الاشتراكات المدفوعة وتحديات الإعلام الحديث
في وقت مبكر من أكتوبر، أعلنت شبكة “السي إن إن” ووكالة “رويترز” عن بدء خدمة الاشتراكات المدفوعة على مواقعها الإلكترونية. أثار هذا القرار العديد من التساؤلات حول جدوى النموذج الربحي، خاصةً بعد تجارب سابقة لم تؤتِ ثمارها المرجوة.
تفاصيل خدمة الاشتراك
أعلنت “السي إن إن” أن الخدمة ستكون متاحة فقط داخل الولايات المتحدة، بينما قالت “رويترز” إنها ستطلق الخدمة في كندا أولاً، لتتوسع لاحقًا إلى دول أخرى في أوروبا والولايات المتحدة قبل أن تشمل جميع أنحاء العالم. ستسمح الخدمة للقراء بقراءة عدد محدود من المقالات بشكل مجاني قبل الحاجة لدفع اشتراك شهري قيمته 4 دولارات، وفقًا لرؤية خبراء تحدثوا لموقع “الشرق الأوسط”.
تم تقديم عروض تحتوي على محتوى حصري وتجارب فريدة للمستخدمين، مثل توفير محتوى يومي منسق مع تقليل الإعلانات.
أهمية الاشتراكات المدفوعة
يعتبر الدكتور السرّ علي سعد، أستاذ الإعلام الجديد بجامعة أم القيوين في الإمارات، أن النموذج الجديد يمثل اتجاهاً أكثر استقرارًا يساعد المؤسسات الإعلامية في مواجهة تقلبات السوق. وقد أشار إلى أن إطلاق الاشتراكات المدفوعة يأتي بعد تراجع الإنفاق الإعلاني نتيجة أزمة جائحة كوفيد – 19، مما زاد قيمة الخبر والمعلومات الموثوقة.
تجارب سابقة غير ناجحة
تاريخيًا، لم تكن هذه التجربة الأولى للشبكتين. لقد حاولت “السي إن إن” إطلاق النموذج في عام 2022 لكن لم يحقق النجاح المطلوب. كذلك، “رويترز” حاولت في عام 2021 ولكن واجهت عقبات مع شركة “ريفينيتيف” أدت إلى توقف المشروع. مؤخراً، تمكنت “رويترز” من العودة لتقديم نموذج الاشتراك بعد تسوية الخلافات.
توقعات مستقبلية
تتوقع “رويترز” أن تحقق إيرادات النمو بمعدل 7 بالمئة في عام 2024 نتيجة للاشتراكات المدفوعة. وتعلق الدكتورة سارة نصر، أستاذة الإذاعة والتلفزيون في مصر، على أهمية توقيت إطلاق هذه الخدمات في ظل المشهد العالمي المضطرب.
تحديات محتوى الاشتراكات المدفوعة
تشير نصر إلى أنه يجب على وسائل الإعلام أن تقدم محتوى يرضي الجمهور ليكون نظام الاشتراك موفقًا. فإرضاء الجمهور يتطلب Content متنوع وابتكاري يجذب الانتباه.
في الختام، الاشتراكات المدفوعة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العوائد المالية لوسائل الإعلام لكنها تحتاج إلى تنفيذ فعال يحسن تجربة المستخدم ويضمن رضاه.