هل هناك دور للمخابرات الأمريكية في الهجوم الأوكراني على توروبيتس الروسية؟
موسكو- لا تزال الأسئلة والتكهنات تتزايد حول الهجوم الذي شنته الطائرات المسيرة الأوكرانية على مدينة توروبيتس في مقاطعة “تفير” غرب موسكو، والذي أدى إلى انفجار هائل.
ومن أبرز هذه الأسئلة: كيف استطاعت القوات الأوكرانية تحديد موقع الهدف؟ وما هو دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ذلك، خاصةً مع المعلومات التي تتحدث عن تلقي كييف الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الروسية.
في ليلة الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول، استهدفت القوات الأوكرانية مقاطعات سمولينسك وبريانسك وكورسك وبيلغورود وأوريول وتفير، مستخدمةً الصواريخ والطائرات بدون طيار.
انفجار هائل في توروبيتس
لقيت مدينة توروبيتس النصيب الأكبر من الأضرار، حيث على إثر سقوط حطام طائرة مسيرة، نشبت حرائق واسعة. وبناءً على المعلومات، قامت السلطات بإخلاء بعض السكان، لكنهم سرعان ما عادوا بعد الانتهاء من إصلاح المرافق العامة مثل الكهرباء والغاز.
وذكرت المصادر العسكرية الأوكرانية أن الهجوم أسفر عن تدمير مستودع للذخيرة، مما أدى إلى انفجار رهيب، إلا أن وزارة الدفاع الروسية لم تقدم أي تفاصيل بعد بشأن الحريق.
تشير تقارير سابقة إلى أن موسكو شيدت ترسانة لتخزين الأسلحة التقليدية، مما يفتح المجال لتخمينات حول طبيعة الموقع المستهدف.
وقال النائب السابق لوزير الدفاع، ديمتري بولغاكوف، عند الإعلان عن بناء هذه الترسانة، إنها تلتزم بالمعايير العالمية ومجهزة لتحمل الضربات الجوية والصواريخ.
احتمالات تورط الناتو
استناداً إلى صور بالأقمار الصناعية، أفاد موقع “تسارغراد” الروسي بأن النيران دمرت المستودع بالكامل، مسجلةً هزات أرضية وصلت قوتها إلى 2.8 درجة.
ويعتقد المحلل العسكري يفغيني نورين أنه قد يكون هناك سياسة وراء عدم صدور معلومات رسمية عن المنشأة المستهدفة، مع وجود تكهنات حول تورط دول من حلف الناتو في الهجوم، خاصة بعد تخفيف الحدود المفروضة على أوكرانيا للقيام بعمليات داخل روسيا.
وأشار نورين إلى أن مسافة 244 كيلومتراً تفصل بين مدينة زيلوبة اللاتفية وتوروبيتس، مقارنةً بمسافة 520 كيلومتراً من أقرب مدينة في أوكرانيا.
كما أن مسار الطائرات المسيرة يمكن أن يواجه الحدود بيلاروسيا وروسيا، مما يدعم فرضية انطلاق الهجوم من الأراضي اللاتفية.
استراتيجية الهجمات
يرى الكاتب السياسي فاسيلي بوبوف أن فكرة أن الهجوم كان واحداً من الطائرات المسيرة فقط غير دقيقة، مرجحاً أن الانفجار الذي حدث يتطلب استخدام صواريخ ذات قدرة تفجيرية كبيرة. ويعتقد أن المنشأة كانت تحت مراقبة وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، مما قد يشير إلى تزويد واشنطن كييف بالمعلومات اللازمة لتوجيه ضربة دقيقة.
وأكد بوبوف أن هذا النوع من الهجمات يأتي بشكل منهجي لتعطيل القدرات الروسية المتاحة. ومن المتوقع أنهم يخططون لشن هجمات مماثلة على منشآت عسكرية روسية.
وفي ختام حديثه، توقع بوبوف أن كييف تسعى لتعطيل رد فعل روسيا المحتمل الكبير في كورسك، مما قد يضعها أمام خيارات صعبة في ظل مناقشات أمريكية حول إمكانية سحب طائرات إف-16 من أوكرانيا، وهو ما قد ينعكس سلباً على أوضاعها.