صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة
رام الله- تمكّنت عائلة “أدهم ولارا” بمساعدة طواقم الدفاع المدني من إخراجهم من تحت أنقاض منزلهما المدمر في جباليا بعد عدة أيام من بدء الحرب في غزة. أدهم، الذي كان في الصف الأول، حزين على أدواته المدرسية التي لم يستطع إنقاذها، بينما والدته تحكي كيف أدخل له حقيبة جديدة وألوانًا، وتقول: “كان سعيدًا جدًا بدخوله المدرسة، لكن نفسيته دمرت بعد قضاء ساعات تحت الأنقاض”.
شقيقته لارا، التي كانت في الصف الثالث، أصبحت شخصيتها انطوائية فترفض التواصل، مما أثر عليها بعد الحرب ومشاهد الدمار.
حلم الدراسة
تقول والدتهم “لقد نسوا القراءة والكتابة، نأمل أن تعود المدرسة، فهذا حلمنا جميعاً”. عدد من الأهالي بدأوا بإرسال أطفالهم للدروس الخاصة، مؤكدة أنها في وضع صعب لتأمين احتياجات أطفالها الأساسية.
إيمان أبو سليمة، أم لسبعة أطفال، اثنان منهم في الجامعة، تعبر عن مأساة انقطاع التعليم وتؤكد أن وزارة التعليم الفلسطينية في رام الله لم تتخذ خطوات لإنقاذ مستقبل الأطفال، سوى بعض المبادرات الفردية.
في الضفة الغربية، دقّت بداية العام الدراسي الجديد ناقوس الخطر لمستقبل أطفال غزة، إذ حرم النزاع المسلح نحو 700 ألف طالب من الدراسة، مما جعل مستقبلهم مرتبطاً بمبادرات تعليمية ضئيلة.
أسماء مصطفى، معلمة من شمال غزة، تعرضت للنزوح وبدأت بمبادرتها “كل يوم حكاية” لتعليم الأطفال الأساسيات في القراءة والكتابة، معبرة عن قلقها من تجهيل جيل كامل بسبب الحرب.
تدخلات
بينما انطلق العام الدراسي في الضفة وسط معاناة، يبقى السؤال حول دور وزارة التربية والتعليم تجاه التعليم في غزة قائماً. المتحدث باسم الوزارة، صادق الخضور، أعلن عن خطة لإنقاذ التعليم في غزة بعد انتهاء العدوان، مشيراً إلى أن 700 ألف طالب وطالبة توجهوا إلى المدارس.
إثر التعاقب الحكومي، أوضح الخضور أن كل حكومة قامت بدورها في وضع عناصر هذه الخطة.
كما أشار إلى أن الأولوية ستكون لطلبة التعليم الأساسي، وخاصة الطلاب المتوقع أن يبدأوا حياتهم المدرسية هذا العام.
الحرب خلفت دماراً كبيراً، حيث تعرضت 290 مدرسة لأضرار مختلفة، مضيفاً أن العديد من الطلاب الجامعيين تأثروا بشدة.
مبادرات
المشرفة التربوية نجلاء خصيب أعربت عن استحالة عودة التعليم النظامي خلال الحرب، مشددة على أهمية توفير احتياجات الأطفال الأساسية. وتحدثت عن ضرورة استخدام الوسائل المتاحة لتحسين مهارات الحياة، ودعت الجهات الرسمية لإعداد قوائم للمعلمين القادرين على تنفيذ المبادرات.
تحث خصيب على تقديم الدعم النفسي للمعلمين والمبادرات المجتمعية لتأمين الاحتياجات الضرورية، لضمان استمرار التعليم وتحسين الأوضاع النفسية للأطفال في غزة.
رابط المصدر