إنقاذ طفلة نيجيرية من غرق مأساوي في البحر المتوسط
ميلانو (أسوشيتد برس) — تم العثور على فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا من سيراليون عائمة في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من جزيرة لامبيدوزا، والتي تعتبر على الأرجح الناجية الوحيدة من غرق قارب مهاجرين غادر من ميناء صفاقس في تونس، وفقًا لجمعية إنسانية يوم الخميس.
إنقاذ بواسطة قارب ألماني
تم إنقاذ الفتاة بواسطة قارب شراعي يحمل علم ألمانيا يُدعى “تروتامار III”، والذي نقلها إلى لامبيدوزا صباح الأربعاء، وفقًا لجمعية كومباس كولكتيف الألمانية التي تعمل في البحر المتوسط منذ أغسطس 2023.
لم تكن مع الفتاة أي طعام أو ماء، وكانت تعاني من انخفاض حرارة الجسم.
قال قائد القارب، ماتياس وايدنلويبرت، في بيان صحفي: “كانت صدفة مذهلة أن نسمع صوت فتاة رغم أن المحركات كانت تعمل”.
وأوضحت كاتيا تمبل من جمعية كومباس كولكتيف لأسوشيتد برس: “أوقف الطاقم المحركات فورًا وبدأوا في البحث عن مصدر الصوت”.
تجربة مرعبة في البحر
وصفت تمبل حالة الطفلة قائلة: “كانت مرهقة ومتعبة وباردة، لكنها كانت في حالة جيدة بشكل عام عندما أخرجناها من الماء”.
وحسب رواية الفتاة، فقد ظلت عائمة في البحر لمدة ثلاثة أيام مستخدمة إطارات هوائية وصديرية نجاة. وأخبرت المنقذين أنها انطلقت في قارب معدني مع حوالي 45 شخصًا آخرين، وأنها كانت على اتصال باثنين آخرين حتى يومين قبل إنقاذها، عندما انقطع الاتصال.
وأضافت تمبل: “لا نعرف ماذا حدث لبقية الأشخاص، نفترض أنهم غرقوا، لكننا لا نعرف”.
الأحوال الجوية القاسية
تم العثور على الفتاة بعد عاصفة استمرت لعدة أيام، وصلت فيها سرعة الرياح إلى أكثر من 23 عقدة وارتفاع الأمواج لأكثر من 2.5 متر.
يعتبر قارب “تروتامار III” الذي يبلغ طوله 13 مترًا، قد أنقذ أكثر من 230 شخصًا منذ أن انضم إلى جهود الإنقاذ الإنسانية قبل 16 شهرًا. بعد إنقاذ الفتاة، قام القارب بتوزيع صدريات نجاة على 53 شخصًا آخر كانوا على متن قارب خشبي بدون محرك، وتم الإبلاغ عن موقعهم للسلطات الإيطالية.
الأرقام المقلقة لنزوح المهاجرين
حتى الآن، ساعد طاقم “تروتامار III” 1,700 شخص، حيث قدموا صدريات النجاة، وأبلغوا السلطات، وبقوا مع الناجين حتى وصول المساعدة. في حالات الطوارئ، يتم نقل الأشخاص العالقين إلى القارب الشراعي.
وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة المستندة إلى روايات الناجين، فقد لقي 1,536 شخصًا مصرعهم أو فقدوا في البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذا العام. ووفقًا لوزارة الداخلية الإيطالية، بلغ إجمالي عدد المهاجرين القادمين إلى إيطاليا 64,234 حتى يوم الخميس، وهو انخفاض بنسبة 58% عن العام الماضي.
وأكدت تمبل: “أريد أن أؤكد أن هذه الفتاة تمثل فقط علامةعلى الوفيات في البحر المتوسط. إنها شخص واحد، ومن المحزن جدًا أنها ربما فقدت أقاربها، لكنها تمثل رمزًا للمأساة التي تحدث”.
تم تصحيح هذه القصة لتظهر أن الاسم الأول لعضو جمعية الإنقاذ هو كاتيا وليس كاتيا.