## إسرائيل تقتل قائد حزب الله حسن نصر الله
تل أبيب، إسرائيل (AP) – أعلنت إسرائيل يوم السبت أنها قضت على حسن نصر الله، قائد حزب الله، مما يُعدّ أكبر ضربة تتلقاها الجماعة اللبنانية المسلحة بعد أشهر من القتال. ولم تؤكد حزب الله على الفور تلك المعلومات.
### استهداف ذو أهمية بالغة
إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فإن نصر الله يُعتبر أبرز هدف يُقتل بواسطة إسرائيل خلال الأسابيع الماضية من التصعيد العسكري مع حزب الله. وأوضحت القوات المسلحة أنها نفذت غارة جوية دقيقة يوم الجمعة أثناء اجتماع قيادة حزب الله في مقرهم في الضاحية الجنوبية لبيروت.
### تحذيرات من المزيد من الضربات
قال رئيس أركان القوات الإسرائيلية، اللواء هيرزي هاليفي، في تصريحاته يوم السبت إن القضاء على نصر الله “ليس نهاية أدواتنا”، مما يشير إلى أن هناك ضربات إضافية مخطط لها. وأكد أن الضربة التي استهدفت قيادة حزب الله هي نتاج فترة تحضير طويلة.
### حصيلة الضربات الجوية
ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن الضربات يوم الجمعة أدت إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 91 آخرين، ودمرت ستة مباني سكنية. وأكد الجيش الإسرائيلي قتل علي الكركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، بالإضافة إلى عدد من القادة الآخرين للجماعة خلال الهجوم.
### تعزيزات عسكرية إسرائيلية
قال الجيش الإسرائيلي إنه يقوم بتعبئة المزيد من الجنود الاحتياطيين في ظل تصاعد التوترات مع لبنان، حيث تم تنشيط ثلاث كتائب من الاحتياطيين للعمل في جميع أنحاء البلاد. يأتي ذلك بعد إرسال وحدتين إلى شمال إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع للتدريب على غزو برّي محتمل.
### معلومات استخبارية تؤكد نجاح العملية
قال العقيد نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش، إن الغارة الجوية استندت إلى سنوات من تتبع نصر الله بالإضافة إلى “معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي” جعلت العملية ممكنة. وأوضح أن وفاة نصر الله تم تأكيدها من خلال أنواع مختلفة من المعلومات الاستخباراتية، لكنه رفض التوسع في التفاصيل.
### استمرار العمليات العسكرية ضد حزب الله
أكد شوشاني أن إسرائيل ألحقت أضراراً بالغة بقدرات حزب الله خلال الأسبوع الماضي من خلال استهداف تهديدات فورية وأسلحة استراتيجية، مثل الصواريخ الكبيرة الموجهة. لكنه أشار إلى أن جزءاً كبيراً من ترسانة حزب الله لا يزال سليماً وأن إسرائيل ستواصل استهداف الجماعة.
### توقعات بالرد من حزب الله
صرح شوشاني أن “هذه ليست تهديداً سيتلاشى”، وتوقع أن حزب الله سيتخذ إجراءات انتقامية، لذا فإن إسرائيل في “أعلى درجات الاستعداد”. ومع ذلك، يأمل الإسرائيليون أن تؤثر هذه الضربة على مجريات الحرب.
وقال شوشاني: “نأمل أن يغير ذلك من أفعال حزب الله. نحن نبحث عن حلول، وعن تغيير في الواقع الذي يعيد مدنيينا إلى منازلهم”، في إشارة إلى حوالي 60,000 إسرائيلي تم إجلاؤهم من منازلهم على طول الحدود اللبنانية منذ ما يقرب من عام.
توجهات الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله في شمال لبنان
أعلنت هدفًا رسميًا يهدف إلى وقف هجمات حزب الله في شمال لبنان لتمكين سكان المناطق المتأثرة من العودة إلى منازلهم. بينما الامتثال بتفاصيل الهجوم، لم يكشف شوشاني عن نوع الذخائر المستخدمة أو عدد الضحايا المدنيين، مؤكداً أن إسرائيل تأخذ احتياطات لتجنب الأضرار المدنية بقدر الإمكان، كما تقوم بالتنسيق مع خبراء استخبارات وقانونيين قبل تنفيذ الضربات.
تداعيات محتملة على قوة حزب الله
إذا كانت الأنباء عن وفاة نصر الله صحيحة، فإنها تمثل “لحظة تاريخية”، وفقًا لما ذكرته أرنا ميزراحي، باحثة بارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وعميلة استخبارات سابقة في الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء. وأشارت إلى أن هذا الحدث لا يعني انهيار حزب الله، إذ يتكون الحزب من عشرات الآلاف من الأعضاء.
كما أوضحت ميزراحي أن نصر الله كان في بعض الأحيان “صوت العقل”، حيث كان يسعى إلى إشغال إسرائيل في حرب استنزاف ويمنع جماعته من استخدام كل إمكانياتها ضدها. وفي حال تم استبعاده، فقد يشجع ذلك بعض الأعضاء الأقل رتبة في حزب الله على استخدام أسلحة أكثر قوة من تلك المستخدمة حتى الآن في تبادل الهجمات المستمر منذ قرابة عام. وتبقى علامة الاستفهام الكبرى حول كيفية استجابة إيران لهذا التطور، حسبما أضافت ميزراحي.
الوضع الإنساني في لبنان
ذكرت ميزراحي أن التقارير عن وفاة نصر الله قد تتيح فرصة للبنان للحد من تأثير حزب الله الواسع، خاصة في الجنوب، الذي يهدد بإدخال لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل.
في صباح يوم السبت، نفذت القوات الإسرائيلية عدة غارات على جنوب بيروت ووادي البقاع شرقي لبنان، بينما أطلق حزب الله العشرات من الصواريخ على شمال ووسط إسرائيل وعلى عمق الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وفي الضواحي الجنوبية لبيروت، ارتفعت أعمدة الدخان وكانت الشوارع خالية بعد تعرض المنطقة لقصف جوي إسرائيلي كثيف طوال الليل. كانت الملاجئ التي تم إعدادها في مركز المدينة للنازحين مكتظة بالمشردين. ونامت العديد من الأسر في الساحات العامة والشواطئ أو في سياراتهم. وعلى الطرق المؤدية إلى الجبال فوق العاصمة، شوهد المئات من الأشخاص يهربون سيرًا على الأقدام، حاملين أطفالهم وأي متعلقات يستطيعون اقتحامها.
وفقًا لوزارة الصحة، قُتل ما لا يقل عن 720 شخصًا في لبنان خلال الأسبوع الماضي جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.
التقارير من بيروت
أعدت هذه التقارير من قبل مراسل مروى من بيروت.