هل تتحمل مرافق معدات الكيان الصهيوني في حال تصاعد الصراع في المنطقة؟

Photo of author

By العربية الآن


بدأت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، مما أثار تخوفات من تصاعد الصراع ليصبح على نطاق إقليمي، فقامت المرافق الإسرائيلية بنشر مولدات كهرباء احتياطية، وامتلأت خزانات المياه بشكل كامل، وتم تعزيز الدفاعات السيبرانية.

حاول وزير الطاقة الإسرائيلي تهدئة السكان بالتأكيد على عدم وجود حاجة للقلق بشأن احتمال انقطاع التيار الكهربائي والطاقة نظرًا لتوفر إسرائيل على مصادر متعددة لتوليد الكهرباء.

وعلى الرغم من هذا، أظهرت تلك المخاوف استعداد كثير من الإسرائيليين عند شراء مولدات كهربائية منازل وتخزين موارد طارئة قبل حتى الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 أبريل/نيسان الماضي، حيث بدأت بعض نقاط الضعف تتكشف بوضوح.

ووفقًا للتقارير، لم يتأثرت البنية التحتية الإسرائيلية بشكل كبير وقت الحاجة لإغلاق حقل غاز تمار البحري لبضعة أسابيع كإجراء احترازي خلال بداية العدوان على غزة.

ما قد يبدو صراع شامل مع حزب الله اللبناني يثير مخاوف بشأن أمن حقل ليفياثان الإسرائيلي في الشمال.

يذكر المسؤولون أن الحرب الشاملة قد تضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتجلب تأثيرات سلبية بشكل مباشر على البنية التحتية الحيوية نتيجة تداعيات اعتراض الصواريخ.

الكهرباء وإمداداتها

يرصد تقرير لوكالة رويترز أن المرافق الحكومية في حالة تأهب تام لحالات الحرب، حيث تقوم بتخزين الموارد وإصلاح الأضرار على مدى جبهتي قطاع غزة ولبنان، مع تعرضها أحيانًا لإطلاق النار.

وتقول نائبة رئيس العمليات واللوجستيات في شركة الكهرباء الإسرائيلية، تمار فيكلر: “نحن نمتلك مجموعة من المولدات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. تم نشر جميع المولدات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول… في حال تعرضت الشبكة للأضرار، ستبدأ المولدات في العمل خلال 7 دقائق لاستعادة الكهرباء”.

إذا تعرضت إحدى محطات الطاقة للقصف، من الممكن بشكل نسبي استيراد الطاقة من محطة أخرى، ولكن التحكم بالمحطات الفرعية التي توزع الكهرباء للمناطق المحددة يشكل تحديًا أكبر.

وأكدت فيكلر أن الشركة قد وفرت محطات فرعية مؤقتة كإجراء احترازي، ولكن حتى هذا الإجراء قد لا يكون كافيًا بنسبة كبيرة.

وأدتقول: “لا يوجد شيء مضمون، إذا تم اعتراض مئات الصواريخ غدًا، والذي نأمل أن لا يحدث، وأدى ذلك لأضرار في عدد من المحطات الفرعية، فمن المؤكد أننا سنمر بوضع مختلف”.

ويقول المسؤولون أيضًا إنه اعتمادًا على حجم الدمار، فإن ذلك قد يعني انقطاع التيار الكهربائي لمدة يومين أو 3 أيام في مناطق كبيرة من إسرائيل، وفي الحالات القصوى، قد يُطول انقطاع الكهرباء لفترة أطول.

وأوضحت فيكلر أنه في حالة حدوث ذلك، ستتأكد المرافق الحيوية مثل المستشفيات ومحطات تحلية المياه والمرافق العسكرية وغيرها من المرافق الإسرائيلية من تامين أولويات الطاقة.

وعندما تعطلت وحدات التوليد خلال بداية العدوان على غزة، تم استبدالها بإمدادات إضافية من حقل ليفياثان المخصص للتصدير.

لكن حقل ليفياثان عرضة لتعرض للغارات بسبب حزب الله، وقد يحدث إغلاق مؤقت أيضًا إذا تصاعدت التوترات الحدودية مع لبنان إلى صراع شامل.

انقطاع الكهرباء عن 10 آلاف منزل في إسرائيل إثر خلل فني
جراء قصف حزب الله، تعطلت الكهرباء في بعض المناطق الإسرائيلية (الأناضول)

الخزانات ممتلئة

ومنذ بداية العدوان على غزة، حذر حلفاء إسرائيل من تصاعد الصراعات إلى صراعات إقليمية.

وقامت شركة توزيع المياه الإسرائيلية (ميكوروت) باتخاذ خطوات تحضيرية لأسوأ السيناريوهات: ملء خزاناتها بالماء وإقامة نظام طاقة احتياطي يستطيع تأمين الإمدادات لمدة أسبوع على الأقل خلال فترات متتالية من انقطاع التيار الكهربائي.

وأكد دانيال سوفر، نائب الرئيس في الشركة التي تعتمد بشكل كبير على محطات تحلية مياه تحتاج بشدة للطاقة: لدينا “أسطوانات تخزين عبر البلاد، بالإضافة إلى ضخ استمراري من بحيرة طبريا لضمان استمرار إمدادات المياه لجميع الاحتياجات”.

وأشارت إدارات المرافقتواجه الكيان مواجهة بزيادة في الهجمات السيبرانية أثناء معركته.

غرفة تحكم في مجال تمار للغاز
ضاعفت الهجمات السايبرنية على الهيئات الصهيونية بعد أكتوبر/تشرين الأول الماضي (رويترز)

مواجهات إلكترونية

رصدت شركة “Check Point” للبرمجيات، التي تُعتبر أكبر شركة أمن سيبراني في الكيان، زيادة بنسبة مضاعفة في الهجمات السيبرانية على المؤسسات الصهيونية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة أن “معظم هذه الزيادة مرتبطة بمجموعات إيرانية، رصدنا بدقة 10 أنواع من الهجمات، خمس منها من إيران وخمس من حزب الله”.

وأشار: “لاحظنا تأثيرًا كبيرًا للإيرانيين، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والبنية الحيوية”.

لم يتسبب هجوم إيران بالصواريخ والطائرات المُسيَّرة منتصف الشهر الماضي في أضرار كبيرة، حسبما أعلنت تل أبيب.

وصرّح إيلي كوهين، وزير الطاقة الصهيوني، خلال الهجوم الإيراني: “ليس هناك حاجة للهلع، الكيان يملك القدرة على توليد الكهرباء من مجموعة واسعة من المصادر على امتداد الأرض وتحت سطحها وفي مياهها البحرية”.

وأضاف: “لدينا منصات للغاز، واحتياطيات من الديزل، واحتياطيات مُستقلة من الفحم، وننتج كمية كبيرة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في مناطق متعددة”.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.