قتلى وعنف مدمر بسبب إعصار “تشيدو” في مايوت
كيب تاون، جنوب أفريقيا (AP) – أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية يوم الأحد أن 11 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم جراء الأضرار الجسيمة التي سببها إعصار “تشيدو” في إقليم مايوت الفرنسي في المحيط الهندي.
لقد بدأ الإعصار المداري القوي في ضرب الساحل الشرقي لإفريقيا، حيث حذرت الوكالات الإنسانية من مزيد من الخسائر في الأرواح والأضرار الشديدة في شمال موزمبيق.
الوضع في مايوت
وقالت الوزارة إنه من الصعب تحديد العدد الدقيق للقتلى والمصابين في مايوت بسبب المخاوف من زيادة الحصيلة. وأفاد مستشفى محلي بوجود تسعة أشخاص في حالة حرجة و246 آخرين مصابين.
لقد اجتاح هذا الإعصار المداري المحيط الهندي، مما أثر أيضًا على الجزر القريبة مثل جزر القمر ومدغشقر. وقد أظهرت السلطات أن مايوت كانت في مسار الإعصار الذي خلف دمارًا هائلًا يوم السبت، حيث صرح المسؤولون أن هذا هو أسوأ إعصار يضرب مايوت منذ 90 عامًا.
تصريحات المسؤولين الفرنسيين
قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، بعد اجتماع طارئ في باريس يوم السبت، إن هناك مخاوف من أن الحصيلة في مايوت ستكون “مرتفعة”، وأن الجزيرة تعرضت للدمار الشامل.
في حين أشار رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الذي تولى منصبه يوم الجمعة إلى أن البنية التحتية العامة في مايوت قد تضررت بشدة أو دمرت، بما في ذلك المستشفى الرئيسي والمطار. وأضاف أن الأشخاص الذين يعيشون في الأكواخ الهشة في المناطق الفقيرة واجهوا مخاطر جسيمة.
معلومات حول الإعصار
أصدر المكتب الفرنسي للأرصاد الجوية أن إعصار “تشيدو” كان مصحوبًا برياح تجاوزت سرعتها 220 كيلومترًا في الساعة (136 ميلًا في الساعة)، مما يجعله إعصارًا من الفئة الرابعة، وهو الثاني في القوة على مقياس الأعاصير.
تعداد سكان مايوت يقدر بأكثر من 300,000 نسمة، موزعين على جزيرتين رئيسيتين تقعان على بعد حوالي 800 كيلومتر (500 ميل) عن الساحل الشرقي لإفريقيا. تُعتبر مايوت جزيرة فرنسا الأشد فقرًا وأفقر أراضي الاتحاد الأوروبي. وشهدت بعض المناطق دمارًا كاملًا للأحياء، فيما أبلغ السكان المحليون عن اقتلاع العديد من الأشجار وانقلاب أو غرق الزوارق.
الجهود الإنسانية وتقديم المساعدة
قالت وزارة الداخلية الفرنسية إنه تم نشر 1,600 ضابط من الشرطة والدرك “لمساعدة السكان ومنع السرقات المحتملة”.
تم إرسال أكثر من 100 من رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء من فرنسا ومنطقة رينيون القريبة إلى مايوت، ومن المقرر إرسال تعزيزات إضافية مكونة من 140 فردًا يوم الأحد. كما تم إرسال الإمدادات بسرعة على متن الطائرات والسفن العسكرية.
تتبع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع عن كثب، بينما قدم البابا فرانسيس صلواته لضحايا الإعصار خلال زيارته يوم الأحد إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية.
الإعصار ينتقل نحو موزمبيق
استمر إعصار “تشيدو” في مساره الشرقي وضرب الأراضي الإفريقية في موزمبيق صباح الأحد، حيث حذر المسؤولون من إمكانية تأثر 2.5 مليون شخص في مقاطعتي كابو دالغادو ونامبولا الشماليتين. كما تستعد كل من مالاوي وزيمبابوي لتأثير الإعصار، مع تحذيرات من إمكانية إجلاء السكان من المناطق المنخفضة بسبب الفيضانات.
في موزمبيق، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن مقاطعة كابو دالغادو، التي تضم حوالي مليوني نسمة، تعرضت لأضرار كبيرة.
قال المتحدث باسم يونيسف موزمبيق، غي تايلور، في فيديو نشرته المجموعة من عاصمة كابو دالغادو الإقليمية، إنه إلى جانب الأثر الفوري للإعصار، تواجه المجتمعات الآن احتمال قطعهم عن المدارس والمرافق الصحية لأسابيع.
موسم الأعاصير وآثاره
يستمر موسم الأعاصير في المنطقة من ديسمبر إلى مارس، وقد تعرض جنوب إفريقيا لسلسلة من الأعاصير القوية في السنوات الأخيرة. وقد أودى إعصار “إدائي” عام 2019 بحياة أكثر من 1,300 شخص في موزمبيق ومالاوي وزيمبابوي، بينما أسفر إعصار “فريدي” عن وفاة أكثر من 1,000 شخص في عدة دول العام الماضي.
تشكل الأعاصير خطرًا من الفيضانات والانزلاقات الأرضية، كما قد تؤدي إلى تجمع البرك الراكدة من المياه، مما قد يسبب تفشي أمراض مميتة مثل الكوليرا والحمى الضنك والملاريا.
تشير الدراسات إلى أن الأعاصير تتفاقم بسبب تغير المناخ. حيث تضطر الدول الفقيرة في جنوب إفريقيا، التي تساهم بنسبة ضئيلة في الاحتباس الحراري، إلى التعامل مع الأزمات الإنسانية الكبيرة، مما يعكس حاجة ملحة لطلب المزيد من المساعدة من الدول الغنية للتصدي لتأثيرات تغير المناخ.
——
كتب التقرير من باريس.
——
AP أفريقيا للأنباء:
رابط المصدر