هل ستدافع الدول الأوروبية عن إسرائيل في حال تعرضها لهجوم من إيران؟
وجاء هذا الرفض بعد بيان صدر عن البيت الأبيض، حيث دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظراؤه الفرنسيون والإيطاليون والألمان والبريطانيون إيران إلى “التراجع عن تهديداتها بشن هجوم عسكري ضد إسرائيل”، وذلك للحيلولة دون التأثير سلبا على المفاوضات التي عادت إلى طاولة الحوار في قطر.
وبينما تحاول طهران الحفاظ على موقفها، يرى خبراء عسكريون أنها تواجه تحديا صعبا، حيث أن تدهور المفاوضات قد يضر بمصداقيتها الدولية.
مشاركة متوقعة
وفيما يتعلق بإمكانية تدخل الدول الأوروبية لحماية إسرائيل في حال حدوث هجوم، لا يستبعد الجنرال السابق في الجيش الفرنسي فرانسوا شوفانسي حدوث سيناريو مشابه للهجوم الإيراني الذي وقع في يومي 13 و14 أبريل/نيسان المنصرم.
وحول تموضع القوات الغربية في البحر الأحمر، أشار شوفانسي إلى أن الأسطول الفرنسي يدخل ضمن مهمة “أسبيدس” وله القدرة على التصدي للصواريخ. كما أن هناك تنسيقا بين القوات الأمريكية والبريطانية في عمليات دفاعية مختلفة.
وتعتبر عملية “أسبيدس” القوة البحرية المسؤولة عن حماية طرق التجارة من هجمات الحوثيين ولديها القدرة على اعتراض الصواريخ العابرة في المنطقة.
من جانبه، أوضح فيليب إنغرام، المسؤول السابق في حلف الناتو والضابط الاستخباراتي البريطاني، أن الدول الأوروبية لن تكون وحدها في استعدادها للدفاع عن إسرائيل، بل ستنضم إليها أيضا بعض دول الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بمدى قدرة هذه القوات على ضمان أمن إسرائيل، أكد إنغرام أنه من الصعب للغاية تأمين مثل هذا الأمر بسبب احتمالية اختراق بعض الصواريخ للأهداف، رغم وجود نظام القبة الحديدية. واعتبر أن هذا الأمر يشكل خطرا متزايدا.
بالنسبة لموقع السفن الغربية، أفاد إنغرام بأن أنظمتها العسكرية ستقدم الدعم اللازم لإسقاط أي صواريخ إيرانية أو تلك القادمة من اليمن أو حزب الله، مشيرا إلى أن شبكة الاستخبارات الغربية ستكون قادرة على رصد أي عملية سريعة، مما يمنحهم ميزة الوقت للتعامل معها.
شروط التدخل والرد
التحالف الدولي والذي يضم 12 دولة من الشرق الأوسط يشمل دول أوروبية وأخرى مثل الإمارات والأردن والسعودية، كلها تعمل معا لدعم إسرائيل في حال حدوث هجوم من إيران.
وأشار الجنرال السابق شوفانسي إلى أن شروط التدخل تشمل ما يُعرف بـ”قواعد الاشتباك”، وهي الترتيبات التي تحدد متى وكيف يمكن لكل طرف التدخل.
وأوضح أنه بحسب كل جنسية، تُحدد كيفية استخدام القوة وحسب الأهداف، مما قد يترك مجالا للاجتهاد من قبل القوات المعنية حال حدوث تصعيد في الوضع.
وفي السياق ذاته، يعتبر الخبير العسكري أن موقف القوات الغربية يعتمد على موقعها، مشيرا إلى أنه يمكن للحكومة الأردنية أن تمنع استخدام القوة الجوية الفرنسية إذا رأت ذلك.
كما لاحظ أنه توجد قوات فرنسية في الإمارات بإمكانها التصدي لأي عدوان إيراني، إلا أن استخدام المجال الجوي للإمارات يبقى خاضعا لقرارات الحكومة هناك.
في حال كان الهجوم الإيراني جويا، فإنه سيتم اعتراضه بالتعاون مع القوات الإسرائيلية عبر تنسيق ميداني خاص.
الدور الفرنسي
وفي سياق متصل، أشار إنغرام إلى إمكانية استخدام فرنسا لطائرات رافال المتمركزة في الأردن. وأوضح أن الأردنيين يقدمون دعماً يمكنهم من إسقاط أي صواريخ قد تأتي من إيران.
وفي حال تم التعاون بصورة تامة، سينفذ التحالف الدولي إجراءات للدفاع عن إسرائيل دون التصعيد ضد إيران بشكل مباشر. ومع تطور الوضع، يُرجح أن تستمر طهران في تخفيف التوتر دون اتخاذ خطوات عنيفة.
ويعتقد إنغرام أن إيران قد تبذل جهوداً لحفظ ماء وجهها خاصة إذا انتهت جولة المفاوضات دون اتفاق، حيث قد تلجأ لإطلاق صواريخ بطريقة موجهة لتجنب الأضرار المدنية داخل إسرائيل، مما يتيح فرصة لتحصين الدفاعات الإسرائيلية.
لكن، في حال وقوع إصابات بين المدنيين، سيكون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار سريع للرد، مما قد يزيد من احتمالية تصعيد الصراع بشكل كبير، وهو ما حذّر منه إنغرام.
رابط المصدر