موقع أميركي: مناقشة دور الدين في سياستنا أصبحت ضرورة
أشار موقع كاونتربانتش إلى أن الانتقادات الموجهة نحو الديمقراطيين خلال الانتخابات الأميركية كانت مبررة، ولكن هناك عوامل أخرى أسهمت في نتائج هذه الانتخابات.
عوامل التأثير
وأوضح الموقع أن من أهم تلك العوامل كانت الصحافة، خاصة تلك التي تعايشت مع ممارسات المرشح الجمهوري دونالد ترامب. لفت التقرير إلى المؤسسات الإخبارية المتحيزة، مثل قناة فوكس نيوز التي اعترفت بتضليل مشاهديها، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الرقمية غير المنظمة التي أسهمت في نشر المعلومات المغلوطة.
دور الدين في السياسة
ومع ذلك، يعتبر الموقع أن أحد العناصر الأساسية التي عادةً ما يتم تجاهلها هو تأثير الدين على السياسة الحديثة. إذ أن تحليل تأثير الدين يتطلب نظرة أعمق على الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة والتي تبدو كصراع بين الفكر الوضعي والمعتقدات المسيحية الشائعة.
وأشار الكاتب إلى ما ذكره المؤلف ويليام بيرنشتاين في كتابه “أوهام الحشود” حول ضرورة فهم الاستقطاب الحالي من خلال سردية “نهاية العالم”، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 39% من البالغين الأميركيين يتوقعون أن البشرية تعيش في نهاية الزمان، وفقاً لمسح مركز بيو للأبحاث.
الهستيريا الجماعية
ويرى الكاتب أنه لفهم نتائج الانتخابات، يمكن اعتبارها كظاهرة من الهستيريا الجماعية، موضحاً أنه لا يوجد وسيلة لقياس تأثير نظرية التدبير الإلهي على هذه الانتخابات. إلا أن الهستيريا، المرتبطة بمخاوف “نهاية العالم”، تفسر سبب اختيار الشعب الأميركي لشخصية مثل ترامب، رغم الانتقادات التي توجه إليه.
يُعتبر الأصوليون الأميركيون أن العالم هو في صراع مستمر بين الخير والشر، وذلك يظهر في الخطابات السياسية التي تنسب الشر إلى الديمقراطيين، مما يجعل عيوب شخصية ترامب تبدو ثانوية في تلك الدراما، لأنه يمثل الأداة التي يستخدمها الرب، بحسب رؤيتهم.
هيمنة الأصوليين
يذكر الموقع أنه في عام 1994، عبّر الجمهوري المحافظ باري غولدووتر عن قلقه من سيطرة الأصوليين المسيحيين على حزبه، محذراً من عواقب هذه السيطرة. كما أضاف أن السياسة تتطلب التفاهمات، لكن هؤلاء الأصوليين يعتقدون أنهم يمثلون إرادة الله، مما يجعل من الصعب عليهم التنازل.
لقد أصبح الوعاظ الإنجيليون نشطين في الحزب الجمهوري منذ 25 عامًا، وقد ركزوا على مسائل مثل الإجهاض والعلاقات المثلية. بينما لم يقم الجمهوريون التقليديون بتبني خطابهم، فقد رحبوا بدعمهم، لكن اليوم أصبح اليمين المسيحي المسيطر على الحزب، حيث تلاشت القيم المحافظة لصالح التأثير الديني المتزايد.
التحول في هوية الحزب الجمهوري
تعتبر القيم الأساسية الأميركية التي تشمل الحرية والمساواة والديمقراطية محوراً أساسياً لهوية الحزب الجمهوري ورسالته، كما يعتقد غولدووتر. إلا أن مخاوفه حول تحول حزبه إلى شكل من أشكال الثيوقراطية المسيحية قد تحققت، إذ أصبح الحزب يتنكر في صورة الحزب الجمهوري.
مخاوف من فقدان القيم الأساسية
يشير تقرير صادر عن كاونتر بانش إلى أن احترام الفصل بين الدين والدولة وحقوق الأفراد بات أمراً مهماً، إلا أن الانتقاد للمعتقدات الدينية أصبح محظوراً. ومع تحول أحد الفصائل الدينية إلى حزب سياسي، لم يعد من المقبول التكيف مع هذا الوضع، خصوصاً عندما تتعارض القيم الدينية مع المبادئ الأساسية مثل الحرية والمساواة.
الدفاع عن القيم الدستورية
يؤكد الكاتب على أن كل أميركي يتعين عليه حماية الدستور والدفاع عن القيم التي ينص عليها. عندما يتعارض الدين مع المبادئ التأسيسية للبلاد، يجب عدم اعتبار الانتقاد محظوراً. وبالتالي، ومن الضروري أن يرفض الأميركيون أي فكرة دينية تحل محل النظام القانوني وأن يقاوموا المعتقدات التي تعيق الديمقراطية التمثيلية.
خرافة نهاية العالم
رغم أن نحو 39% من الأميركيين يعتقدون أننا نعيش في نهاية العالم، يجب عليهم أن يدركوا أن هذه الفكرة ليست إلا خرافة. كما أنه من الواجب عليهم احترام الحقائق العلمية، مثل دوران الأرض حول الشمس، بدلاً من التمسك بالأساطير.