هل توقفت هجمات الحوثيين بعد تركيز إسرائيل على جبهة اليمن؟
وتظهر التقديرات في تل أبيب أن الحوثيين قد يوسّعون نطاق هجماتهم الصاروخية من اليمن، بتوجيهات من إيران، رداً على مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو ما اعتبره الجيش الإسرائيلي تهديدًا عسكريًا متزايدًا.
ففي مساء الأحد، قامت إسرائيل بشن غارات جوية على مدينة الحديدة باليمن، بالتزامن مع إعلانها إدراج جماعة الحوثي ضمن أهدافها الهجومية، ما يدل على تحول اهتمام تل أبيب نحو الحوثيين.
ووفقًا لتحليلات الخبراء، يُظهر هذا الصراع الجديد مع الحوثيين، رغم بُعد المسافة، قلقًا متزايدًا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث تعتمد تل أبيب بالأساس على سلاح الطيران لمواجهة التهديدات على بعد أكثر من 1800 كيلومتر، مما يجعلها أمام تحديات جديدة مع زيادة الهجمات من اليمن.
استراتيجية الهروب للأمام
يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ارشيد أن إسرائيل، من خلال هجماتها في عدة مناطق، تسعى لتحويل الأنظار عن الحرب المستمرة في غزة، والتي لا تزال محور الأحداث في الشرق الأوسط.
ويضيف أبو ارشيد، في حديثه للجزيرة نت، أن الغارات على الحديدة والتهديد بتوسيع العمليات ضد الحوثيين يعبّران عن مساعي إسرائيل للوصول إلى نجاحات في مناطق أخرى، بعد الفشل الذي شهدته في غزة، سواء عبر قصف الحديدة أو استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت أو اغتيال قادة المقاومة في حماس وحزب الله.
ويشير المحلل إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تستهدف جبهات بعيدة مثل اليمن، محاولًة منها تحقيق إنجازات لم تتمكن من تحقيقها في غزة، حيث تعاني من تصعيد مستمر وحرب استنزاف على جبهات متعددة.
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه اعترض صاروخًا أُطلق من اليمن، وذلك بعد إنذار صفارات الإنذار في المنطقة الوسطى، كما أكد الحوثيون أنهم استهدفوا باليستيًا أهدافا في تل أبيب وعسقلان، تضامنًا مع غزة ولبنان.
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) September 28, 2024
ترميم قوة الردع
يعتبر التحليل العسكري أن التصعيد في المواجهة مع الحوثيين يأتي في إطار جهود إسرائيل لاستعادة قوة ردعها، والتي تأثرت بسبب التطورات الأخيرة في غزة.
إستراتيجية الضغوط الإسرائيلية على الحوثيين
اعتبر أبو ارشيد أن الجيش الإسرائيلي، الذي يمتلك القدرة على تنفيذ الضربات الجوية، يسعى من خلال هذه العمليات إلى ترميم قدرته الردعية واستعادة هيبة إسرائيل، وخصوصاً في ظل استمرار القتال على عدة جبهات وفشل جهود فصلها.
ويظهر المحلل أن الضربات الجوية في اليمن والاغتيالات التي تستهدف قادة المقاومة ليست سوى “إنجازات تكتيكية” تسهم في تعزيز شعبية نتنياهو وإسكات معارضيه، وبالأخص أسر المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
ضربات جوية لن تؤثر على الحوثيين
كما أشار إلى أن القصف الذي نفذته إسرائيل في يوليو/تموز الماضي على منطقة الحديدة لم يمنع الحوثيين من دعم غزة وإطلاق صواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي. وأكد أن عمليات الاغتيال لن تعيد النازحين الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال، وفشل الضغوط العسكرية على حماس في إعادة المحتجزين أيضاً.
إشارات تهديد لإيران
وفي تحليل لما أعلنه الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف الحوثيين، أكد المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوآف زيتون، أن هذا الإعلان تم ترجمته سريعاً إلى هجمات جوية على مدينة الحديدة بهدف استعادة قوة الردع. كما أوضح أن الهجمات تأتي ضمن رد على إطلاق الحوثيين للصواريخ، وبعث رسائل تهديد لإيران.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتمد على الضربات الجوية كوسيلة لمواجهة تهديدات الحوثيين، وفور مواصلة الهجمات من جانب الحوثيين، من المتوقع أن تزداد الضغوط العسكرية.
تحديات الاستخدام العسكري
مع تزايد القتال، تواجه إسرائيل خيارات محدودة للتعامل مع التهديدات من الحوثيين، حيث يتساءل البعض عن سبب عدم استخدام إسرائيل للصواريخ الباليستية ضدهم. واعتبر بعض المحللين أنه يجب على إسرائيل استخدام جميع الوسائل المتاحة لإزالة أي تهديد جدي، مستشهدين بضرورة التصرف بقوة لمحاربة أي تأثير إيراني.
وشدد المراسل الأمني على أهمية اتخاذ إجراءات حال شعور إسرائيل بالضعف، خاصة أن الحوثيين يعملون بتعليمات طهران ويتلقون أسلحة منها، مما يمثل تحدياً إضافياً للأمن الإسرائيلي.