مناورات إيران العسكرية: كيف ترتبط بالتطورات الإقليمية وعودة ترامب؟

Photo of author

By العربية الآن


ما علاقة مناورات إيران العسكرية بالتطورات الإقليمية وعودة ترامب؟

الحرس الثوري يعلن أن التدريبات العسكرية المتواصلة سوف تستمر حتى منتصف مارس آذار المقبل 1 (الصحافة الإيرانية)
الحرس الثوري الإيراني أعلن أن التدريبات العسكرية ستستمر حتى منتصف مارس/آذار المقبل (الصحافة الإيرانية)

طهران – تشهد العلاقات الإيرانية الإسرائيلية توتراً متزايدًا منذ أكثر من عام، حيث أطلقت إيران في 4 يناير/كانون الثاني 2025 سلسلة من المناورات العسكرية بمشاركة الآلاف من قوات الحرس الثوري والجيش. تهدف هذه التدريبات إلى إظهار جاهزية إيران لمواجهة التهديدات، ومحاكاة تصدي أنظمتها الدفاعية في حالة نشوب حرب متعددة الجبهات.

فبعد أسبوع من مناورات “الرسول الأعظم-19″، التي عرضت فيها إيران أحدث طائرة مسيرة انتحارية تسمى “رضوان” ومنظومة دفاع جوي جديدة، بدأ الجيش عمليات جوية صباح أمس تحت عنوان “اقتدار 1403” لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية.

شملت المرحلة الأولى من المناورات تمرينًا مشتركًا بين الوحدات الجوية في الحرس الثوري والقوة البرية للجيش لحماية منشأة نطنز النووية ضد هجمات وهمية.

سلامي وحاجي زاده يقومان بجولة في المدينة الصاروخية تحت الأرض (الصحافة الإيرانية)
حسين سلامي (يسار) وحاجي زاده يقومان بجولة في المدينة الصاروخية تحت الأرض (الصحافة الإيرانية)

مدينة صاروخية

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري، اللواء علي محمد نائيني، أن المناورات ستستمر حتى منتصف مارس/آذار بمشاركة الوحدات البحرية والجوية وعناصر التعبئة الشعبية. وكشف أيضاً عن قاعدة صاروخية جديدة تحت الأرض بحضور قائد القوة الجوية للحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، الذي ذكر أن عدد المنظومات والصواريخ يتزايد باستمرار في شتى أنحاء البلاد.

وقال سلامي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، إن بلاده تمتلك القوة اللازمة للدفاع عن نفسها وهي جاهزة لجميع السيناريوهات، كما أشار إلى أنه سيتم الكشف قريبًا عن “مدن للصواريخ والطائرات المسيرة” لإظهار القوة الحقيقية لإيران.

كما صدر شريط مصور عن التلفزيون الرسمي يظهر منشأة سرية تحت الأرض استخدمت لمهاجمة إسرائيل في وقت سابق، حيث عرض كمية كبيرة من الصواريخ المتواجدة.”

ووفقاً لوكالة أنباء تسنيم القريبة من الحرس، فإن القاعدة تضم صواريخ استراتيجية مثل “عماد” و”قدر” و”قيام”، مشيرة إلى أن ما تم عرضه هو جزء بسيط فقط من المخزون الإيراني.

علاقة مباشرة

يأتي ذلك بعد مرور شهرين على الهجوم الإسرائيلي على مواقع عسكرية في إيران، حيث وعدت السلطات الإيرانية بتنفيذ عملية “الوعد الصادق 3” ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويرتبط تنفيذ المناورات الحالية بشكل مباشر بزيادة التوترات بين طهران وتل أبيب، مع دعوات لتعزيز الدفاعات الجوية الإيرانية في ظل اقتراب عودة رئيس الولايات المتحدة المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

نشرت قناة “أفق إيران” على “تليغرام” تفسيرًا لتكثيف المناورات العسكرية، حيث أشار التفسير إلى أن إيران تهدف إلى رفع جاهزيتها الدفاعية والهجومية لمواجهة التهديدات المتزايدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية ونظم الدفاع الجوي الأمريكية مثل “ثاد”.

تشير تقديرات إيران إلى أن الرد الإسرائيلي المحتمل سيزيد عن الهجمات السابقة، مما يتطلب تحسين الدفاعات الجوية والاستعداد لاختبار الأنظمة المتقدمة مثل رادارات مراقبة الأهداف المتعددة.

إعلان

من جانبه، يرى الباحث العسكري سيد رضي عمادي أن هذه المناورات تعكس التغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط.



رابط المصدر

### تصعيد المناورات الإيرانية: رسائل متعددة للخصوم

**التهديدات المتزايدة ومناورات الطاقات العسكرية**

خلال الأشهر الـ 15 الماضية، أكدت إيران أنها أخذت في اعتبارات مناوراتها الأخيرة جميع التهديدات المحتملة، بما فيها التهديدات الإلكترونية، البرية، الإرهابية، والجوية. في مقال نشره على وكالة أنباء إسنا، أكد أحد المسؤولين العسكريين أن التطورات التي تلت عملية “طوفان الأقصى” تعتبر فرصة لفهم الأساليب المتبعة من قبل “العدو”، بما في ذلك الحرب الإلكترونية.

وأشار إلى أن المناورات تهدف إلى تعزيز جاهزية القوات ورفع مستوى القدرات العسكرية، وتدريب القوات المسلحة لمواجهة هذه التهديدات، بالإضافة إلى عرض بعض الإنجازات العسكرية.

**رسائل دفاعية من طهران**

بيّن المتحدث أن هذه الأنشطة العسكرية تحمل العديد من الرسائل، منها أن إيران لا تعتمد على أي قوة أجنبية للدفاع عن نفسها، وأنها استخدمت فقط جزءًا بسيطًا من قدراتها العسكرية خلال عمليتي “الوعد الصادق 1 و2”. كما أضاف أن إيران قد تلجأ إلى استخدام كامل قوتها في حال ارتكب “العدو” أي خطأ في الحسابات.

**اختبار القدرات العسكرية**

يرتبط الكشف عن المدينة الصاروخية تحت الأرض بعزم طهران على تعزيز قدراتها العسكرية، ويدعو هذا الأمر إلى توجيه رسالة إلى الداخل الإيراني حول استعداد القوات المسلحة لحماية البلاد.

ترافقت المناورات الأخيرة مع تسريبات تتحدث عن استلام إيران عددًا من مقاتلات سوخوي-35 الروسية، وإعداد القوات الجوية لتشغيلها، بعد استلامها سابقًا لطائرات مروحية هجومية من طراز “مي-28” ومقاتلات تدريب “ياك-130”.

**مناورات شاملة ودروس من التاريخ**

كتب الباحث الاستراتيجي علي رضا تقوي مقالًا بعنوان “فك الشفرة من مناورات مختلفة”، معتبرًا أن المناورات الأخيرة تتميز بتنوع القوات المشاركة وتعدد أنواع التسليح المستخدم. وذكر أنها تحاكي حربًا شاملة، حيث تدربت القوات الإيرانية على شن هجمات محتملة ضد إسرائيل.

ورأى أن إيران عرضت قوتها من خلال محاكاة عمليات هجومية ودفاعية، بالإضافة إلى فتح مضيق هرمز. توقع تقوي زيادة الضغوط السياسية على محور المقاومة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما يتطلب استعداد القوات المسلحة لمواجهة أي سيناريوهات مستقبلة.

وأفاد بأن إيران، بحصولها على العتبة النووية، قد تواجه مغامرات من الأعداء لاستهداف منشآتها النووية، مما يجعل هذه المناورات أكبر من مجرد تمرين عسكري عادي، بل تستهدف اختبار القدرات الدفاعية والعسكرية الوطنية.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.