### مهرجان طرابلس للأفلام: استمرارية الفن في أوقات الأزمات
تتواصل فعاليات مهرجان طرابلس للأفلام في لبنان على مدى ستة أيام، حيث انطلقت الدورة الحادية عشرة من المهرجان في 19 سبتمبر/أيلول وتستمر حتى 25 من الشهر ذاته.
**ظروف استثنائية تحت القصف**
أفادت إدارة المهرجان أن هذه النسخة تأتي في ظل ظروف غير اعتيادية، بعد التفجيرات التي قامت بها إسرائيل في لبنان، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الجرحى وعشرات الشهداء. وتشدد الدورة الحالية على أن الأفلام يمكن أن تعكس رسائل أمل وصمود، تنقل الواقع الصعب الذي يعيشه لبنان وفلسطين. الفن، إذًا، يعتبر رمزًا للتعاون الإنساني والثقافي، وهو يعزز التلاحم الاجتماعي في المنطقة العربية، ويُسلط الضوء على المآسي من خلال الحوار والتعبير السينمائي.
**الرسالة التي يعكسها المهرجان**
مدير المهرجان، إلياس خلاط، أكد أن استمرار الفعاليات الفنية والسينمائية في هذه الظروف يظهر انتصار الفن على التحديات. وأفاد بأن المخرجين يسعون جاهدين لنقل رسائلهم بطريقة واقعية، على الرغم من العقبات، بما في ذلك صعوبة تحديد مواعيد المهرجانات في خضم الوضع السياسي المتغير.
تضمن حفل الافتتاح عرض فيلم “يلا غزة” للمخرج رولان نوريه، الذي يسلط الضوء على الحياة الفلسطينية قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. يستعرض الفيلم التحديات اليومية تحت الحصار، بما في ذلك معاناة الأطفال الذين فقدوا أطرافهم، والبحارة المحرومين من العمل. ورغم الظروف القاسية، يسجل الفيلم كيف يتمسك الفلسطينيون بالأمل عبر التعليم والدبكة، ليعبروا عن استمرار حياتهم على الرغم من الخراب الذي يحيط بهم.
**شهادات فنية من مختلف الدول**
يشارك في المهرجان 50 فيلمًا من 20 دولة، تتنافس في ست مسابقات تشمل الروائي الطويل والوثائقي الطويل، والقصير الدولي والعربي واللبناني، بالإضافة إلى أفلام التحريك. وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة من المخرج اللبناني إيلي خليفة والممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات والمخرجة المصرية هالة جلال، بينما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الممثلة التونسية أنيسة داود والمنتجة ديمة عازر والمخرج اللبناني جورج بربري.
حرص المهرجان على عرض أفلام حازت على جوائز في مهرجانات دولية، من ضمنها فيلم “يرقة” الذي فاز بالدب الذهبي لأفضل فيلم قصير في مهرجان برلين 2024، والفيلم السوداني “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني. كما يُعرض الفيلم الأردني “إن شاء الله ولد” لأمجد الرشيد والفيلم التونسي “حبيبتي” لأنطوان ستيليه، الذي يتناول علاقة معقدة بين أم وابنتها، بالإضافة إلى فيلم “مادونا” للمخرج جون فريد زكي الذي تدور أحداثه في دير كاثوليكي في الإسكندرية.