مقاصد الشريعة تعكس أهداف الحكومة

Photo of author

By العربية الآن



مقاصد الشريعة هي مقاصد الحكومة

مقاصد الشريعة تعكس أهداف الحكومة مقاصد الشريعة مقاصد الشريعة
لم تأتِ قوانين الشريعة في الإسلام إلَّا متوافقة مع العقل والمنطق (الجزيرة)

أولي اهتمام العالم الحديث بالمنطق والعقل، مما أثار تساؤلات حول وجود الله وضرورة الأديان. وفي هذا السياق، يتعين على المسلمين توضيح قوانين الإسلام بأسلوب منطقي وعقلي.

تركز قوانين الإسلام على مسألة مصلحة المجتمع، حيث عمل علماء الإسلام على تصنيف مقاصد الشريعة التي تفيد في تحقيق المنفعة العامة وتجنب المفاسد. من الجدير بالذكر أن جميع المجتمعات البشرية تسعى لتحقيق مصلحة الأفراد والمجتمع.

في هذا الإطار، أعدت الحكومات دساتير وقوانين تهدف إلى تحسين حياة أفراد المجتمع، حيث تسهم في تخصيص الميزانية لحماية الصحة العامة وتعزيز النشاطات التعليمية، وكذلك تقنين الأمور لحماية الأمن العام وحقوق المواطنين.

مبادئ الشريعة وأهداف الحكومة

تقوم الشريعة الإسلامية على أهداف واضحة، تُعتبر العمود الفقري لتشريعاتها، مثل حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل والعرض. لا خلاف بين الأفراد على ضرورة حماية تلك الأهداف. ويمكن أن نحقق الأمن والسلام من خلال الالتزام بهذه المبادئ، حيث تبذل الحكومات والمجتمعات جهودًا لتحقيق ذلك.

تفتقر المصالح والمفاسد التي تسنها الحكومات إلى العقوبات أو الثواب، مما قد يجعل بعض الأفراد يتجاهلون هذه القوانين.

التوافق والاختلاف بين مقاصد الشريعة والحكومة

تتسق قوانين الشريعة الإسلامية مع العقل، حيث تعتمد على معاني وأهداف ملزمة. فقد حرم الإسلام القتل والانتحار من أجل حفظ النفس، وكذلك حرّم الربا والنهب بهدف حفظ المال. ومن جهة أخرى، يحظر الخمر والمخدرات لحماية العقل، ويُعد الزنا انتهاكًا لحفظ النسل.

إن مصالح ومفاسد الإسلام تشمل الحياة الدنيا والآخرة، حيث تعتبر الأعمال الخيرية مستندة على تلك المفاسد والمصالح. لكن المصالح والمفاسد التي تُقرّها الحكومات لم تتضمن عقوبات أو مكافآت، مما يعوق تنفيذ القوانين من قبل الأفراد.

من الوهم أن يعتقد البعض أن الفواحش تصاحَب بمنافع، في الوقت الذي تضمّنت فيه الشريعة قوانين تحظرها، حيث تُركز على المصالح الكلية، وليس الجزئية. فإذا ارتكب الأفراد الفواحش بفعل رغباتهم الشخصية، فإن ذلك يؤدي إلى فوضى. كما أن الحكومات تعتمد في قراراتها على الأمور الكلية أكثر من الجزئية.

ترمي الشريعة الإسلامية إلى الحفاظ على استقرار المجتمع، ويتبين ذلك من خلال المعرفة والتجربة في تفاصيل المقاصد التي توضحها.

لقد اهتم الإسلام بالأولويات التي تُصنف إلى ضرورية، حاجية وتحسينية. وتشمل الضروريات الحماية الشاملة للعالم. إذا تعارضت مصالح المال مع النفس، فإن الأولوية دائمًا تكون لحفظ النفس.

من القواعد الأساسية في المقاصد أهمية مراعاة المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. فعلى سبيل المثال، يُعتبر إنفاق المال على بئر عامة أمرًا أولى من إنفاقه على بئر شخصية، وهذا الأسلوب يصب أيضًا في صالح الحكومات التي تفضل المصالح العامة.

بإجمال، يسعى الإسلام إلى إرساء نظام اجتماعي متوازن، حيث تُفهم المقاصد الشرعية من خلال العلم والتجربة، محصورًا في إطار توضيح المصالح والمفاسد التي تعود على الفرد والمجتمع.

هذا العلم ازدهر على يد الإمام الجويني، ومكث حتى عهد الإمام الغزالي وعزالدين بن عبدالسلام، ويعتبر كتاب “الموافقات” للشاطبي بمثابة دستور للمقاصد الشرعية وأحد أبرز المراجع التي أضاءت على هذا الفن حتى جاء الإمام الطاهر بن عاشور المعروف بأبي المقاصد الثاني.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.