المصريين خلال الفترات الصعبة، حيث انصهر الكثير منهم في المجتمع الفلسطيني، مما ترك آثارًا واضحة في اللهجة والعادات.
أكثر من عشر سكان فلسطين يعودون بأصولهم لمصر منذ تاريخ الحملة المصرية.
- الكاتب الفلسطيني عمر البرغوثي
في القاهرة، تعيش أسر فلسطينية تمتهن التجارة، بينما استقر أيضًا العديد من التجار المصريين في المدن الفلسطينية، مما يعكس الروابط التجارية والاجتماعية العميقة بين الشعبين.
تأثير الأحداث التاريخية على الروابط الاجتماعية
يؤكد عارف العارف في كتاب “تاريخ غزة” أن المصريين كانوا بين العناصر الأساسية التي سكنت غزة عبر العصور، مشيرًا إلى تشابه الثقافات والعادات.
عندما استولى نابليون على يافا، وجد فيها العديد من المصريين، مما يدل على الروابط العميقة بين الشعبين.
علاوة على ذلك، يُشير الكاتب الفلسطيني عمر البرغوثي إلى أن هناك العديد من الأسر القبطية المصرية في القدس منذ أجيال، مما يبرز الأبعاد التاريخية للعلاقات المصرية الفلسطينية.
المسؤولية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية
يبرز الدكتور جمال حمدان أهمية القضية الفلسطينية كقضية عربية وليست خاصة بالشعب الفلسطيني فحسب، ويؤكد على أن الخطر الذي يواجه فلسطين يهدد كل الدول العربية.
مشكلة إسرائيل أكبر من مشكلة فلسطين، فهي تتعلق بكل دول المشرق العربي.
بعد استعراض العلاقات التاريخية والاجتماعية بين مصر وفلسطين، يصبح السؤال: هل قضية فلسطين تخص الفلسطينين وحدهم؟ الجواب هو لا، فالجميع يتحمل مسؤولية هذه القضية.
ويقول الدكتور جمال حمدان: “إن القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب، وليست فقط قضية الفلسطينيين”، مما يبرز دور كل دولة عربية في دعم الفلسطينيين ومساندتهم في نضالهم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
رابط المصدر