شتولا ونهاريا، شمال إسرائيل
سي إن إن
—
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ، لكن العديد من سكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل يرفضون العودة إلى منازلهم، بينما يقول من بقوا إن الاتفاق من غير المرجح أن يجلب السلام الدائم.
إقرار الحكومة الإسرائيلية للاتفاق
صوّت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الثلاثاء للمصادقة على الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، منهياً أكثر من عام من الأعمال العدائية التي أسفرت عن مقتل الآلاف.
زيارة شتولا بعد بدء الهدنة
قامت سي إن إن بزيارة بلدة شتولا الحدودية يوم الأربعاء بعد ساعات قليلة من بدء سريان وقف إطلاق النار. تعتبر هذه المجتمعة، التي تقع على بعد بضعة مئات من الأقدام من الحدود اللبنانية، منزلاً لحوالي 300 ساكن، الكثير منهم فروا بعد بدء الحرب العام الماضي.
بعد ساعات من اتفاق وقف النار، ظلت شتولا بلدة أشباح، مع وجود عدد قليل من السكان فقط.
أصداء الرصاص في الخلفية
أثناء وجود سي إن إن في البلدة، سُمع بعض الانفجارات التي تشبه نيران المدفعية في الجوار. في إحدى اللحظات، سمع فريق سي إن إن أيضاً دفعات من طلقات نارية صغيرة عن بُعد.
القلق من وجود حزب الله
تعد البلدة واحدة من أخطر الأماكن في شمال إسرائيل، حيث تعرضت لتهديد صواريخ حزب الله المضادة للدبابات لعدة أشهر. يشعر السكان بالقلق من أن هذا التهديد سيستمر حتى بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار.
انطباعات السكان عن الهدنة
قالت أورا حاتان، التي بقيت في منزلها في شتولا، إن صباح يوم اتفاق وقف إطلاق النار كان “غير عادي” بعد أشهر من القصف المستمر.
“نستيقظ لنستمتع بهدوء الصباح. بعد عام كامل، هذا غير عادي” قالت حاتان لسي إن إن. “إنه سلمي؛ لسنا مضطرين للاستيقاظ بسبب القصف والركض إلى الملاجئ.”
عندما زارت سي إن إن البلدة في يوليو، أعطت القوات الإسرائيلية للصحفيين ثلاث دقائق فقط للدخول والخروج من البلدة، حيث كان خطر نيران المدفعية مرتفعاً للغاية.
ومع ذلك، فإن مخاوف حاتان لم تتبدد مع اتفاق وقف إطلاق النار. قالت: “لا أعرف إلى متى سيستمر – هذه الاتفاقية”. “لا أحد يعرف.”
ولكن على عكس سكان الشمال الآخرين الذين كانوا يفضلون أن ترى إسرائيل تتعمق في هجومها العسكري في لبنان وتؤسس منطقة عازلة في الجنوب، قالت حاتان إنها لا تعرف ما هو الخيار المتاح للحكومة الإسرائيلية غير التوصل إلى اتفاق.
# اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
**ما الخيارات المتاحة؟**
قال أحد المواطنين: “ما الخيار الآخر الذي لدينا؟ أن نصل إلى بيروت؟”
**تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار**
يهدف اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمتد لستين يومًا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وهو اتفاق تم التوصل إليه قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، حيث ينص على أنه يجب أن تكون القوات المسلحة الوحيدة المتواجدة جنوب نهر الليطاني هي القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
**القيود على القوات المسلحة**
هذا يعني أنه لا يُسمح للقوات الإسرائيلية أو مقاتلي حزب الله بالعمليات في جنوب لبنان. ورغم أن القرار تم إنشاؤه في عام 2006، إلا أن كلًا من إسرائيل وحزب الله اتهم أحدهما الآخر بانتهاك القرار عدة مرات منذ ذلك الحين.
**استقبال دولي إيجابي**
قوبل اتفاق الثلاثاء بإشادات من قادة العالم، ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد في الوقت نفسه أن إسرائيل “لا تزال تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس” إذا قام حزب الله “أو أي شخص آخر” بانتهاك الاتفاق.
**أهمية الأمان للسكان**
وطالب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ أن يراعي اتفاق وقف إطلاق النار سلامة السكان في شمال إسرائيل. وكتب على منصة X يوم الثلاثاء: “يجب أن يحقق الاتفاق الناشئ اختبارًا واحدًا فقط – ضمان الأمان الكامل لكافة سكان الشمال”.
## *حزب الله “سيعود أقوى من ذي قبل”*
**توقعات التفاؤل والتشاؤم**
بينما يأمل الوسطاء أن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار وقرار 1701 أساسًا لهدنة دائمة، يبدو أن العديد من سكان شمال إسرائيل أقل تفاؤلاً حيال ذلك.
**شكوكية السكان في ناحاريا**
قبل أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، كان بعض السكان في مدينة ناحاريا الشمالية متشككين في جدوى هذا الاتفاق بين بلادهم وحزب الله في لبنان.
**تأثير القرب من الحدود**
تقع ناحاريا على بعد ستة أميال (10 كيلومترات) فقط من الحدود مع لبنان.
**توقعات الحرب المستمرة**
قال جاي أميلياني، أحد سكان كيبوتس إيلون القريب، الذي كان في ناحاريا بعد الظهر، إنه يأمل أن bring a ceasefire سيؤدي إلى السلام، لكنه لا يعتقد أن أي وقف لإطلاق النار سيكون دائمًا. وأضاف: “ستكون هناك سنتان من الهدوء ثم سيبدأون (حزب الله) في إطلاق النار مرة أخرى”، مبرزًا مخاوفه من أن الأطفال في المستقبل سيضطرون لحماية كيبوتس من “الأشرار” الذين سيأتون.
**حرية العودة إلى المنازل**
قال مسؤول أمني إسرائيلي يوم الأربعاء إن سكان شمال إسرائيل يمكنهم تحديد متى يعودون إلى منازلهم، مضيفًا أن القرارات ستختلف بين المجتمعات المختلفة بحسب قربها من الحدود. كما سيؤثر الوضع المتعلق بإعادة الإعمار والأضرار على موعد عودة الناس.
![الحافلات المتضررة](2.jpg)
في سبتمبر، أضافت إسرائيل هدفًا جديدًا إلى حربها المستمرة، موجهة تركيزها إلى الحدود اللبنانية وآلاف المواطنين الذين تم إجلاؤهم. جاء هذا القرار في وقت باتت فيه الأصوات من المسؤولين والمقيمين في المنطقة الشمالية من إسرائيل تتعالى حول ضرورة العودة إلى منازلهم، مما زاد الضغط على الحكومة للتحرك ضد تهديد صواريخ حزب الله القادمة من جنوب لبنان.
تداعيات إنسانية على الحدود
تم تهجير أكثر من 62000 شخص من شمال إسرائيل منذ أن بدأ حزب الله بإطلاق النار على مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، وذلك بعد يوم من الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر، مما أدى إلى عامٍ من الضربات المتبادلة. كما تم تهجير أكثر من 94000 لبناني عبر الحدود، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
صرح حزب الله بأنه أطلق النار تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة عندما بدأت إسرائيل قصف القطاع ردًا على الهجمات في أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 251 آخرين.
تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي
يوم الثلاثاء، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤساء بلديات المجتمعات الشمالية في إسرائيل بأنه لن يُجبر السكان على العودة إلى منازلهم بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع حزب الله، وفقًا لعمدة حضر الاجتماع.
أوضح عمدة كريات شمونة أفيهاي شترن لشبكة CNN، “لقد قال إنه يفهم أننا لا نستطيع العودة الآن، لكن لا أحد يخبرنا أننا يجب أن نعود”. وأكد أن هناك عملًا يجب القيام به قبل أن يتمكن الناس من العودة.
كانت هذه الاجتماع محتدمًا، حيث انتقد العديد من العمد – بما في ذلك شترن – اتفاق وقف إطلاق النار باعتباره “اتفاق استسلام”.
وعبّر شترن عن إحباطه، قائلاً “غادرت الاجتماع وأنا أشعر بالإحباط الشديد”، مضيفًا أن نتنياهو لم يستطع إقناعه بأن الاتفاق سيضمن سلامة مجتمعه.
عبّر شترن عن قلقه من أن حزب الله سيعيد التسلل إلى جنوب لبنان وسيشكل تهديدًا مرة أخرى للمجتمعات الشمالية في إسرائيل.
ورغم أن شترن اعترف بأن الجيش الإسرائيلي وجه ضربة قوية لحزب الله في الأشهر الأخيرة، إلا أنه لا يعتقد أن ذلك سيكون كافيًا لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها وتهديد مجتمعه مرة أخرى.
وقال، “لا أستطيع أن أخبر أي شخص أن يعود في هذه الظروف”.
يوم الأربعاء، قال شترن في بيان بالفيديو: “لا أحد سيعود إلى المنزل، ولا يوجد قرار للعودة”.
أوري إلياهو، أحد السكان الذين تم تهجيرهم سابقًا من شتولا والذي عاد إلى المدينة الحدودية قبل شهرين، انتقد الحكومة الإسرائيلية واعتبرها “مزحة” لتفاوضها على اتفاق لوقف إطلاق النار.
قال إلياهو يوم الثلاثاء: “لم يفعلوا شيئًا. أُطلق صاروخ مضاد للدبابات هنا قبل يومين”. وعلى الرغم من عودته، أشار إلى أن الأسر التي لديها أطفال من غير المرجح أن تعود، موضحًا عدم ثقتهم بالاتفاق مع حزب الله.
ساهمت نادين إبراهيم من برلين ودانا كرني من القدس في هذا التقرير.