بعد مضي 20 سنة من النزاع الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان، بدأت آسيا الوسطى ترتبط بشكل متزايد بأفغانستان، فتشرع في بناء الأسس للتنمية الاقتصادية المستدامة، حيث يتوقع تنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة التي تهم المنطقة وأنطلاقتها أفغانستان.
وفي تقرير نشره موقع “أويل برايس” الأميركي، أفاد الكاتب جيمس دورسو بأن وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي قاد في شهر فبراير مجموعة من المحادثات في عاصمة تركمانستان عشق آباد لمناقشة استكمال خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، والذي يمتد على طول 1600 كيلومتر. ورغم أن حصة أفغانستان ستكون 5% فقط من التدفق السنوي المقدر بنحو 33 مليار متر مكعب فإن استكمال المشروع سيلقى رضا سياسياً من قبل حركة طالبان التي تدير شؤون أفغانستان.
وتم خلال الحوارات مناقشة إقامة خط كهرباء عالي الجهد بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان، وتكملة خطوط السكك الحديدية من تركمانستان إلى أفغانستان. وفي شهر يناير توصلت أفغانستان وتركمانستان لاتفاق ينص على بيع 1.8 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء إلى كابول في عام 2024، بالإضافة إلى متابعة مشروع خط نقل الكهرباء.
تخطط طاجيكستان لزيادة تصديرات الكهرباء إلى أفغانستان بنسبة 17% على الرغم من تنظيم الكهرباء محليًا. ويتمتع البلدين باتفاقية لتوريد الكهرباء تمتد حتى عام 2028.
ستسهم الاتفاقيات المُوقَّعَة مع تركمانستان وطاجيكستان في استكمال وفحص واردات الكهرباء من أوزبكستان، التي توقفت في شهر يناير 2022 بسبب عطل فني. ومن المتوقع أن تعزز إمدادات الكهرباء الموثوقة مطلب حركة طالبان بالسيطرة على الحكم في البلاد وجعلها شريكًا أكثر جاذبية في المشروعات.
جار ممتاز
أظهرت كابول مؤخرا تمكنها من أن تكون جارة ممتازة بأفضل طريقة ممكنة عبر تسديد فواتيرها. فقد تمت تسوية الدفعات المستحقة للطاقة، التي تتراوح بين 40 إلى 50 مليون دولار.
فالخط الناقل للغاز الطبيعي بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند عانى من تأخيرات عدة، أخرها استيلاء حركة طالبان في أغسطس 2021، وتجري حالياً محادثات بين واشنطن وعاصمة طالبان إن كابولتفاعلت الحوارات حول تخفيف الجزاءات المحتملة المفروضة على الدولة الإسلاميّة، مما يعني بداية انطلاق المبادرة.
يمكن أن يُعقّد التوتر المُتواصل بين باكستان والهند مراقبة في دهلي عن استعداد إسلام آباد للحفاظ على خط الغاز مفتوح خلال فترة الأزمة. هناك قلق إضافي حول قدرة حركة طالبان على تأمين الأنبوب ضد هجمات تنظيم الدولة الإسلاميّة.
في مشروع آخر، المعروف بـ “كاسا-1000” الذي من المتوقع أن يُوفّر 1300 ميغاواط من الطاقة الكهرمائية الفائضة من قيرغيزستان وطاجيكستان إلى باكستان وأفغانستان في أشهر الصيف من خلال شبكة طاقة جديدة تمتد على مسافة 1300 كيلومتر. كان من المخطط إكمال هذا المشروع، الذي يبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، بحلول عام 2024، ولكن قد يُؤجّل في حال تعذر تنفيذه بسبب الإعفاءات اللازمة من الجزاءات التي فرضها واشنطن لإنجاز المرحلة الأفغانية من المشروع.
ووفقًا للكاتب، حصلت طشقند مؤخرًا على دعم من قطر لخط السكك الحديدية الذي يخترق أفغانستان على مسافة 573 كيلومترًا لربط أوزبكستان بباكستان عبر أفغانستان. على الرغم من أن هذا المشروع سيدعم التجارة بين باكستان ووسط آسيا في المقام الأول، إلا أن أفغانستان ستستفيد أيضًا منه.
قناة المياه “قوش تيبة”
تعزّز إيران، التي زادت تبادلها التجاري مع أوزبكستان وتركمانستان، علاقتها الرسمية مع كابل. تعتقد إيران بأن أفغانستان بحاجة إلى حكومة شاملة، على الرغم من الخلافات التي نشبت بينها وبين طهران بشأن نهر هلمند. ولكن إيران استحسنت استثمار كابل المقدر بـ 35 مليون دولار في ميناء تشابهار موازًا مع تسليم سفارة أفغانستان لحكومة طالبان.
من الممكن أن تقدم الدولة على إظهار حسن نيتها من خلال دعم الفريق الفني الأوزبكي وتقديم طلب الانضمام إلى اللجنة المشتركة بين الدول لتنسيق المياه في وسط آسيا، لتشارك في هياكل الإدارة المحلية في المنطقة.