موقع أمريكي: ما هو الهدف الحقيقي للتيارات الدينية في إسرائيل؟
وكانت التيارات الصهيونية الدينية غير قادرة على تحقيق نجاحات كبيرة في الانتخابات مما يتيح لها المساهمة في صنع القرار السياسي في البلاد.
وكانت التيارات الصهيونية الدينية غير قادرة على تحقيق نجاحات كبيرة في الانتخابات مما يتيح لها المساهمة في صنع القرار السياسي في البلاد.
قائمة تتضمن ٢ عنصرًا
نهاية القائمة
يناقش الكاتب على مر الأزمان أن هذه الجماعات الدينية قاومت في عدة جبهات، إلا أنها فشلت في توحيد صفوفها وفشلت في جذب المجتمع الإسرائيلي الرئيسي.
في عام 2004، أعلنت الولايات المتحدة حرمان حزب “كاخ”، والذي يعتبر نسخة حديثة لمنظري الصهيونية الدينية الأوائل في إسرائيل.
يرج للكاتب بمؤسس “كاخ”، الراحل مائير كاهانا، الذي استشهد في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 أثناء خطاب مليء بالكراهية في مانهاتن، مؤكدًا أن مصرعه لم يكن إلا بداية لسلسلة من العنف التي نفذها أتباعه، بقيادة الأميركي باروخ غولدشتاين الذي أطلق النار في 25 فبراير/شباط 1994 على عشرات من المصلين المسلمين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
استشهد 29 مصليا في هذه الحادثة وجرح 15 آخرين.
كان عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء احتجاجاتهم على المجزرة يعادل عدد الضحايا الذين قضوا بيد غولدشتاين، وهذا أمر مأساوي، ولكنه يعكس تمامًا العلاقة بين النظام والمستوطنين الذين يعملون كجزء من أجندة الدولة.
يرى الكاتب أن هذه المأساة كانت نقطة تحولية في تاريخ الصهيونية الدينية، حيث تزايدت قوتهم عوضًا عن أن تكون مناسبة لضعف نفوذهم المتزايد، على يد أنصار “التيار الليبرالي”، مما زاد من نفوذهم السياسي في إسرائيل.
وأصبح غولدشتاين بطلًا لدى أنصاره، وتحول قبره إلى مزار شعبي. ويُشير زميله بجوار متحف مائير كاهانا، مما يظهر الروابط الواضحة بين هؤلاء الأفراد والجماعات والكفلاء أيضًا.
أكد الكاتب أن دور المتدينين التقليدي في إسرائيل شهد تحولًا ملحوظًا، الذي يظهر في انتخاب إيتمار بن غفير عام 2021 كعضو في الكنيست الإسرائيلي، وبعد ذلك تعيينه وزيرًا للأمن القومي في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وأوضح الكاتب أن الصهاينة المتدينين استفادوا من تراجع اليسار وضعف اليمين التقليدي الممثل في حزب الليكود.
للبقاء على قيد الحياة، أعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعريف حزبه إلى نسخته الأكثر تطرفًا على الإطلاق، ومن هنا بدأ في جذب المتدينين بهدف سد الفجوات التي نشأت بسبب الصراع الداخلي داخل حزب الليكود. ومن خلال هذا الإجراء، منح نتنياهو الصهاينة المتدينين فرصة فريدة.
بفضل بن غفير، أصبحت إسرائيل الآن – على حد تعبير زعيم المعارضة يائير لبيد – دولة تتمتع بـ “مليشيا خاصة”.
وعكس نتنياهو، ليس هدف بن غفير وتحالفه تحقيق منصب محدد داخل الحكومة، بل يسعون إلى تحول جوهري لا رجوع فيه في السياسة الإسرائيلية.
من بين محاولاتهم، الاهتمام بتغيير العلاقة بين السلطتين القضائية والتنفيذية، حيث كانت هذه التغييرات محور اهتمام نتنياهو للحماية الذاتية من المساءلة القانونية، بينما يسعى أنصار بن غفير لأسباب مختلفة حيث يريدون التحكم في الحكومة والجيش بدون مساءلة أو رقابة.
ويشدد الكاتب على أن الصهاينة المتدينين في إسرائيل يلعبون لعبة طويلة، غير مرتبطة بانتخابات معينة أو تحالف حكومي فردي. إنهم يعيدون تعريف دولة إسرائيل وأيديولوجيتها بنجاح.