سقوط حطام فضائي ضخم في كينيا
في يوم الأربعاء الماضي، شهدت إحدى القرى النائية في كينيا حادثة غير اعتيادية حينما سقط حطام فضائي على الأرض. وفقاً للمصادر المحلية، كان الحطام عبارة عن حلقة معدنية ضخمة تزن حوالي 500 كيلوغرام وقطرها 2.5 متر، وقد هبطت الساعة الثالثة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
لحسن الحظ، لم يُسجل أي إصابات من جراء الحادث. وأفادت وكالة الفضاء الكينية عبر بيان رسمي على منصة “إكس” أن الحطام لم يمثل تهديداً مباشراً للسكان.
Following the discovery of a metallic fragment of a space object in Mukuku Village, Makueni County, the Kenya Space Agency has issued the following statement. Read more for details on the incident, preliminary findings, and next steps. pic.twitter.com/n8gsvoKku4
— Kenya Space Agency (@SpaceAgencyKE) January 1, 2025
قال الرائد ألويس من الوكالة إن الجسم قد يكون جزءاً من مرحلة انفصال صاروخ. في حين لا تزال هوية الحطام مجهولة، إلا أن السلطات تجمع أجزاء منه لتحليلها بدقة. وأكدت الوكالة أنها ستعتمد “الآليات القانونية الدولية القائمة” لمحاسبة الجهة المسؤولة عند تحديد مصدر الحطام.
تدل هذه الحادثة على المخاطر المتزايدة التي يمثلها الحطام الفضائي على سكان الأرض. ورغم أن غالبية الحطام مصممة لتحترق أثناء دخولها الغلاف الجوي أو للسقوط في مناطق غير مأهولة مثل البحار والمحيطات، إلا أن بعضه ينجو ويؤدي إلى حوادث غير متوقعة كما حدث في هذه الواقعة الأخيرة.
زيادة حوادث الحطام الفضائي
شهدت الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في حوادث الحطام الفضائي. ففي مايو/أيار 2024، سقط جزء من حطام صاروخ تابع لشركة “سبيس إكس” بحجم غطاء محرك سيارة على مسار سياحي في منتجع جبلي بولاية كارولينا الشمالية الأميركية. ورغم عدم وقوع إصابات، إلا أن الخبراء يتفقون على أن مثل هذه الوقائع تحمل خطراً كبيراً نظراً لعشوائية حدوثها.
يساهم زيادة إطلاق الصواريخ عالمياً في تفاقم مشكلة الحطام الفضائي. بين عامي 2008 و2017، كان متوسط الإطلاقات حوالي 82 صاروخاً سنوياً، وارتفع هذا الرقم إلى 130 صاروخاً سنوياً بين عامي 2018 و2022، ووصل إلى رقم قياسي بلغ 250 حدث إطلاق في العام الماضي.
تتضمن مكونات الحطام الفضائي أقماراً صناعية متوقفة، وأجزاء من صواريخ مهدرة، وأشياء صغيرة مثل قفازات رواد الفضاء. وهناك ملايين من هذه القطع تدور حول الأرض بسرعات تفوق سرعة الرصاصة، مما يشكل خطراً على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية. تشير التقديرات العلمية إلى أن حوالي ألف تحذير يومي من الاصطدامات المحتملة تصدر لمشغلي الأقمار الصناعية.
وفي هذا السياق، حذر الفيزيائي توماس بيرغر من إمكانية حدوث سيناريو كارثي قد يؤدي فيه تصادم واحد إلى سلسلة غير منتهية من الاصطدامات، مما يجعل الفضاء غير صالح للاستخدام. يُعرف هذا السيناريو بـ ظاهرة كيسلر، مما يؤكد أهمية التعاون العالمي لإدارة وتقليل مخاطر الحطام الفضائي.
رابط المصدر