نتيجة دمار الحرب في غزة: سيطرة عكسية على المشهد الدولي
القدس (AP) — قبل عام، على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بفخر عن سلام جديد سيجتاح منطقة الشرق الأوسط. لكن بعد عام، عندما يعود إلى تلك الساحة العالمية، يبدو أن رؤيته قد تحطمت.
الواقع المرير في غزة وتداعياته
تدخل الحرب المدمرة في غزة عامها الأول، في وقت تقترب فيه إسرائيل من حرب إقليمية أوسع مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وتعاني البلاد من عزلة متزايدة على الصعيد الدولي تحت قيادة قائد جدلي، مما أثار احتجاجات في العواصم العالمية وكذلك في شوارع بلاده.
قائمة التهم المقلقة
إضافة إلى النزاعات الإقليمية المتفجرة، يسافر نتنياهو إلى نيويورك مثقلاً بإمكانية صدور أمر اعتقال ضده من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما قد يضعه في مصاف قادة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس السودان السابق عمر البشير.
قال ألون لييل، مدير وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق والمنتقد الشديد لنتنياهو: “يصل إلى هناك تقريبًا في نقطة كونه شخصية غير مرغوبة”.
الكلام في الأمم المتحدة: هل سيتغير شيء هذه المرة؟
من المقرر أن يلقي نتنياهو خطابًا أمام الجمعية العامة يوم الجمعة. ويعرف بكونه خطيبًا بارعًا، حيث اعتبر دائمًا أن المنصات الكبيرة هي أفضل وسيلة لنقل رسائله وكسب نقاط سياسية مع الإسرائيليين الذين يفتنون بجودة لغته الإنجليزية وعرضه الناري. في يوليو، دافع عن قضية إسرائيل بشأن الحرب في غزة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، حيث تلقى العديد من التصفيقات حتى من بعض المنتقدين في بلاده.
قال يوسي شين، أستاذ العلاقات الدولية في جامعتي جورجتاون وتل أبيب: “يرى نتنياهو أن أي رحلة إلى نيويورك، إلى المسرح الكبير للشؤون العالمية، تعتبر ميزة”، مضيفًا أن خطابات نتنياهو في الخارج غالبًا ما تهدف إلى إثارة إعجاب الجماهير في الداخل، وهذه المرة ليست استثناء.## نتنياهو في الأمم المتحدة: دعوة للدعم وسط تصاعد الانتقادات
يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث يسعى لتسليط الضوء على ما يراه تحقيقًا لمصالح بلاده، وسط أجواء من التوتر والانتقادات التي تواجه حكومته في الداخل والخارج.
خطب سابقة وتوجهات متكررة
في مناسبات سابقة، استخدم نتنياهو وسائل بصرية لعرض وجهة نظره حول قضايا الشرق الأوسط. ففي عام 2009، عرض مخططات معسكر أوشفيتس لتسليط الضوء على ما اعتبره “خُطب معادية للسامية” من قبل القيادة الإيرانية السابقة. العام الماضي، ركز على تطور العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن السلام في الشرق الأوسط لا يعتمد على حل النزاع الفلسطيني.
ومع ذلك، فإن الوضع الحالي مختلف، حيث تأتي رحلته إلى الأمم المتحدة في وقت تعاني فيه شرعيته وشرعية إسرائيل العامة من انخفاض ملحوظ، مما يترك تساؤلات حول الأثر الفعلي لزيارته.
انتقادات وانفصال عن الواقع
أعربت التعليقات حول نتنياهو عن أنه يعتقد بإمكانيته التأثير من خلال خطبه، رغم عدم حدوث ذلك فعليًا. قالت تال شنايدر، المعلقة السياسية الإسرائيلية، إنه “يعتقد أنه إذا ألقى خطابًا باللغة الإنجليزية يمكنه إقناع الناس بصواب سياسته”، مشيرةً إلى انفصاله عن الواقع.
لم يتلقَ طلب التعليق من مكتب نتنياهو ردًا فورياً، لكن وزير في حكومته، ميكي زوهار، أكد أن الأمم المتحدة تمثل “منصة مهمة” لتوضيح موقف إسرائيل.
مخاطبة عالم متعب من الحرب
خلال زيارته، يسعى نتنياهو لإقناع المجتمع الدولي بأن أهداف إسرائيل في حرب غزة نبيلة، وقد يسعى أيضًا لجمع الدعم وراء إسرائيل ضد حزب الله. لكنه قد يواجه ردود فعل غير مرحبة، خاصة مع تصاعد الغضب العالمي تجاه الصراعات في المنطقة.
حالة من الفوضى والمظاهرات المحتملة
من المتوقع أن تتزامن زيارة نتنياهو مع احتجاجات واسعة في نيويورك، حيث شهدت الجامعة هناك خلال فصل الربيع مظاهرات مكثفة ضد العنف في غزة. كما يتزايد إحساس العالم بأن إسرائيل أصبحت “دولة منبوذة” وفقًا لتصريحات بعض المسؤولين.
تداعيات الحرب وأثرها على صورة نتنياهو
اندلعت الحرب الحالية نتيجة لهجوم حماس في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، بينما قُتِل أكثر من 41,000 فلسطيني منذ بداية الصراع، مما أثار انتقادات شديدة ضد سياسة نتنياهو وأثرها على المدنيين.
تباينت ردود الفعل الدولية، حيث بدأت إدارة بايدن في تقليص بعض المساعدات، بينما علقت المملكة المتحدة بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف من انتهاك القانون الدولي.
تحديات إضافية في الأفق
مع توجيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلبًا لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو، تبقى الوضعية على حافة الهاوية، مما قد يؤدي إلى عزلة دولية أكبر خلال زيارته. يتوقع العديد من المراقبين أن يجد نتنياهو صعوبة في تحقيق أهدافه خلال هذه الزيارة، مع تزايد الاقتناع بأن العالم يبدو أقل قبولاً لخطبه.