هل الجلوس بالقرب من الشاشة يؤثر على صحة العين؟
تشدد الأمهات على ضرورة تجنب التحديق المطول في الشاشات، وهناك من الأسباب ما يدعو للقلق بشأن تأثير ذلك على البصر. ففي الواقع، النظر إلى الشاشة عن قرب لفترات زمنية طويلة يمكن أن يؤثر سلباً على العين.
مع انتشار الشاشات الكبيرة المسطحة، أصبحت الشاشات الصغيرة التقليدية من الماضي، مما جعل المخاطر المتعلقة بالتلفاز مختلفة. فعلى الرغم من أن الشاشات الكبيرة قد تدفع المشاهدين للجلوس بعيداً، فإن الأجهزة الحديثة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تُستخدم عادةً من مسافات قريبة جداً، مما يعتبر غير صحي وفقاً للخبراء.
تؤكد مارسيلا إسترادا، الأستاذة المساعدة في طب العيون بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، أن “والدتك كانت محقة، لكن نوعية الشاشة تغيرت. اليوم كل طفل يمتلك شاشة”.
الفئة العمرية بين 7 و15 عاماً هي الأكثر عرضة لمشاكل قصر النظر، لكن البالغين من جميع الأعمار قد يتعرضون أيضاً لمشاكل في العين. يقول مسيح أحمد، أستاذ في طب العيون، إن الاستخدام المفرط للأجهزة الحديثة يزيد من مخاطر قصر النظر، خاصة عند الأطفال الذين تتطور أعينهم بشكل كبير في هذه الفترة.
قصر النظر
قصر النظر هي حالة تجعل الشخص قادراً على رؤية الأشياء القريبة بوضوح، بينما يجد صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة. يمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل شديدة في العين في المستقبل.
التحديق في الشاشة عن قرب يدفع العينين للتحرك إلى الداخل، مما يؤدي إلى انقباض عضلة العين ويغير شكل العدسة، وبالتالي يتسبب في قصر النظر. تقول إسترادا: “عندما تركز على شيء بالقرب، تصبح عدسة العين أكثر سمكاً، وإذا استمررت في ذلك، سيزداد معدل نمو العين، مما يعزز قصر النظر”.
تتوقف العيون عن النمو بين عمر 18 و25 عامًا، لذا من المهم الانتباه إلى قصر النظر عند الأطفال. كلما تم تشخيص قصر النظر مبكراً، زادت فرصة أن يتحول إلى شكل حاد، مما يجعل الشخص يرى الأشياء فقط من قرب شديد. وهذا يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل مثل فقدان البصر أو انفصال الشبكية أو الغلوكوما.
توجد حالات وراثية تؤدي إلى قصر النظر الحاد، مثل متلازمة ستكلر ومتلازمة مارفان. كذلك، إذا كان أحد الوالدين يعاني من قصر النظر، فإن المخاطر تزداد، خاصة إذا كان يعاني من قصر نظر شديد.
لا يوجد علاج نهائي لقصر النظر، لكنه يمكن تصحيحه باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، أو من خلال جراحة الليزر للبالغين، بحسب المعهد الوطني للعيون.
أيضاً، يمكن أن يعاني الشباب في أوائل العشرينات من تقدم في قصر النظر بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة، بينما قد يصاب البالغون بعد سن الأربعين بطول النظر الشيخوخي، مما يسبب إجهاد العين والازدواجية في الرؤية.
نصائح للوقاية
## خطوات للحد من خطر قصر النظر عند الأطفال
أفاد الخبراء بوجود عدة خطوات يمكن للآباء اتباعها للتقليل من خطر إصابة أطفالهم بقصر النظر أو تفاقم هذه الحالة.
### تقليل وقت الشاشة
ينصح بتحديد وقت استخدام الشاشة لأغراض غير دراسية إلى ساعة واحدة أو أقل يوميا. ويقول سير “قد يكون من الصعب على المراهقين الالتزام بذلك، لكن الأوقات الحرجة تكون في السنوات الأصغر حيث لا يزال لدى الأهل بعض السيطرة على استخدام أطفالهم لهذه الأجهزة”.
### المحافظة على المسافة المناسبة
يجب على الآباء توجيه أطفالهم للحفاظ على مسافة لا تقل عن طول الذراع بين أعينهم والشاشة. أيضا، يُفضل حماية الأجهزة بوضعها في أغطية ثقيلة تجعلها صعبة الحمل لفترات طويلة، أو وضعها على حامل على المكتب.
### أهمية النشاط في الهواء الطلق
قضاء ساعتين يومياً في الخارج يعتبر وسيلة فعالة للوقاية من قصر النظر، كما تشرح إسترادا. تشير الأدلة المتزايدة إلى أن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الهواء الطلق تساعد في منع ظهور قصر النظر، ورغم ذلك، فإن بعض الأبحاث تقترح أنه قد لا يُبطئ تفاقم الحالة في العيون التي تعاني بالفعل منها.
### الفحوصات الطبية المنتظمة
يجب إجراء فحص عين احترافي واحد على الأقل لكل طفل، بما في ذلك الرضع، قبل دخولهم مرحلة الروضة.