موندويس: البقاء على قيد الحياة في غزة رمز للمقاومة
سلط مقال رأي نشر في موقع موندويس الأميركي الضوء على معاناة حنان، امرأة غزية تبلغ من العمر 27 عاماً، خلال موسم الأمطار. تواجه حنان تحدياً يومياً متمثلاً في حماية أطفالها الثلاثة من الطقس القاسي في خيمتهم البالية، والتي لجأوا إليها بعد تدمير منزلهم على يد الجيش الإسرائيلي.
التحديات اليومية في فصل الشتاء
مع حلول فصل الشتاء، أصبح البقاء على قيد الحياة في غزة يمثل نوعاً من المقاومة، حيث تواجه العائلات صعوبات تفوق الخيال. يجمع السكان الماء المتساقط في أوانٍ قديمة ليستخدموه، بينما يضطر الأطفال للنوم على الأرض الباردة، مما أدى إلى وفاة 8 أطفال على الأقل حتى الآن.
لحظات من الأمل وسط المعاناة
في إحدى الليالي الماطرة، قام كاتب المقال، عماد محمود، بزيارة خيمة حنان، حيث وجدها تحتضن أطفالها إبراهيم (9 سنوات) وندى (6 سنوات) وعدنان (4 سنوات) لتدفئتهم. وعندما سأل إبراهيم والدته عما إذا كان المطر سيتواصل طوال الليل، أجابته بذلك بهدوء وابتسامة، موضحةً أنه يسقي الأرض لخلق حياة جديدة.
أثناء الحديث، طرحت ابنة حنان سؤالاً يتعلق بخضرة الأرض القريبة، وأكدت لها الأم أنها ستخضر يومًا ما. ومن ثم، مع استمرار المطر، كان إبراهيم يطلب من والدته إشعال النار للتدفئة، لتؤكد له أن المطر قوي جدًا وتحمل قسوة الوضع.
وبالرغم من ذلك، فقد قررت حنان توفير دفء لأطفالها. استخدمت كمية ضئيلة من الدقيق وخلطتها مع الماء والملح لصناعة خبز، وطبخته على موقد قديم. لحظة تقديم الخبز كانت مليئة بالسعادة بينما تفاجأ الأطفال بطعمه، فعلق عدنان بأن طعمه يشبه ما كانوا يأكلونه مع والدهم المختطف على يد القوات الإسرائيلية.
الحياة تحت القصف
ذكّر المقال بأن حوالي 1.9 مليون فلسطيني نزحوا بسبب الحرب، ويحيا المئات من هؤلاء في ملاجئ مؤقتة غير قادرة على حمايتهم من برودة فصل الشتاء. يتسرب المطر من جميع الجهات، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة.
ومع انتهاء العاصفة، اجتمع الأطفال حول والدتهم وبدأت تروي لهم قصصًا عن منزلهم السابق، مثل شجرة الزيتون التي كانت تظلل فناءهم والأرض التي كان يزرعها والدهم. وبينما كان الأطفال نائمين، لاحظ كاتب المقال حنان وهي تحدق في سقف الخيمة، ورأى في عينيها لمحة من الأمل رغم كل المعاناة.
رابط المصدر