موندو: روسيا تقوي وجودها في ليبيا وسط غضب واسع من الغرب
وأوضحت الجريدة الفرنسية -في تقرير للكاتب فريديريك بوبين- أن الحضور الروسي المعروف في ليبيا منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية (المجموعة الفاغنر سابقا) قد زاد بشكل ملحوظ هذا العام، وذكرت مذكرة صادرة عن منظمة “كل العيون على فاغنر” يوم الجمعة الماضي أن “روسيا قد نقلت جنود ومقاتلين روس إلى ليبيا خلال الثلاثة أشهر الماضية”.
اقرأ أيضا
list of 2 items
يديعوت أحرونوت: حماس تعيد السيطرة على مناطق في غزة وقواتنا متمسكة في رفح
هل تغيرت ميزان القوى في أوكرانيا بسبب حرب الطائرات المسيرة؟
نهاية القائمة
وأوضح فريق التحقيق الدولي المعني بالشبكات الروسية في إفريقيا أن “نقل المعدات والمركبات العسكرية من سوريا (حيث يتمركز جنود روس) إلى ليبيا يشكّل الجانب المبيّن جدًا من هذا التحرك المتزايد”، مُشيرا إلى وجود 1800 روسي منتشرين حاليًا في جميع أنحاء البلاد، ونقل المركبات والأسلحة مثل قاذفات هاون ومدرعات نقل إلى طبرق (شرق) خلال الـ45 يومًا الماضية.
فريق التحقيق الدولي: هناك 1800 روسي منتشرين حاليًا في جميع أنحاء ليبيا، كما تم نقل معدات وأسلحة مثل قاذفات الهاون ومدرعات نقل إلى طبرق خلال الـ45 يومًا الأخيرة
منصة للتوزيع
وذكر دبلوماسي من إحدى الدول الأوروبية – وفقًا للصحيفة – أن هذه التحركات الأخيرة في ليبيا جزء من ما وُصِف بـ”تمدُّد روسي عالمي” يهدف إلى “تثبيت حكومات تابعة لموسكو في شرق وغرب إفريقيا بالكامل”، ولم تعُد تتبقى سوى تشاد كوجهة مرغوبة لدى موسكو، وفقًا لتعبيره.
وفي حال كانت ليبيا حاسمة في هذه العملية الإفريقية – كما يشير لوموند – فذلك لأنها تعتبر منصة للتوزيع، حيث يُنقل المعدات والجنود من طبرق إلى نُقطة التجميع الاستراتيجية في الجفارة (وسط البلاد)، قبل إعادة توجيهها إلى المناطق الإقليمية التي يتطلع إليها موسكو، مثل السودان والنيجر ومالي وبوركينا فاسو تحت حكم جهات عسكرية مقربة من الكرملين.
ولكن الجديد في الأمر هو أن “روسيا لم تعُد تخشى إظهار تورطها المباشر في ليبيا”، كما يقول الباحث جلال حرشاوي من المعهد الملكي لخدمات الدراسات الدفاعية والأمن، وذلك بعد أن كانت تُنكر هذا الارتباط رسميًا عندما شاركت شركة فاغنر في ليبيا عام 2019 لدعم “الجيش الوطني الليبي” تحت قيادة خليفة حفتر في هجومه على طرابلس.
التحدي السياسي
ويثير هذا الاقتحام الروسي ليبيا ناقوس الخطر في الغرب الذي يحاول عبثًا الرد، إلا أنه يواجه تحديين – بحسب لوموند – الأول هو ملاحظة تأصيلا الوجود العسكري الروسي على الساحل بشكل قواعد بحرية في طبرق أو سرت (شمال البلاد)، الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر الأبيض المتوسط.
أما التحدي الثاني فهو سياسي بالأساس، إذ تشارك موسكو إلى جانب نفوذها العسكري في بُرقة بنشاط دبلوماسي في طرابلس بعد إعادة فتح سفارتها نهاية فبراير/شباط الماضي، وقد بدأ سفيرها الجديد حيدر أغانين – الذي يجيد اللغة العربية – سلسلة من الاجتماعات مع السياسيين الليبيين من مختلف التوجهات.
خلصت الصحيفة إلى أنه مع توازن موسكو بين الحضور العسكري والدبلوماسي، ستصبح نقطة تحف التكتيكات المختلفة للفصائل الليبية، ولكن الأمر الأكثر خطورة هو مرور تدفقات الهجرة من السودان والنيجر من المناطق التي يسيطر عليها قوات حفتر، وبذلك تدعم في النهاية الموقف الروسي في مواجهة الاتحاد الأوروبي.