من “إيخمان في القدس” إلى “من أجل السماء” – رحلة تحول

Photo of author

By العربية الآن

ميشيل فوكو

حنا آرندت وتفسير “تفاهة الشر”

عندما كتبت حنا آرندت كتابها بعنوان “إيخمان في القدس”، كانت تهدف إلى تجسيد مفهوم “تفاهة الشر” في السياق الإنساني المعاصر. اعتقدت آرندت أن إرادة الأذى ليست مجرد انتقام أو تسلط، بل هي حالة مختلطة وغير مفهومة. كانت ترى أن الشر ليس مجرد حدث عرضي، بل هو سقم دائم يتجاوز المحرقة اليهودية إلى جميع أعمال القتل والتدمير العشوائي، مثلما نشاهد في قطاع غزة على مدار السنة الماضية. ومن هنا، اعتُبرت أطروحتها دليلاً على فهم الوحشية الغير مبررة التي تظهر في المجتمعات.

التصور التاريخي للشر

المفهوم الذي تتحدث عنه آرندت يشير إلى انعدام المبررات في الأذى والعبثية في التعذيب والقتل، وهو تصور تاريخي يعكس الانحراف البشري. كانت الحروب الدينية والطائفية، كما في الإبادة الجماعية في فلسطين، تعبيراً عن هذا الشر. كما أن محاكمة إيخمان لم تحقق العدالة في خضم جريمة جماعية لا ينحصر ذنبها في الفرد فقط، وإنما تشمل المجتمعات والدول.

العقاب ومشكلاته

تاريخياً، كان الإعدام السياسي يمثل انتقامًا بلا مبررات أخلاقية، مما جعل عقوبات كثيرة غير كافية لتحقيق العدالة. في هذا الصدد، كتب المفكر الفرنسي ميشيل فوكو “تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي”، حيث تناول التهميش والعنف الممارس ضد الأفراد المعزولين.

بينالي القدس كمنصة للنقاش الثقافي

في مقال للصحافية الأميركية إليانا رودي، تم التطرق إلى “بينالي القدس للفن اليهودي المعاصر”، الذي يُعتبر لحظة للتأمل في النزاع الثقافي ضمن الإطار اليهودي. البينالي يطرح أعمال فنانيين يهود من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس تساؤلات عن الهوية والانتماء في سياق النزاع المستمر. طريقة اختيار الفضاء الثقافي تأتي وفقاً لرؤية تؤكد على أن “القدس تختزل رمزياً جوهر النزاع”.

العنف والمقدس وعلاقتهما بالنزاع

في كتاب “العنف والمقدس”، يستحضر المفكر روني جيرار ما يُعرف بـ “مثلث الرغبة”. يحلل كيف تساهم الرغبة المرتبطة بالانتماء في تعزيز صراعات الهوية، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار والمنافسة. وتظهر هذه الديناميات في الفنون المعروضة والتي تسعى لإعادة تشكيل النظرة لدور اليهودية وهوية اليهود في سياقات أوسع من مجرد العرق أو الدين.

التأملات الختامية

تستند الأعمال الفنية المعروضة في البينالي إلى الرغبة في الانتماء والتعاطف، مما يسمح بفتح نقاشات بين يهود إسرائيل واليهود الأميركيين حول كيفية تجاوز النزاعات. تهدف هذه الأعمال أيضًا إلى تجسيد هوية متعالية، تشدد على جذور متصلة بمكان مرغوب هو القدس، مما يعكس كيفية تفاعل الثقافة والفن مع التوترات السياسية والاجتماعية المعقدة.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.