تفاصيل جديدة حول منفذ حادث دهس نيو أورليانز

|آخر تحديث: 5/1/202507:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
وأفادت الصحيفة أن التفاصيل التي استخلصتها من السجلات العامة تظهر استياء منفذ العملية، شمس الدين جبار، من المجتمع الأمريكي، وتوثق مراحل تحوله إلى فكر متطرف.
بعد استئجار الشاحنة المستخدمة في الحادث، انطلق جبار إلى نيو أورليانز، حيث سجل مقاطع فيديو أثناء الطريق. أشار في أحدها إلى “معاناته” مع عائلته لكنه قرر عدم تنفيذ خطة لإيذائهم.
وكما ذكرت نيويورك تايمز، توقف جبار بالقرب من مصافي النفط وتحدث عن نيته في التقاط مقطع فيديو في الظلام.

آخر الكلمات
في الفيديو الذي اطلعت عليه الصحيفة، ذكر جبار أنه أراد أن يترك رسالة لعائلته، حيث قال: “أردت أن تعرفوا أنني انضممت إلى تنظيم الدولة في وقت سابق من هذا العام”، مشيرا إلى أنه “لا يريدهم أن يظنوا أنه عفا عنهم طوعًا”.
كانت هذه من بين الكلمات الأخيرة التي قالها جبار قبل أن يقتحم بشاحنته الصغيرة المحتفلين برأس السنة الجديدة في شارع بوربون في نيو أورليانز، مما أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 30 آخرين، قبل أن يسقط هو قتيلًا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. وعُثر في الشاحنة على علم تنظيم الدولة.
وبحسب الصحيفة، فإن حادثة الدهس كشفت تطرف جبار الذي كان مخفياً عن الناس، مما سبب ارتباكًا لأحبائه الذين عرفوه كمحارب سابق في الجيش الأمريكي، وحاصل على أوسمة، ويعمل في شركة “ديلويت” براتب يصل إلى 120 ألف دولار سنويًا.
بعد أيام من الحادث، بدأ المحققون تتبع سيرة شمس الدين وتحوله إلى التطرف، خاصة مع زيادة عزلته بعد انتقاله إلى حي شمال مدينة هيوستن في ولاية تكساس، والذي يتكون من مجموعة من المنازل المتنقلة.
متدين؟
العزلة والانعزال في المجتمع المسلم
عاش شمس الدين جبّار في مجتمع قريب من مساجد، ولكنه ظل في حالة من العزلة التامة كما أفاد العديد من جيرانه لصحيفة نيويورك تايمز. فقد كان يسكن بمفرده ويفتقر لأي تواصل مع من حوله. وقال أحد الجيران إن جبّار كان يغير طول لحيته بشكل متكرر.
أكد عدد من سكان المنطقة أنهم لم يروا جبّار يصلي في المسجد القريب أبداً، وقد صرح طه محمد، أحد الجيران “لم نره يصلي هنا في حياتنا، وأنا أعيش هنا منذ 2008”. ووفقًا للصحيفة، فقد كان جبّار يُعرف بآرائه الدينية المتشددة ولكنه لم يناقشها مع الآخرين، رغم أنه كانت لديه تسجيلات صوتية يروج من خلالها لتفسير متطرف للإسلام.
عثر المحققون في منزله على أدلة إضافية تشير إلى حياة مزدوجة، حيث كان يمتلك جهاز كمبيوتر محمول مع شاشتين، إلى جانب رف يحتوي على مصحف وكتاب عن المسيحية.
البيئة العائلية والنشأة
أفادت التحقيقات بأن جبّار نشأ في منزل مكون من ثلاث غرف نوم في بومونت بولاية تكساس، وكان يتمتع بطفولة طبيعية نسبياً. كيف كان يحب المدرسة ويحقق أداءً جيدًا. والده الذي اعتنق الإسلام بعد أن كان مسيحياً، غير اسم العائلة من يونغ إلى جبار، بينما ظل العديد من أفراد العائلة يترددون على الكنيسة المعمدانية المحلية.
ذكرت إحدى قريباته (نُشرت باسم مستعار خوفاً من التورط) أنه لم يُظهر أبداً علامات تقديس جادة للدين، وقالت “لا أعتقد أنني سمعتهم ينطقون اسم الله على الإطلاق”. بعد خدمته العسكرية، التحق جبّار بجامعة ولاية جورجيا، ولم يُظهر أي مؤشرات على تطرفه في تلك الفترة.
الصراعات الشخصية والعائلية
تبيّن أن جبّار مرّ بتجارب صعبة من بينها ثلاث حالات طلاق ومشاكل مالية. كان مجبراً على دفع 1350 دولاراً شهرياً لزوجته الثالثة. عائلته لاحظت أنه بدأ يُظهر علامات التوتر النفسي، خصوصًا مع الضغوط التي تكبدها نتيجة ديونه والطلاق.
في خريف عام 2023، مع تصاعد الأحداث في غزة، بدأت تظهر علامات الاضطراب على جبّار، حيث بدأت تظهر علامات عدم الراحة ظاهرة إثر المشاهد المروعة التي تابعها من خلال الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.
تغيرات جذرية وعلامات تطرف
أفاد أخوه غير الشقيق، عبد الرحيم، أن جبّار بدأ يُطلق لحيته وبدت عليه علامات الغضب تجاه ما يعتبره سلوكًا غير لائق. وأكد مسؤول أمريكي أنه كان يرى في تسجيلاته أنه يبايع تنظيم الدولة الإسلامية.
على الرغم من هذه الادعاءات، أوضح شقيقه أنه لم يرَ مثل هذه المقاطع الموجهة للأسرة، مما يزيد من الشكوك حول التغيرات الجذرية في سلوك جبّار ويدعو للتساؤل عن دوافعه الحقيقية.