هل ينجح شياع السوداني في الدفاع عن حصيلة حكومته ضد قضايا الفساد؟
بغداد – أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى استمرار مواجهة حكومته لعمليات تشويش ونشر معلومات مضللة، فضلاً عن اتهامات بتجاهل بعض جوانب الفساد. وذكر في خطاب له أن الحكومة نجحت في تحقيق الأمن والاستقرار من خلال قواتها الأمنية، علاوة على تحسين علاقاتها الخارجية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها وسائل الإعلام الأحد، حيث تناولت مجموعة من المشاريع الخدمية والإنجازات السياسية بمناسبة مرور عامين على تولي حكومته الحكم، في ظل أزمات سياسية وظروف إقليمية صعبة.
وأكد السوداني أن مشروع بناء العراق هو لكل العراقيين بمختلف توجهاتهم، مشدداً على التزام الحكومة بتلبية مطالب الشعب كأولوية قصوى.
تعقيب على الفساد
لم يحدد السوداني في كلمته الأطراف التي تشكك في نجاح حكومته أو التي توجه الاتهامات، لكن سياق كلمته يأتي في ظل أزمة سياسية أثرت على أداء حكومته، حيث شهدت الفترة الماضية خلافات بين الطبقة السياسية.
من أبرز الخلافات قضية التنصت على مسؤولين سياسيين، ومن بينهم أعضاء في الإطار التنسيقي، إذ يشتبه في أن أحد أعضاء مكتب السوداني متورط فيها. بالإضافة إلى قضية “سرقة القرن” التي تتعلق برجل الأعمال نور زهير المتهم بسرقة الأمانات الضريبية.
تفجرت المشكلة أكثر بعد إطلاق سراح نور زهير وشريكه هيثم الجبوري في نهاية 2022، رغم الاتهامات الواسعة، حتى بعد تفشي تفاصيل “سرقة القرن”، مما دفع القضاء لطلب القبض عليه مجدداً بعد هروبه، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
يمكن فهم حجم الأضرار الناتجة عن هذه القضايا وتأثيرها المحتمل على الخلافات داخل الإطار التنسيقي الحاكم، الذي ينتمي له السوداني، خاصة مع الصلات المزعومة لبعض الأطراف بالقضيتين.
“محاولة لصرف الأنظار”
يقول الباحث السياسي صلاح جراح إن كلمة السوداني التي تناولت المشاريع والإنجازات بدت كجهد لتحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تواجه حكومته وعلاقته مع شركائه في الإطار التنسيقي، مما جعل الخطاب يظهر كأنه ردود فعل على الانتقادات.
وأضاف أن الانتقادات المستمرة، مثل قضية نور زهير وشبكة التنصت، فضلاً عن النزاعات القضائية المتعلقة بالموازنة الوطنية، قد تؤثر على استمرار حكومة السوداني، مشيراً إلى احتمال الحديث عن انتخابات مبكرة في خضم هذه الخلافات.
كما أشار إلى بيان مجلس القضاء العراقي الذي وصف المعلومات حول قضية التنصت بأنها غير دقيقة، ورمز راسم العوادي المتحدث باسم الحكومة بأنها حملات مضللة تهدف إلى إعاقة عمل الحكومة.
تأتي كلمة السوداني في وقت قد تمهد لتحديد مستقبل التحالف الدولي لمحاربة “تنظيم الدولة الإسلامية” في العراق، في إطار جهود لكسب ود الإطار التنسيقي، الذي يطالب بإنهاء التواجد العسكري الأمريكي.
آثار مستقبلية
رغم الإنجازات التي شهدها العراق مؤخراً، يؤكد الأكاديمي والباحث السياسي جليل اللامي أن تداعيات قضايا التنصت وسرقة القرن ستؤثر سلباً على الحكومة الحالية، مشدداً على ضرورة حسم تلك القضايا سريعاً لتجنب تفاقم الخلافات في الإطار التنسيقي.
وأكد أن الثقة بين السوداني وشركائه مهددة إذا استمرت هذه القضايا دون حل، محذراً من أن عدم حلها قد يؤثر على وحدة الإطار التنسيقي والبيت الشيعي بشكل عام.
كما تناول السوداني الانتقادات حول الأداء الحكومي ومطالب التغيير الوزاري، مبرراً التأخير بانتظار انتخاب رئيس البرلمان اللازم للقيام بهذه التغييرات، مؤكدًا أنه يتخذ موقفًا متوازنًا بين كافة القوى السياسية.
يأمل السوداني أن تتمكن حكومته من السيطرة على الأزمات التي جرفت منجزاتها، معولاً على سرعة عمل القضاء وهيئة النزاهة التي لاقت استحساناً شعبياً لإجراءاتها في استعادة الأموال وتضييق الخناق على الفاسدين، رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولية.
رابط المصدر