مشاريع الجسور: هل يمكن أن تخفف الازدحام المروري في بغداد؟
وأعلنت الحكومة أيضا عن مشاريع تهدف لتطوير مدخل العاصمة، والتي تشمل توسيع طريق يزيد طوله عن 9 آلاف كيلومتر، بالإضافة إلى بناء 3 جسور للسيارات وجسرين للمشاة.
وفي مايو الماضي، قام السوداني بافتتاح جسور الرستمية وحي المهندسين والشالجية كجزء من الحزمة الأولى من المشاريع الرامية لتقليل الازدحام المروري في بغداد.
رغم أهمية هذه الجسور في تقليل حركة المرور، يبقى السؤال الأهم، هل هذه الحلول كافية لإنهاء أزمة الزحام، أم أن البحث عن حلول جذرية ما زال ضرورياً؟
المشاريع المفيدة
من وجهة نظر الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش، تعاني بغداد من أكثر من 50 نقطة اختناق مروري، مقابل عوائد وموازنات تتجاوز تريليونات الدنانير. وأكد حنتوش في تصريحاته للجزيرة نت أن الأمانة لم تتمكن، خلال العقدين الماضيين، من بناء أي جسور رغم الأموال الطائلة المتوافدة إليها، حيث كان تركيزها على الأرصفة والمتنزهات، مما أدى لعدم جودة أو عدم اكتمال أغلبها.
وأشار إلى أن الجسور تمثل مشاريع حقيقية ومفيدة، وليست مجرد مشاريع وهمية تُسند إلى مقاولين ينتظرون السلف لتنفيذ جزء يسير من الأعمال. كما أوضح أن المبالغ المخصصة لمشاريع الخدمة بين 2023 و2025 بلغت 3 تريليونات دينار، بينما ما تم صرفه في العام الماضي لم يتجاوز 600 مليار دينار، مشيراً إلى أن نفقات العام الحالي لم تحدد بشكل دقيق، لكنها لا تُقارن بالعشرات من التريليونات التي صرفت دون جدوى.
على الجهة الأخرى، أشار النائب باقر الساعدي إلى أن 5 جسور قد أُفتتحت في كلا جانبي بغداد، مؤكدًا أن جهود الإعمار تتسارع من خلال إطلاق مشاريع سكنية تصل إلى 4 آلاف وحدة سكنية، منها ألف كانت متوقفة منذ عام 2014.
الحلول الجذرية
أشار عضو البرلمان علاء سكر الدلفي إلى زيادة عدد السكان في العاصمة إلى 10 ملايين نسمة، ما يفرض ضرورة إعادة التفكير في التخطيط العمراني، بما في ذلك بناء الجسور والتخفيف من الازدحام المروري. كما أكد النائب أمجد مجيد الشرماني أن البرلمان يعمل على تجهيز قاعدة بيانات شاملة للبنى التحتية والفجوات الخدمية في العاصمة، بما في ذلك المشاريع المتوقفة.
وشدد الخبير الاجتماعي قاسم الكناني على ضرورة أن تكون الحلول جذرية وليست ترقيعية، من خلال خطوات مهمّة تشمل إنشاء مدن سكنية جديدة على أطراف المدينة لخفض الكثافة السكانية في المركز، وبناء عاصمة إدارية في الأطراف بدلاً من توزيع الوزارات بشكل عشوائي في قلب بغداد.
وحول الوضع الحالي، أكد الكناني أن عدد سكان العراق بلغ نحو 45 مليون نسمة، مع وجود 10 ملايين في بغداد، مما يرفع عدد السيارات في العاصمة إلى حوالي 4 ملايين، وهو ما يفوق سعة الطرق الحالية ويؤدي إلى تفاقم أزمة الازدحام.
الحلول غير كافية
وفي الوقت ذاته، اقترح المواطن مؤمل رعد حلين إضافيين تفادياً للازدحام، وهما وقف استيراد السيارات، وتحديداً سحب المركبات القديمة إلى المحافظات. وأضاف رعد أن الحلول المطروحة جيدة ولكنها تظل غير نهائية وتتطلب إجراءات مستقبلية لمعالجة الأزمة بشكل جذري. وزاد أن عدد السيارات في بغداد يتراوح بين 4 و5 ملايين سيارة، مما يستدعي حلولًا أكثر شمولية حيث إن الجسور المقترحة لن تكفي لاستيعاب هذا العدد الكبير من السيارات.
رابط المصدر