هاريس تبرز في منافسة مع ترمب باستخدام سلاح «الفرح» بدلاً من «السياسة» للتفوق عليه في اللعبة التي يتقنها.

Photo of author

By العربية الآن


استراتيجية هاريس تتجاوز السياسات

تسعى كامالا هاريس، المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى اعتماد أسلوب منافسها دونالد ترمب من خلال التركيز على إثارة المشاعر بدلاً من الانغماس في السياسات في حملتها الانتخابية. تأمل هاريس أن تسهم دعوتها إلى «الفرح» في هزيمة الجمهوري ترمب في المجال الذي يتقنه، بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

تسارع الحملة الانتخابية

بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي، وبدء الحزب الديمقراطي في ترشيح هاريس في يوليو (تموز) الماضي، تسارعت وتيرة حملتها قبل شهرين من الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني).

على عكس بعض الاستثناءات، تجنبت هاريس المؤتمرات الصحفية والنقاشات المفصلة حول السياسات، حيث ركز المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي أعلن ترشيحها رسمياً، على شعار «بث الفرح». يبدو أن أسلوبها في مخاطبة المشاعر قد أثبت فعاليته.

بينما كان ترمب يتفوق بفارق كبير على بايدن، أصبحت الفجوة تضيق، حيث أظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقارباً بين هاريس وترمب في ست ولايات رئيسية. ويعتبر التحول إلى أساليب تثير المشاعر من قبل الخبراء استراتيجية سياسية فعّالة.

التوجه نحو الإيجابية

الابتعاد عن استراتيجية بايدن التي ترتكز على تصوير ترمب كتهديد للديمقراطية كان أمراً مثيراً للاهتمام. أظهر استطلاع أجرته نيويورك تايمز وجامعة سيينا تراجع مستوى الغضب والاستسلام بين الناخبين من الحزبين، بينما ارتفع منسوب الفرح.

بحسب مشاعل مالك، الأستاذة المساعدة في القانون والعلوم السياسية بجامعة هارفارد، يمكن فهم توجه هاريس من خلال الشعور بـ«الإرهاق» الناتج عن المشاعر السلبية. وشددت على أن الخوف لم يستطيع تحفيز شريحة واسعة من الناخبين المحتملين، والكثيرون استنفدت طاقتهم نتيجة الأخبار السلبية. وبالتالي، تسعى هاريس من خلال رسالتها حول الفرح إلى تقديم بديل للخوف، مما يميزها عن بايدن.

الا أن التعامل مع القضايا الجوهرية يعد تحدياً أكبر مقارنة بالتركيز على الأجواء العامة.

قضايا حساسة في الحملات

بالنسبة لدعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية في غزة، حاولت هاريس الاستجابة لانتقادات الديمقراطيين بتغيير لهجتها فيما يخص الأعداد الكبيرة للقتلى المدنيين، ولكن قد لا يؤدي ذلك إلى حل الإشكاليات داخل الحزب.

خطاب الهجرة وذهنية ترمب

قد اعتمد ترمب منذ سنوات أسلوباً يركز على مشاعر القلق، وكانت خطبه غالباً تتصف بالبلاغة وتفتقر إلى الحقائق. وكان الرئيس السابق قد ركز في حملته الحالية على ما يسمى بـ«غزو» المهاجرين، واصفاً بعض المدن الأميركية بأنها «مناطق حرب».

في خطاب له في ميشيغان، ادعى ترمب أن «كامالا هاريس ستجلب الجريمة والفوضى والدمار والموت». وفي مقابلة سابقة، كرر عبارة تنسب له تتوقع أن «يدمروا بلادنا» إذا فازت هاريس.

ورغم أن الرسالة قد تكون مضللة، إلا أنها تستجيب لمشاعر يعتبرها أنصار ترمب حقيقية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

في هذا السياق، ذكرت مشاعل مالك أن خطاب ترمب المتعلق بالفخر والاستياء يعكس خطاب الشعبويين في شتى أنحاء العالم، والذي غالباً ما ينتهي بشكل غير إيجابي.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.