إقبال على مقهى للنساء تملكه شابة كوسوفية في ألمانيا
في مدينة بريمن الألمانية، يكتظ مقهى الآيس كريم “باريشا”، المخصص للنساء فقط، بالزائرات. وعلى الرغم من افتتاحه حديثًا، إلا أنه يشهد إقبالاً كبيرًا، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الآيس كريم والمشروبات والكعك والوافلز والوجبات الخفيفة الشهية.
مساحة خاصة للنساء
يتفرد “باريشا” بكونه مكانًا مخصصًا فقط للنساء والأطفال، بدون وجود الرجال. تقول مالكته، سمية زومبيري: “أعتقد أن النساء يشعرن براحة أكبر هنا مقارنة بالمقاهي المختلطة. يوفر المقهى مساحة هادئة للاحتباء بعيدًا عن صخب الحياة.” وتضيف أن الكثير من المقاهي في المدينة مليئة بالرجال، مما يجعل “باريشا” ملاذًا خاصًا للنساء.
تعتبر هذه الفكرة مبتكرة في بريمن، حيث لا توجد أماكن مشابهة، مما يجعل المشروع استجابة حقيقية لحاجة المجتمع. وطالما أشارت المديرة التنفيذية ناتالي روبستيك، فإن المقهى يتيح للنساء الاجتماع بحرية، خاصةً للنساء من دول تمتاز بفصل الجنسين.
مالكة شابة بدعم عائلي
بالرغم من أن سمية زومبيري، التي تبلغ من العمر 18 عامًا فقط، لا تزال طالبة في الثانوية، نجحت في إطلاق هذا المشروع الطموح. تذكر زومبيري: “لست وحدي”، موضحةً أن عائلتها تدعمها بشكل كبير. والدها، ذو الخبرة الواسعة في مجال الأعمال، يدير الشؤون المالية، بينما تسهم والدتها في إدارة العمل اليومي في المقهى.
تقول زومبيري إن المشروع بدأ كحلم لوالدها، الذي قضى 30 عامًا في ألمانيا، حيث حول العائلة هذا الحلم إلى واقع. معًا، ابتكروا فكرة فريدة لمكان مخصص للنساء، مستلهمين من ثقافة بلادهم الأصلية، كوسوفو. وتضيف: “في موطننا، وجود مقاهٍ خاصة بالنساء يعد أمرًا شائعًا.”
مفهوم يسد فجوة في المجتمع
إن مشروع “باريشا” يلبي حاجة واضحة في المجتمع، ويعكس أهمية توفير أماكن مخصصة للنساء، مما يعزز شعورهن بالراحة والانتماء في بيئة آمنة.
مقهى “باريشا” في بريمن: مكان خاص بالنساء والأطفال
يحمل اسم المقهى “باريشا” دلالة قوية، حيث تعني الكلمة في اللغة الألبانية “الراعية”، وهي المرأة المسؤولة عن مختلف مجالات الحياة. وعلى الرغم من أن فكرة الأماكن المخصصة للنساء ليست جديدة تمامًا في ألمانيا، إلا أن “باريشا” يمثل خطوة جديدة في مدينة بريمن.
إقبال النساء والاهتمام بالمقهى
لاقى المقهى استحسانًا كبيرًا من قبل النساء. حيث تسرد إحدى الزبونات، قائلةً: “مع هيمنة الرجال على العديد من الأماكن العامة، فإن وجود مساحة مخصصة للنساء يعد أمرًا بالغ الأهمية”.
كما أعربت زائرة أخرى عن سعادتها بالفضاء الذي يوفر فرصة للنساء للتواصل مع أخريات من الحي، مؤكدة أن الأطفال مرحب بهم أيضًا.
أكدت زبونة ثالثة أنها تشعر براحة أكبر عند زيارة المقهى مع صديقاتها أو شقيقاتها، قائلة: “من الجميل أن يكون المكان مخصصًا للنساء فقط. في بعض الأحيان نحتاج إلى الابتعاد عن الرجال”.
خطط مستقبلية وطموحات أكبر
رغم النجاح الذي حققته زومبيري من خلال “باريشا”، فإن طموحاتها تتجاوز ذلك. فهي تخطط لتصبح معلمة في المستقبل، مع الاحتفاظ بالمقهى كمشروع جانبي.
وقالت زومبيري بثقة: “أتطلع بشغف إلى الأيام والسنوات المقبلة”، مشيرة إلى أن المقهى يمثل فرصة للنمو والتطور، سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي.
نموذج ملهم للشباب
يجسد مقهى “باريشا” فكرة مبتكرة تلبي احتياجات النساء في منطقة بريمن، حيث أصبح مكانًا يجمع بين الأمان والهدوء بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.
من خلال مشروعها، تقدم سمية زومبيري نموذجًا يُلهم الشباب لتحقيق أحلامهم، حتى في المجتمعات التي قد تبدو فيها بعض الأفكار بعيدة المنال.