وأعلن المشاركون في ندوة “مستقبل الإنترنت: الميتافيرس” أن هذه التكنولوجيا ستحدث تغييرات جذرية في العالم برمته، مع تنافس الشركات التقنية الضخمة وسعيها لإطلاق منتجات توافق هذا العصر الجديد، حيث ستشهد السنوات المقبلة استثمارات بملايين الدولارات في هذا العالم الرقمي، ثلاثي الأبعاد.

ويُعد الميتافيرس بوجه عام مسرحًا افتراضيًا حيث يعيش الفرد ويتعلم ويستمتع ويحقق الدخل وينفقه، ويُجمع معظم خبراء التكنولوجيا على أنه سيقلب حياتنا رأسًا على عقب.

مشاركون في #منتدى_قطر_الاقتصادي: “الميتافيرس” ثورة جديدة ستغير ملامح العالم كليا#قنا #قطر #اقتصاد pic.twitter.com/4ljD2M5wYu

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) مايو 16، 2024

حلول متنوعة لأبعاد متعددة

وأكد المشاركون في الندوة على أن الميتافيرس يوفر حلا تقنيًا متنوعًا لأبعاد مختلفة وأهداف متعددة، مشيرين إلى أنها تمثل شكلًا من أشكال الإنترنت المستقبلية، حيث ستُبنى العوالم الافتراضية الجديدة على هذا الأساس، كما ستكون الماركات العالمية بمثابة سفراء في تلك العوالم.

وأكد هؤلاء أن هناك فرصًا واقعية لربط العالم الملموس مع العالم الافتراضي، مما سيغير تمامًا وجهة نظرنا تجاهه، وسيُغير كيفية مشاركتنا وتفاعلنا وعيشنا فيه.

وأوضح المشاركون أن الميتافيرس تمثل ثورة تقنية وحاسوبية، ستعرف المزيد من التجارب والتحديثات خلال الفترة المقبلة، وستكون مُختلفة تمامًا عن الإنترنت العادي، لكنها ستخضع للوائح وقوانين وأنظمة مراقبة مماثلة لضمان الأمن والرقابة، متوقعين تنظيم ممارساتها واستخداماتها في مختلف المجالات.

وأشار المشاركون إلى أن الميتافيرس ستهدف نحو مليار مستخدم عالميًا، ونجاحها في تحقيق ذلك يعتمد على قدرتها على التمكين، لكن التحدي الأكبر يكمن في كيفية ربط الشركات والتكامل مع معايير الإنترنت، مطالبين بوضع قواعد لتنظيم نشاطها وتشريعات لإدارتها بشكل فعال.

تغيرات عالم المال

وجرت -الخميس الماضي- ندوة في منتدى قطر الاقتصادي تحت عنوان “تحولات في عالم المال والتمويل” لمناقشة التطورات في مجال التمويل في ظل الاندفاع الذي يشهده العالم نحو التكنولوجيا المالية والابتكارات المتصلة بها.

وتطرقت الندوة إلى التحديات التي تطرحها قضايا مثل التمويل غير المركزي والعملات الرقمية وتقنية البلوكتشين والذكاء الاصطناعي، مستعرضة السبل لتحقيق التوازن بين التغييرات على مستوى الحياة اليومية وحماية المستهلكين عند استفادتهم من هذه التقنيات الجديدة وإطلاق خدماتها المبتكرة.

ويركزتدل المشاركات على أهمية هذه التقنيات الرقمية نظرًا لإتاحة العديد من الفوائد، على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها والتي تتطلب توازنا دقيقا بين استغلال الفوائد المحتملة وإدارة المخاطر المتعددة.

وأوضحت المشاركات أن للتصدي لهذه التحديات والمخاطر، تحتاج المؤسسات المالية إلى وضع إستراتيجيات شاملة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة وممارسات الأمان الكفؤة بما يشمل وجود أنظمة وتشريعات والامتثال الصارم لهذه الأنظمة، مع التركيز على تحسين تجربة العملاء وضمان الاستدامة.

أين تستثمر في تكنولوجيا الآن؟

بتحت السؤال “إين تستثمر في تكنولوجيا الآن؟”، قُدمت جلسة خلال منتدى قطر الاقتصادي لاستعراض وسائل الاستثمار الجديدة التي تشغل بال المستثمرين، وبالذات في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية.

ويأتي هذا التوجه في ظل اهتمام متزايد من قبل كبار مساهمي شركات الأسهم الخاصة بالبحث عن سبل تسوية استثماراتهم، بداية من الاكتتابات العامة الأولية الخاصة وصولا إلى بيع حصصهم للمنافسين، مع التركيز على إعادة رأس المال النقدي إلى المستثمرين.

وردًا على الاستفسارات، صرح كريستيان سيندينغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إي كيو تي” النرويجية، بأن هناك تركيزًا حاليًا على الاستثمار في قطاعات توفر البنية التحتية المدعومة بتطور الذكاء الاصطناعي، وهي التقنية التي من المتوقع أن تحدث تأثيرًا في العالم، على غرار إطلاق هاتف آيفون من قبل شركة آبل.

وأوضح أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في مجال الروبوتات البشرية، متوقعًا أن تصبح هذه الروبوتات جزءًا أساسيًا من البيئة العملية في المستقبل، حيث ستستخدم في مختلف المجالات كالأمن والاستقبال والتنظيف.

وأشار سيندينغ إلى أن بعض شركات الأسهم الخاصة تتعرض لضغوط من شركائها لدراسة هذه الخيارات الجديدة.

وأصبح الاستثمار في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي أحد المحاور الرئيسية لصانعي القرار في الأسواق المالية العالمية مؤخرًا، حيث غيّرت الثورة الصناعية المدعمة بالتطور التكنولوجي نموذج العمل في مختلف القطاعات الاقتصادية، جعلت فرص الاستثمار في هذا المجال أكثر جاذبية، وفقًا للمشاركين.