أجبرت جماعة الحوثي في العاصمة المختطفة صنعاء منتسبي الهيئة العليا للأدوية على الانخراط في دورات عسكرية، حيث تم ترهيب الأكاديميين والأطباء والموظفين للالتحاق بتلك الدورات في إطار ما تسمى بـ”معركة الجهاد المقدس” لتحرير فلسطين.
وشاركت أكثر من 240 موظفًا من الهيئة في تدريبات عسكرية تُعرف باسم دورات “طوفان الأقصى”، بإشراف قادة ميدانيين من صعدة، معقل الجماعة.
وحسب مصادر مطلعة، تم فصل نحو 18 طبيبًا وموظفًا من الهيئة بسبب رفضهم المشاركة في هذه الدورات، بينما تم إحالة 10 منهم للتحقيق تمهيداً لفصلهم بتهمة التغيب عن التعبئة العسكرية.
وعبرت مجموعة من موظفي الهيئة عن عدم رضاهم عن إلزامهم بالدورات العسكرية التي تشمل دروسًا تروج لأفكار الجماعة وتقديس زعيمها، مؤكدين أن ذلك يروج لحقهم في حكم اليمنيين.
يبرز الأكاديمي عبد الله.م، الذي يعمل في هيئة الأدوية، عدم رضاه عن الضغط المُمارس عليه وعلى زملائه للالتحاق بتلك الدورات العسكرية.
وأضاف عبد الله أنه كان من الأجدر أن تركز الهيئة على مهامها الرقابية، مثل متابعة الأدوية المهربة والمزورة، بدلاً من الضغط عليهم للالتحاق بتلك الدورات العسكرية.
توجهات الحوثي للتحكم بالموظفين المدنيين
يتعلق هذا التصرف بالتوجيهات التي أطلقها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، والتي تُطالب بإطلاق معسكرات تعبئة للعاملين في القطاعات المدنية.
ردود فعل غاضبة
تسببت هذه العملية بموجة من الاستنكار في الأوساط اليمنية، حيث تداول الناشطون صورًا ومقاطع تظهر مشرفين حوثيين يجبرون أطباء وعاملين، بما في ذلك كبار السن، على القيام بأعمال توقعهم في مواقف مهينة.
ويشدد الناشطون على أن إجبار الجماعة للموظفين المدنيين على الالتحاق بتدريبات عسكرية يعد انتهاكًا صريحًا لحقوق الإنسان، معتبرين أن ذلك يمثل محاولة ممنهجة لإذلالهم وطردهم من وظائفهم.
هذه الصور التي نشرها الحوثيون أنفسهم لأطباء وأكاديميين وهم يزحفون بهذا الشكل المهين، جزء من سياسة ممنهجة للإذلال وكسر روح المقاومة والرفض لدى اليمنيين لهذا المشروع السلالي الطائفي الحوثي. والحديث عن كون هذه الصور لتدريبات عسكرية يتم إجبار اليمنيين المدنيين عليها دون مراعاة للسن… pic.twitter.com/sdhDpEHPlY
— صالح البيضاني Saleh Al Baidhani (@salehalbaydani) September 15, 2024
وعبر الموظف المتعاقد مراد.ح عن حزنه بسبب تحويل الجماعة لهيئة الأدوية من جهة رقابية إلى أداة لفرض الجباية والتلقين الطائفي، مما يؤدي إلى زج المئات من الموظفين المدنيين إلى الصفوف الأمامية دفاعاً عن الجماعة.
وتتزامن هذه الممارسات الحوثية مع اتهامات تجار الأدوية للقيادات الحوثية بشن حملات ابتزاز على متاجرهم، مما يثير قلقًا في الأوساط التجارية حول مصير النشاط التجاري في مناطق الحوثي.
هذا وكان قد تم توجيه اتهامات للعديد من القيادات الحوثية بالتورط في المتاجرة بالأدوية المهربة وغير المطابقة للمعايير.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}