“ملتقى الصالحين”.. اللهم أدمها عادة واحفظها من الزوال
14/10/2024
توجهت بدعوة لحضور فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية “آسا”، الذي يتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف. هذه الدعوة أثارت في نفسي حنينًا لزيارة موطن أولياء الله الصالحين. وكلما حاولت أن أوزع مشاعري بالتساوي بين القبائل الصحراوية، أجد نفسي أنجرف نحو الانتماء لـ”إيتوسى”.
الكرم والشهامة في “إيتوسى”
تجسد “إيتوسى” معاني الشهامة والنبل وحسن الاستقبال، حيث ينتمي هؤلاء إلى ثقافة بدوية أصيلة تتميز بقيم المروءة والنخوة، ويعدّون الأنسب لاحتضان ملتقى “ملگى” الذي يجمع كافة القبائل الصحراوية.
تقاليد عريقة في ملتقى “ملگى”
شمل الموسم أروقة لمواضيع متنوعة، ومعارض للصناعات التقليدية والمنتجات المحلية، وعروض للإبل والفروسية، بالإضافة إلى تنظيم إعذار جماعي للأطفال.
على مدار سبعة قرون، اعتاد أبناء إقليم “آسا”، أحفاد أولياء الله، تنظيم هذا الملتقى “ملگى الصالحين”، الذي اعتمدته منظمة “الإيسيسكو” كتراث مغربي غير مادي، ليكون فرصة لتواصل القبائل الصحراوية وتعزيز السلم والتسامح.
تمثل استقبالات الوفود واحدة من أهم طقوس “الملگى”، حيث قام السيد “رشيد التامك” مع عدد من الشخصيات البرلمانية والوجهاء من قبيلة “إيتوسى”، باستقبال القبائل الصحراوية، التي جاءت لتقديم الهدايا وزيارة الزاوية في أجواء من الروحانية والسعادة.
احتفالات ذكرى المولد
من أبرز فعاليات الملتقى أمسيات الشعر ومجالس الذكر. وقد أقيم حفل للشعر بعد أن استراح الضيوف، حيث تعانق الشعر الحساني مع الأذكار، وصدى الترانيم في مدح الرسول الكريم.
تعتبر ذكرى المولد مناسبة تحمل قدسية خاصة لدى أهل الصحراء، إذ يجسد تنظيم مانند هذا الالتقاء جمال التقريب بين الثقافات والاحتفال بالتراث.
بينما كان حفل العشاء الذي أقيم على شرف الضيوف، بمثابة رمز للحب والترحيب من قبل رئيس “إيتوسى”، مما يمثل تقديرًا خاصًا لوجودهم في زاوية “آسا” خلال المناسبة العظيمة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.