هل الأفضل شراء منزل أم استئجاره؟

Photo of author

By العربية الآن

أيهما أفضل: تملك المنزل أم استئجاره؟

dubai, united arab emirates - november 23: high rise apartments dominate jumeirah beach on november 23, 2009 in dubai, united arab emirates. a six-month delay to repay 36 billion gbp debt has been requested by dubai. according to reports ruler sheikh mohammed bin rashid al-maktoum is currently in neighbouring abu dhabi attempting to negotiate a bail-out.
يعتبر قرار الشراء أو الاستئجار معقداً ويتطلب مراعاة العديد من العوامل المالية والاجتماعية والشخصية (غيتي)
تزايدت أهمية القدرة على تحمل تكاليف السكن حول العالم. في مدن مثل نيويورك، لندن وطوكيو، شهدت أسعار العقارات ارتفاعاً حاداً جعل امتلاك المنازل أمراً بالغ الصعوبة للكثيرين.

أدى عدم الاستقرار الاقتصادي، مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة واضطرابات سلاسل التوريد، إلى زيادة تكلفة البناء والمواد والعمالة، مما أثر على أسعار العقارات والإيجارات في جميع أنحاء العالم. كما تنطبق هذه الظواهر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث أدى النمو الاقتصادي والتحضر والمبادرات الحكومية إلى زيادة الطلب على المساكن.

في مراكز مثل القاهرة وإسطنبول والدوحة والرياض بالإضافة إلى مدن كدبي، ارتفعت أسعار العقارات مما يجعل مسألة التملك معقدة مقارنة بخيار الاستئجار.

### استثمار كبير

إن شراء المنزل يُعتبر من أكبر الاستثمارات التي يمكن أن يقوم بها الفرد، إذ يوفر استقرارًا وإمكانية زيادة قيمة الاستثمار على المدى الطويل، لكنه يتطلب تكلفة أولية مرتفعة واحتياجات دائمة للصيانة.

من ناحية أخرى، يُعتبر الاستئجار اختيارًا أكثر مرونة وأقل تكلفة من حيث الالتزامات الشهرية، مما يمنح الأفراد القدرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة.

### عوامل مؤثرة في القرار

توجد مجموعة متنوعة من العوامل المالية والاجتماعية والشخصية التي تلعب دورًا حاسمًا في اتخاذ قرار الشراء أو الاستئجار:

#### 1. الجاهزية المالية

يعد الاستعداد المالي من أبرز العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند التفكير في شراء أو استئجار منزل. فعلى سبيل المثال، يتطلب شراء منزل في القاهرة دفع تكاليف أولية كبيرة تشمل دفعة مقدمة تتراوح بين 15% و20% من قيمة العقار، بالإضافة إلى رسوم التسجيل والضرائب العقارية وتكاليف قانونية.

يمكن أن تمثل هذه المصاريف عبئًا ماليًا كبيرًا على الأفراد، بالخصوص في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. في المقابل، يعتبر الاستئجار أقل تكلفة من الناحية الأولية، حيث يتطلب فقط وديعة تأمينية وإيجار مسبق لشهر أو شهرين، مما يوفر مرونة مالية أكبر للأفراد.

#### 2. الالتزامات الشهرية

تلعب تكاليف السكن الشهرية دورًا أساسيًا في اتخاذ القرارات. بالنسبة للمالكين، تشمل هذه التكاليف الأقساط العقارية والتأمينات والضرائب ورسوم الصيانة، والتي غالبًا ما تتزايد مع ارتفاع قيمة العقار أو تحسين الخدمات المجتمعية.

### الخاتمة

وفي ضوء هذه المعطيات، يصبح من الواضح أن اختيار ما بين الشراء أو الاستئجار يعتمد على مجموعة من العوامل التي تحدد ما إذا كان من الأفضل التملك أو الاستئجار في ظروف معينة.

### مرونة الاستئجار مقابل التزام الشراء

يمنح الاستئجار فرصًا أكبر للمرونة، حيث تكون التكاليف الشهرية عادة أقل بكثير من الشراء، بالإضافة إلى أن المستأجرين لا يتحملون مسؤولية الصيانة الدورية التي تقع على عاتق المالك.

تأثير ظروف السوق على قرارات الأفراد

تُعتبر ظروف السوق عاملاً حاسمًا في اختيار الاستئجار أو الشراء. في تركيا، على سبيل المثال، تتفاوت أسعار العقارات وفقًا للموقع والامتيازات والبيئة التحتية. في بعض الأماكن، قد تمثل زيادة قيمة العقارات فرصة استثمارية مغرية، بينما يُفضل الاستئجار في أسواق تعاني من تقلبات كبيرة أو قلة الاستقرار والنمو.

وفقًا لتقرير “غلوبال بروبرتي غايد” لعام 2024، شهدت أسعار المنازل في تركيا ارتفاعًا بنسبة 42% سنويًا حتى مايو 2024، بينما زاد متوسط سعر العقار في إسطنبول بمعدل 31.6%.

ارتفاع أسعار العقارات وصعوبة الشراء

تُعتبر معدلات ارتفاع الأسعار عاملاً رئيسيًا يؤثر على الاختيار بين الاستئجار والشراء. في العديد من الأسواق، تزداد قيمة العقارات بسبب الطلب العالي والتوسع الحضري والاستثمار الحكومي في البنية التحتية. هذه الزيادات قد تجعل الشراء فرصة استثمارية جاذبة، خاصة في المناطق التي تشهد نموًا مستمرًا في الأسعار.

ولكن هذه الزيادات تشكل عبئًا على المشترين لأن تكلفة الشراء ترتفع بمرور الوقت، مما يجعل بعض الأفراد يفضلون الاستئجار كخيار أقل التزامًا.

مقارنة تكاليف الاستئجار والشراء

يُعد مؤشر الاستئجار مقابل الشراء أداة هامة لتحديد الأفضل مالياً بين الخيارات. يعتمد على مقارنة التكلفة السنوية للاستئجار مع تكلفة شراء العقار. في المناطق الحضرية ذات الأسعار المرتفعة، يكون الاستئجار غالبًا أكثر جدوى، بينما في المناطق ذات الطلب الأقل، قد يكون الشراء أكثر منطقية إذا كانت الأسعار معقولة.

تأثير أسعار الفائدة على تكلفة الاقتراض

ساهمت الزيادة في أسعار الفائدة مؤخرًا في زيادة تكلفة القروض العقارية، حيث تجاوزت المعدلات 5% في بعض البلدان، مما أثر مباشرةً على المدفوعات الشهرية للمشترين الجدد. وقد دفع ذلك البعض للتفكير في الاستئجار كخيار مؤقت. في المقابل، تُسهل انخفاض أسعار الفائدة عملية الاقتراض وتزيد من القدرة على شراء المنازل.

الاعتبارات الشخصية ونمط الحياة

يؤثر نمط الحياة الشخصي ومستوى الاستقرار المهني بشكل مباشر على قرار الأفراد بين الاستئجار والشراء. أولئك الذين يحتاجون للتنقل بشكل متكرر بسبب العمل يجدون في الاستئجار الخيار الأنسب، بينما الأفراد الذين يخططون للإقامة في مكان معين لفترة طويلة يميلون إلى شراء العقار.

شروط الإقامة وأثرها على الاختيار

يضج سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط بالمغتربين، الذين يفضلون الاستئجار نتيجة المرونة التي يقدمها في دول مثل قطر والسعودية. التغييرات في قوانين الإقامة قد تجعل الاستقرار طويل الأمد غير مؤكد، مما يضيف عبئًا ماليًا على الذين يحتاجون للانتقال السريع.

تكاليف الصيانة والمسؤوليات المتعلقة بالملكية

يلعب العامل المتمثل في تكاليف الصيانة مسؤولة عن دفع العديد من الأفراد نحو خيار الاستئجار، حيث إن ملكية العقارات تتطلب تكاليف صيانة مرتفعة، بما في ذلك الرسوم المجتمعية والصيانة العامة.

متى يصبح شراء المنزل خيارًا مناسبًا؟

سيكون الشراء مفيدًا عندما تكون الظروف مناسبة، مثل الاستقرار في منطقة محددة أو حصول الفرد على دخل ثابت، مما يجعله متأكدًا من إمكانية تغطية المدفوعات الشهرية والنفقات المرتبطة بالملكية على مدار فترة طويلة.### الاستثمار في العقارات: وسيلة لبناء الثروة وتوفير الاستقرار

يعتبر الاستثمار في العقارات من أنجح الطرق لبناء الثروة في المنطقة. إذ يمكن أن يسهم امتلاك العقار في الحصول على إقامة طويلة الأمد وزيادة رأس المال.

مزايا ضريبية وإقامة دائمة

تقدم العديد من الدول برامج إقامة جديدة للمستثمرين العقاريين، حيث يتيح شراء عقارات بقيمة معينة للأجانب إمكانية التقدم للحصول على إقامة طويلة الأمد، بالإضافة إلى مزايا ضريبية خاصة.

كما تتبنى بعض الحكومات مبادرات تهدف لتشجيع المواطن على شراء العقارات كوسيلة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، من خلال تسهيلات مالية مختلفة. ومن بين هذه التسهيلات، تقدم بعض الدول قروضًا عقارية بفوائد منخفضة أو دعم مالي مباشر، مما يساعد في تخفيف الأعباء المالية على المشترين.

إضافةً إلى ذلك، توفر بعض الحكومات برامج تمويل مرنة تصل إلى فترات طويلة، مما يمنح الأفراد فرصة لسداد القروض بسهولة وبدون أحمال مالية كبيرة.

الفوائد الاجتماعية والعاطفية لامتلاك العقار

تتجاوز قرارات شراء السكن الجوانب المالية، حيث يحمل امتلاك منزل شعورًا بالاستقرار والانتماء. هذا يمكّن الأفراد من بناء روابط طويلة الأمد مع المجتمع، ويشعرهم بالفخر. كما يتيح لهم حرية تعديل وتصميم منازلهم حسب احتياجاتهم.

في المقابل، يوفر الاستئجار مرونة أكبر، حيث يمكن للمستأجر التنقل بحرية حسب الظروف دون الالتزام بمسؤوليات طويلة الأجل، مما يجعل الاختيار بين الاستئجار والشراء يعتمد على الأولويات الاجتماعية والعاطفية لكل فرد.

متى يكون الاستئجار الخيار الأفضل؟

الملاءمة والمرونة

بالنسبة للمدن مثل دبي والدوحة، يُعتبر الاستئجار خيارًا أكثر جدوى من الناحية المالية، خاصة في المناطق الراقية التي تشهد زيادات في أسعار العقارات. يوفر الاستئجار مرونة للسكان، مما يمكنهم من التنقل دون تحمل الضغط المالي لشراء عقار.

كذلك، يُتيح الاستئجار تخصيص جزء أكبر من الدخل للاستثمار في مجالات أخرى، حيث لا يتحمل المستأجر تكاليف الصيانة والضرائب العقارية، التي على عادة ما تقع على عاتق المالك.

تجنب تكاليف الصيانة

في مناطق ذات بنية تحتية قديمة مثل القاهرة وعمّان، يعتبر امتلاك العقارات بمثابة عبء مالي كبير نظرًا لتكاليف الصيانة المرتفعة. يشمل ذلك إصلاحات ضرورية لصيانة الكهرباء والمياه وتجديد الأسطح، مما يثقل كاهل الملاك.

بينما يوفر الاستئجار حلولاً بديلة، حيث أن تكاليف الصيانة عادةً ما تقع على عاتق المالك. وبالتالي، يمكن للمستأجرين العيش في مناطق مرغوبة دون تكاليف تتجاوز ميزانيتهم.

ملامح سوق العقارات في الشرق الأوسط

قطر

في الدوحة، يشهد الطلب على العقارات الفاخرة مثل اللؤلؤة نموًا، حيث يصل متوسط تكلفة المنزل في هذه المناطق إلى نحو 3 ملايين ريال قطري (820 ألف دولار). في المقابل، يظل الاستئجار شائعًا بين الوافدين。

تركيا

شهدت سوق العقارات في تركيا، تحديدًا في إسطنبول، نموًا ملحوظًا بسبب ارتفاع أسعار العقارات. متوسط تكلفة المنزل في إسطنبول يبلغ حوالي 5 ملايين ليرة تركية (180 ألف دولار)، لكن التقلبات الاقتصادية تعتبر تحديًا للمشترين.

السعودية

تأثرت سوق العقارات في الرياض وجدة بمبادرة رؤية 2030، مما زاد الطلب على السكن. متوسط سعر المنزل في الرياض يبلغ نحو 1.8 مليون ريال سعودي (480 ألف دولار)، بينما يفضل الكثيرون الاستئجار بدلاً من الشراء بحثاً عن مرونة أكبر.

مصر

يواجه سوق العقارات في القاهرة تحديات كبيرة نظرًا للنمو السكاني السريع وتذبذب الجنيه المصري. يبلغ متوسط سعر المنزل حوالي 1.5 مليون جنيه مصري (48 ألف 500 دولار)، مما يجعل الاستئجار خيارًا عمليًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

الإمارات

دبي تشتهر بنموها السريع في سوق العقارات، حيث بلغ متوسط سعر المنزل نحو 2.5 مليون درهم (680 ألف دولار). يختار الكثيرون الاستئجار في ظل ارتفاع التكاليف الشهرية.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.