هل باتت بكين قريبة من التنافس مع الهيمنة الاقتصادية الأمريكية؟

Photo of author

By العربية الآن



هل تتهيأ بكين لتجاوز التفوق الاقتصادي الأميركي؟

هل باتت بكين قريبة من التنافس مع الهيمنة الاقتصادية الأمريكية؟ التنافس مع الهيمنة الاقتصادية الأمريكية التنافس مع الهيمنة الاقتصادية الأمريكية
الصين تسيطر على 80% من سلسلة التوريد العالمية للطاقة الشمسية (الفرنسية)

تزايدت في السنوات الأخيرة تهديدات الصين للتفوق الاقتصادي الأميركي، حيث اقتربت من بلوغ أهداف خطة “صنع في الصين 2025”.

وفي مقال له بصحيفة واشنطن بوست، يحذر السيناتور الأميركي ماركو روبيو من أن الصين لم تعد مجرد منافس عادي، بل أصبحت خصمًا متطورًا لم يسبق لواشنطن مواجهته.

في عام 2015، أطلقت الصين خطة “صنع في الصين 2025” كاستراتيجية تهدف للسيطرة على 10 قطاعات حيوية في الاقتصاد العالمي.

وفقًا لتقرير عن مكتب روبيو، أصبحت الصين رائدة عالميًا في 4 من هذه القطاعات:

  • التحكم في صناعة السيارات الكهربائية: تُعد الصين أكبر مصدر لهذا النوع من السيارات على مستوى العالم.
  • الطاقة الشمسية: تسيطر الصين على 80% من سلسلة التوريد العالمية للطاقة الشمسية، وهو ما يجعلها تتفوق بفارق كبير عن غيرها.
  • الطاقة النووية: أنجزت الصين أول مفاعل نووي من الجيل الرابع في العالم.
  • صناعة السكك الحديدية: تمتلك الصين أكبر شبكة سكك حديد عالية السرعة، بطول 45 ألف كيلومتر.
  • كما أن صناعة بناء السفن الصينية تفوقت على الولايات المتحدة بأكثر من 200 مرة، وفقًا لتقرير من مكتب الاستخبارات البحرية الأميركية.

هذا التقدم الكبير في الصناعات الأساسية يمنح الصين مكانة متفوقة في المنافسة الاقتصادية العالمية، كما أشار روبيو.

Linhai, الصين، مصنع جيلي للسيارات
مصنع من مئات مصانع السيارات في الصين (شترستوك)

نجاحات كبيرة في التكنولوجيا

رغم هذه النجاحات في بعض القطاعات، لم تحقق الصين كل طموحاتها. في مجالات مثل الطيران التجاري، لا تزال شركة الطائرات التجارية الصينية تواجه صعوبات.

ومع ذلك، في سوق الطائرات بدون طيار، حققت الشركات الصينية نجاحًا باهرًا، حيث تمتلك الآن حوالي 70% من السوق الأميركي.

أما في مجال التكنولوجيا الحيوية، فتظل الشركات الصينية معتمدة بشكل كبير على رأس المال والتكنولوجيا الغربية، رغم تقدمها الكبير في إنتاج أدوية وعلاجات جديدة.

وفي المقابل، فشلت الصين في تحقيق أهدافها في القطاع الزراعي، حيث شهد العجز التجاري الزراعي ارتفاعًا ملحوظًا، مما يُمثل تحديًا كبيرًا أمام جهود الحزب الشيوعي الصيني لتحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي.

لا يجب الاستهانة بالصين

في مقابلة له مع مجلة تايم في يونيو/حزيران 2024، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن التحديات السكانية في الصين قد تعرقل مسيرتها الاقتصادية، خاصة مع شيخوخة السكان التي قد تؤثر على القوى العاملة.

كما أضاف بايدن أن الاعتماد على الديون في الاقتصاد الصيني، والذي يفوق 180% من الناتج المحلي الإجمالي، قد ينذر بانهيار اقتصادي وسط ضغوط مشابهة لما شهده الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب الباردة.

لكن السيناتور روبيو يحذر من الاستهانة بالصين، معتبرًا أن القدرات الاقتصادية والتكنولوجية الحالية للصين تفوق بكثير ما كان لدى الاتحاد السوفياتي. يشير روبيو إلى أنه حتى لو اعتقد البعض أن الصين ستفقد قدرتها التنافسية في المستقبل، لا يمكن إنكار التحدي الذي تمثله اليوم.

ما الذي يجب على الولايات المتحدة فعله؟

وفقًا لروبيو، على الولايات المتحدة اتخاذ موقف نشط لمواجهة التهديد المتزايد من الصين، ويتطلب ذلك اعتماد سياسة صناعية قوية تتضمن خطوات حاسمة، منها:

  • استثمارات ضخمة في القطاعات الحيوية: يجب أن تستثمر الولايات المتحدة في القطاعات الأساسية المؤثرة على الأمن القومي والازدهار الاقتصادي، مثل التكنولوجيا المتقدمة بما فيها الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والروبوتات.
  • تحفيز التصنيع المحلي: يرى روبيو أنه يجب إزالة القيود التنظيمية التي تعيق نمو التصنيع المحلي لتحقيق نهضة صناعية مستدامة.
  • فرض تعريفات جمركية وقيود تجارية: يعتقد روبيو أن فرض تعريفات وقيود على نقل التكنولوجيا ستساعد في حماية السوق الأميركية من المنتجات الصينية المدعومة.
  • مكافحة التجسس وسرقة الملكية الفكرية: يجب تعزيز الحماية ضد التجسس وسرقة الملكية الفكرية، حيث يُعتقد أن الشركات الصينية تستفيد بشكل غير قانوني من الابتكارات الأميركية.
منظر عام لميناء لوس أنجلوس، كاليفورنيا
روبيو يدعو إلى العودة إلى الأسس الأميركية لدعم الصناعات الحيوية وتشجيع الابتكار (رويترز)

الأساسيات الأميركية

يشدد روبيو على أن مواجهة إستراتيجية الصين يجب ألا تتضمن اتباع نفس الأساليب التي تستخدمها بكين، مثل تأميم الشركات أو الاستغلال القسري للعمالة.

بدلاً من ذلك، يدعو روبيو إلى العودة إلى الجذور الأميركية التي تركز على دعم الابتكار والصناعات الحيوية. ويؤكد ضرورة استجابة الولايات المتحدة السريعة لهذه التحديات، وإلا ستجد نفسها في موقف ضعف أمام القوة الاقتصادية المتزايدة للصين.

في الختام، يحذر روبيو من أن الفشل في التعلم من تجربة “صنع في الصين 2025” قد يجعل الصين تتفوق بالكامل على الولايات المتحدة في العقود القادمة.

لذا، يجب على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حازمة لضمان قدرتها التنافسية الاقتصادية وتفادي الانهيار أمام هذا الخصم المتقدم.

المصدر: الواشنطن بوست



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.