# من خيمتي وبدون إنترنت سأصبح مهندسة رغمًا عن إسرائيل
**آية حيليس: طالبة هندسة معمارية من غزة**
بدأت آية حيليس دراستها في مجال الهندسة المعمارية في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2021، وكانت تشعر بالفخر لالتحاقها بهذا التخصص الذي لطالما حلمت به. وضعت آية خططًا واضحة لمستقبلها الأكاديمي، تضمنت السعي لتحقيق درجات عالية والتدريب في مكاتب هندسية مميزة، وهدفها الحصول على درجة الماجستير بعد التخرج.
### عواقب القصف الذي حالت دون تحقيق الأحلام
تغيرت حياتها عندما اندلعت أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث كانت آية تستعد لتقديم مشروعها الجامعي الذي عملت عليه كثيرًا. ورغم القصف الإسرائيلي، كافحت للتركيز على المشروع حتى تلقت خبر توقف الدراسة. وبالرغم من ذلك، تسلمت مشروعها في الوقت المحدد.
في اليوم التالي، تلقت آية خبر وفاة صديقها العزيز علاء جراء قصف إسرائيلي، مما أصابها بحالة من الحزن العميق. ومع استمرار حالة الحرب، قررت آية وعائلتها الهرب إلى خان يونس معتقدين أنهم سيكونون في أمان هناك، لكنهم واجهوا صعوبات جمة.
### ظروف الحياة في المخيمات
عاشت آية في خان يونس، حيث طغت على حياتها مشاعر القلق والخوف. استمرت الأعمال العسكرية، وتعرضت أجزاء من المدينة للقصف، مما اضطرهم للانتقال إلى جامعة الأقصى بعد تدمير المبنى الذي كانوا يقيمون فيه. الحياة في خيمة صغيرة في رفح كانت بائسة، ولكن في مارس/ آذار، تطوير خطة جديدة لإدخال طلاب غزة للجامعات في الضفة الغربية، مما منح آية أمل العودة للدراسة.
### العودة إلى مقاعد الدراسة
سجلت آية في جامعة بيرزيت بعد أن تواصلت معها، ولكن الأمور لم تستمر بشكل جيد. بعد أيام قليلة من بدء الفصل الدراسي، اضطروا للفرار مرة أخرى بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي. وبعيدًا عن المنزل، أجبرت الظروف آية على الارتجال من جديد، حيث عادت للدراسة عن بُعد عبر الجامعة الإسلامية.
### الصعوبات في مواصلة التعليم
كانت عودتها للدراسة عن بعد تحديًا كبيرًا. البنية التحتية تضررت جراء القصف، واجهت صعوبة في البقاء على اتصال مع الجامعة. عملت بجد على المواد الدراسية وسط الفوضى، بينما كانت تحت القصف الذي زعزع خطواتها نحو إتمام التعليم، مما جعل آية تواجه الكثير من المخاطر.
استمرت آية في الدراسة بالرغم من كل التحديات، حيث كانت تسير يوميًا سبعة كيلومترات تحت الشمس الحارقة، متجاوزة الحطام والدمار، للاحتفاظ بالتواصل مع جامعتها. وأصبحت حياتها عبارة عن مزيج من الأمل والإصرار على تحقيق أحلامها في مواجهة الواقع المرير الذي تعيشه.
### الإصرار على التعلم وسط الحروب
تواجه آية تحديات متواصلة، بما في ذلك تجدد الهجمات وتعرض الانترنت للانقطاع. ومع ذلك، لا زالت ملتزمة بتحقيق حلمها في أن تصبح مهندسة معمارية، متحدية الظروف القاسية التي قد تسعى لإضعاف عزمها. تكافح من أجل التعليم، وتعبر عن أهمية التعليم كطريق للخلاص وسط الفوضى التي تعيشها.### الصعوبات الأكاديمية في ظل الحرب
لقد واجهت صعوبات جمة أثناء فترة دراستي بسبب ظروف الحرب. كانت الأصوات العالية والمشتتة المحيطة بي تجعل من الصعب التركيز لساعات طويلة.
### تحديات شحن الأجهزة
أصبح شحن هاتفي الذكي أحد المصادر الإضافية للمعاناة. كنت مضطرة لإرسال الهاتف إلى جهة الشحن كل يومين في الصباح، مما كان يستلزم مني الانتظار حتى بعد الظهر لاستلامه، الأمر الذي كان يعني إضاعة يوم كامل.
### الاستعداد للامتحانات
وصل موعد الامتحانات في أغسطس/آب، وكان لابد لي من البحث بقلق عن اتصال إنترنت جيد. وعندما تمكنت من العثور عليه، كنت مجبرة على دفع مبلغ كبير لاستخدامه لمدة ساعة واحدة فقط. بالرغم من كل تلك الصعوبات، بذلت جهدي في الامتحانات.
### النتائج المشجعة
بعد ثلاثة أسابيع، حصلت على النتائج التي أسعدتني؛ إذ حصلت على درجة +A في كلا الامتحانين. لم أستطع أن أخفي ابتسامتي في ذلك اليوم.
### الانتقال إلى المرحلة التالية
بعدها، بدأت التحضير للجزء الثاني من الفصل الدراسي وللثلاثة امتحانات المتبقية في سبتمبر/أيلول.
### عام من التحديات
لقد انتهيت من هذا الفصل الدراسي الارتجالي بعد نحو عام منذ بداية الحرب، وهو عام مليء بالنزوح والخسارة والإقامة في الخيام والكوابيس والانفجارات المستمرة. خلال كفاحي للدراسة، أدركت كم أفتقد “الرفاهيات” الصغيرة في حياتي السابقة مثل مكتبي وسرير وغرفتي وشاي وعيدان الشوكولاتة الخاصة بي.
### توسيع الآفاق رغم الألم
لقد كانت فترة دراستي للامتحانات في هذين الشهرين بمثابة تعويض خفيف عن المشاعر القاسية من الخسارة واليأس التي أعيشها وسط الإبادة المستمرة. شعرت كما لو أن هذه الدراسة كانت تشكّل لي حقنة من المخدرات تساعدني على نسيان الألم الذي أعانيه في حياتي البائسة ولو لفترة قصيرة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.