من هو جوزيف عون، قائد الجيش المتواضع الذي أصبح رئيس لبنان؟

Photo of author

By العربية الآن

الرئيس الجديد للبنان: جوزف عون

شخصية هادئة وخلفية عسكرية قوية

الرئيس اللبناني الجديد والجنرال السابق في الجيش، جوزف عون، يتسم بتواضعه وابتعاده عن الأضواء. يشير من يعرفه إلى أنه يتمتع بمواقف مباشرة وودودة، كما أنه يفضل عدم الانتماء لأي حزب أو التعبير عن آراء سياسية، وهو ما يعد نادراً في نظام لبنان السياسي الممزق.

وأوضح بلال صعب، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية والمدير التنفيذي لشركة TRENDS الاستشارية، أنه كان يلتقي بعون في سياق التعاون الأمني الأمريكي مع الشرق الأوسط. ووصفه بأنه “شخص لطيف جداً، وعطوف، ودافئ”، وأنه يتجنب النقاشات السياسية “كما يتجنب الطاعون”.

عدم المطالبة بالمناصب السياسية

عُيِّن عون رئيساً للبنان يوم الخميس، منهياً فراغاً استمر لأكثر من عامين. ورغم أن شخصيته قد تبدو غريبة لتولي هذا المنصب، إلا أن صعب اعتبر أن ذلك قد يكون مصلحة للبلاد، حيث أن القادة عادةً ما يطلبون توزيع مناصب رفيعة على أنصارهم.

وقال صعب: “لن يطلب عون نصيباً في السياسة كما يقوم به أي رئيس آخر”.

حلّ عون، البالغ من العمر 61 عاماً، في موقعه كقائد للجيش اللبناني في مارس 2017 بعد مسيرة بدأت كضابط متدرب في عام 1983 خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاماً.

مسيرة عسكرية حافلة

خبرات القتال والتحولات السياسية

أثناء خدمته، قاد عون الجيش اللبناني خلال العديد من الأزمات، بما في ذلك المعارك ضد الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام.

تخوض هيئة تحرير الشام حالياً معارك في سوريا بعد أن أسقطت الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي، وهي الحليف الفعلي في الساحة السورية.

اُصطف الجيش اللبناني أيضاً إلى جانب حزب الله في مواجهة التحديات الأخرى، طالبًا الأمن في الداخل ومطالبًا بالحفاظ على الاستقرار.

الأزمات الاقتصادية والسياسية

عانت المؤسسة العسكرية من العديد من الضغوط، لا سيما مع الأزمة الاقتصادية التي بدأت في عام 2019، مما أدى إلى تدني رواتب الجنود لأقل من 100 دولار شهريًا.

في تصريحات سياسية نادرة، انتقد عون خلال خطاب في يونيو 2021 القيادة اللبنانية بسبب عدم اتخاذ إجراءات للتعامل مع الأزمات.

احتفالات شعبية بعد انتخابه

عقب انتخابه، خرج سكان قريته عيشية للاحتفال، مضيفين الألعاب النارية والرقص وتوزيع الحلوى. وعلقت كلير عون على الاحتفالات قائلة: “نعيش أوقاتاً صعبة، وهو الشخص المناسب لهذه المرحلة الصعبة”.

جدل حول انتخابه

احتجاجات قانونية وضغوط خارجية

لم تكن الانتخابات بدون جدل، حتى بين المؤيدين المسيحيين. عارضت حركة التغيير الوطنية، أحد أهم الأحزاب المسيحية، ترشيح عون، بينما أعطت له حزب القوات اللبنانية دعمها قبل الانتخابات مباشرة.

كما زعم بعض المعارضين أن انتخاب عون يعد انتهاكاً للدستور، حيث يمنع تعيين قائد الجيش في منصب الرئاسة، ورغم وجود استثناءات سابقة، إلا أن بعض النواب اعترضوا على ذلك.

وعلقت النائب المستقلة حليمة قakور خلال جلسة البرلمان على الأمر قائلة: “لا يمكن تبرير انتهاك الدستور”.

تستمر التعليقات بأن انتخاب عون كان نتيجة لضغوط خارجية، خصوصاً من الولايات المتحدة والسعودية، ما يثير تساؤلات حول استقلاليته. إلا أن صعب اعتبر أن وصف عون كدمية للسياسة الأمريكية غير عادل، مشيراً إلى أن لبنان بأكمله يتعرض لضغوط دولية.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.