نصائح قبل تناول مضادات الاكتئاب
ما الاكتئاب؟
يمر معظم الناس بفترات من الحزن التي قد تستمر أياماً، ولكن عند الإصابة بالاكتئاب، يشمل الأمر شعوراً بالحزن المستمر يمتد لأسابيع أو حتى أشهر. يُعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة التي تؤثر بطرق متنوعة على الأشخاص، وقد ينتج عنها مجموعة واسعة من الأعراض.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض تشمل مشاعر اليأس والحزن الدائم، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تُشعر الشخص بالسعادة، بالإضافة إلى الرغبة الشديدة في البكاء. كما يُمكن أن يواجه بعض المرضى القلق بالتزامن مع الاكتئاب.
لا تقتصر آثار الاكتئاب على العواطف فقط، بل تُظهر أيضاً أعراض جسدية مثل التعب المزمن، وسوء النوم، وفقدان الشهية، كما يوضح موقع الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. يُعاني معظم الأشخاص من اعتقاد خاطئ بأن الاكتئاب ليس حالة صحية جدية، بينما هو في الواقع مرض حقيقي يتطلب العناية والعلاج المناسب.
ما مضادات الاكتئاب؟
مضادات الاكتئاب هي فئة من الأدوية المخصصة لعلاج حالات مثل الاكتئاب والقلق. وفقاً لكارمين باريانتي، أستاذ الطب النفسي البيولوجي والمتحدث باسم الكلية الملكية للأطباء النفسيين، فإن “مضادات الاكتئاب تشير إلى عدة فئات من الأدوية، لكن هناك تشابه كبير في كيفية عملها”.
تستهدف هذه الأدوية تقليل النشاط المفرط في المناطق الدماغية المرتبطة بالحزن أو القلق. تساعد مضادات الاكتئاب في تقليل التفكير السلبي وتحسين المزاج العام. هناك العديد من الأنواع المتواجدة وقد تختلف في آلية العمل والأعراض التي تعالجها.
متى يتم وصف مضادات الاكتئاب؟
تُستخدم مضادات الاكتئاب عندما تكون أعراض الاكتئاب شديدة أو تستمر لفترات طويلة، مما يؤثر سلباً على الحياة اليومية. يقوم الأطباء بوصف هذه الأدوية بعد تقييم شامل لحالة المريض، وقد تتطلب المعالجة استخدام تقنيات علاجية إضافية بجانب الأدوية لتحقيق تحسين فعلي وملموس.
### استخدام مضادات الاكتئاب في معالجة الصحة النفسية
توضح الدكتورة بونام كريشان، الطبيبة العامة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، أن مضادات الاكتئاب يمكن أن تُستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، ومن أبرزها الاكتئاب واضطراب القلق العام وقضايا الصحة العقلية الأخرى. كما تشير إلى إمكانية استعمالها في حالات الألم.
الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب
تشير كريشان إلى أن مضادات الاكتئاب، مثل أي دواء، قد تتسبب بعدة آثار جانبية، ومن أبرزها:
– مشاكل هضمية مثل عسر الهضم وآلام المعدة والغثيان.
– الشعور بالقلق أو الارتعاش.
– الدوخة والصداع.
– جفاف الفم واضطرابات النوم.
– مشكلات جنسية.
تُعد معظم هذه الآثار الجانبية مؤقتة، وغالباً ما تختفي خلال أيام أو أسابيع. كما تؤكد على أن ليس كل المرضى يعانون من نفس الآثار الجانبية، حيث تختلف استجابة الأفراد للأنواع المختلفة من مضادات الاكتئاب.
متابعة الحالة الصحية
تحذر كريشان من أهمية مراجعة الطبيب إذا استمرت الآثار الجانبية، حيث قد يكون من الضروري تعديل الدواء أو فئته. تنبه أيضًا أنه في بعض الأحيان يتم ملاحظة تدهور في الصحة النفسية خلال الأيام الأولى من بداية تناول مضادات الاكتئاب.
طريقة تناول مضادات الاكتئاب
يرى باريانتي أن مضادات الاكتئاب يجب تناولها يوميا بشكل منتظم. في حال نسي الشخص أخذ الجرعة في يوم أو يومين، فإنه يحث على الاستمرار في تناول الدواء كالمعتاد وعدم تعويض الجرعات المفقودة.
الزمن اللازم لملاحظة الفعالية
تحتاج مضادات الاكتئاب عادةً من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى تبدأ بإظهار تأثيرها، ولذلك من المهم التحلي بالصبر قبل تقييم فعالية العلاج. كما يشير إلى إمكانية استجابة البعض مبكرًا.
الأدوية التي يجب تجنبها
ينبغي على المرضى تجنب تناول بعض الأدوية الأخرى التي قد تتفاعل سلبًا مع مضادات الاكتئاب. من الضروري دائمًا استشارة الطبيب حول الأدوية التي يجب الحذر منها.### نصائح قبل بدء تناول مضادات الاكتئاب
عند التفكير في بدء العلاج بمضادات الاكتئاب، من الضروري أن يأخذ طبيبك في الاعتبار جميع الأدوية الأخرى التي تتناولها. يجب عليك إبلاغ الطبيب بكافة الأدوية، سواء كانت موصوفة من قبل أطباء آخرين أو أدوية غير موصوفة. من المهم توخي الحذر مع بعض الأدوية، بما في ذلك:
- بعض الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية.
- المكملات العشبية مثل عشبة سانت جون.
- بعض أدوية القلب.
تغيير الجرعة: متى يكون مناسبًا؟
يوجد إرشادات محددة لوصف مضادات الاكتئاب، تحدد الحد الأدنى والأقصى للجرعات الموصى بها. من المهم إجراء أي تغييرات على الجرعة بالتشاور مع الطبيب. يقوم الطبيب بزيادة الجرعة تدريجيًا حتى الوصول إلى المستوى الفعّال المناسب لك، كما يجب إيقاف تناول الدواء بشكل تدريجي لتقليل الأعراض المرتبطة بالتوقف.
المدة اللازمة لاستخدام مضادات الاكتئاب
تختلف مدة الاستخدام من شخص لآخر، لكن بشكل عام، يحتاج معظم الناس لشهرين إلى ثلاثة أشهر للاستيعاب والشعور بالتحسن. في حال كانت هذه هي الأزمة الاكتئابية الأولى، يُنصح بالاستمرار في تناول الدواء لمدة تتراوح من 6 إلى 9 أشهر إضافية. خلال هذه الفترة، قد تُجرى تغييرات في العمل أو العلاقات الاجتماعية، وينبغي أن يُنظر إلى مضادات الاكتئاب كوسيلة للمساعدة في إجراء تغييرات إيجابية تؤثر على الصحة العقلية بشكل طويل الأمد.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب شديد أو متكرر، قد تكون الحاجة لتناول مضادات الاكتئاب على المدى الطويل ضرورية. كما يشير باريانتي إلى أنه يجب دائمًا موازنة جودة الحياة بدون مضادات الاكتئاب مع تلك التي يمكن أن توفرها.
المصدر
تلغراف.