استغلال المساعدات الإنسانية في دارفور لأغراض سياسية أو عسكرية؟
الخرطوم- عادت النقاشات في السودان حول المساعدات الإنسانية الواصل للمتضررين من الحرب, خصوصاً مع عبور قوافل الشاحنات عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد، في وقت نشرت فيه معلومات عن حدوث خروقات مشابهة لتلك التي شهدها عهد الرئيس المعزول عمر البشير خلال نقل الإغاثة إلى جنوب السودان من كينيا قبل أكثر من 30 عاماً.
تحقيقات وتهم بالتواطؤ
ويشير التحقيق الذي أعدته وكالة رويترز إلى اتهامات لاثنين من موظفي برنامج الغذاء العالمي بالتواطؤ مع الجيش، حيث يُعتقد أنهم قاموا بإخفاء معلومات وعرقلة وصول الإغاثة، بالإضافة إلى اختفاء المساعدات في بعض الحالات. ومع ذلك، لم يتناول التحقيق استيلاء الدعم السريع على مخازن المساعدات في مناطق عديدة، مثل ولاية الجزيرة.
وافقت الحكومة السودانية في منتصف أغسطس/آب الحالي على استخدام معبر أدري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى دارفور لمدة ثلاثة أشهر. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أن 1.253 طن من المساعدات قد تم نقلها عبر المعبر حتى 26 أغسطس/آب، مما سيساعد حوالي 119 ألف شخص.
إجراءات وإجراءات عسكرية
من جهة أخرى، أكد مسؤول عسكري أن الحكومة اتخذت خطوات تضمن تسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري، مثل فحص الشاحنات وتحديد الجهة المستقبلة والموزعة. وأعرب عن خوفهم من تجربة عملية “شريان الحياة” التي وقعت في التسعينيات وأدت إلى دعم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان.
يشير المتحدث إلى أن معبر أدري يقع في منطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مما يسهل عليها التهرب من حرج نقل الأسلحة عبر الأراضي التشادية عند استخدام الحجة الإنسانية. وتؤكد أن الجيش ليس بحاجة إلى عرقلة نقل المساعدات.
تجاوزات فردية وتوظيف للوضع الإنساني
في سياق متصل، اعتبر الخبير في العمل الإنساني صالح النوراني أن بعض الجهات تستخدم المساعدات لأغراض سياسية، ورغم عدم وجود دليل على تورط الوكالات الأممية بدعم الحركات المسلحة بشكل مباشر، إلا أن هناك إمكانية لحدوث تجاوزات فردية من موظفيها.
جون عربا، كاتب متخصص في شؤون غرب السودان، أشار إلى وقوع حوادث نهب لقوات الدعم السريع لشاحنات المساعدات التي دخلت عبر معبر أدري إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
امساك بالمساعدات الإنسانية
من جهته، نفى مسؤول في قوات الدعم السريع أي اتهامات بأنهم يقومون بنهب المساعدات أو استخدامها لأغراض عسكرية. ورأى أن المعلومات المتداولة جزء من حملة لتشويه سمعتهم بعد اتخاذ خطوات بشأن المساعدات الإنسانية.
عبد الباقي محمد حامد، منسق الشؤون الإنسانية في حكومة إقليم دارفور، أوضح أن المساعدات تدخل عبر معبري أدري والطينة وتتعرض لفحص دقيق. وأكد أن الأوضاع الإنسانية في دارفور حادة، إذ بلغت مرحلة ما قبل المجاعة وتوجد فجوة غذائية كبيرة.
واتهم حامد قوات الدعم السريع بحجز المعونات الإنسانية في مداخل مدينة الفاشر، مما أثر سلباً على السكان المحتاجين.
رابط المصدر