هل خسرت فرنسا معركة تنظيم الألعاب الأولمبية؟
واجه حفل الافتتاح انتقادات كبيرة بسبب غياب الرسالة الفنية وحقوق الإنسان التي تعبر عنها عروض الحفل في الدولة التي تدعي أنها مهد حقوق الإنسان.
إن الوضع الذي أظهرته هذه النسخة من الألعاب الأولمبية يضع علامات استفهام حول استعداد فرنسا وقدرتها على التنظيم، رغم محاولاتها المتواصلة لتصوير نفسها كمهد للحضارة. لكن على فرنسا الآن أن تتراجع وتتواضع أمام الانتقادات الموجهة لها.
هذا الأولمبياد سلط الضوء أيضًا على التلوث البيئي في فرنسا، من خلال مجاري المياه المخصصة للسباحة، حيث أظهرت الصور التي نقلها الإعلام الدولي حجم النفايات المتراكمة بجوار المعالم الرئيسية مثل برج إيفل.
بدأت معالم الفشل منذ الحفل الافتتاحي، الذي لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، مما أفقده بريقه. وبالإضافة إلى ذلك، أعرب العديد من القادة، مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن استيائهم من الحفل، معتبرينه “مهينًا”. كما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاهد الحفل التي اعتبرها سخرية من المسيحية.
بينما نجحت قطر في كسر الصور النمطية عبر تنظيمها لمونديال 2022، لذا أصبحت النسخة الأكثر تميزًا وإبداعًا، محطمة الأرقام القياسية في التنظيم.
رداءة العروض في الحفل أدت إلى انتشار خطاب الكراهية والتهديدات ضد المنظمين، مما عكست عدم رضا المواطن الفرنسي عن مستوى التنظيم. كما جاء هذا الوقت ليكون فرصة لمقاطعة الرياضيين الإسرائيليين من قبل المناصرين للقضية الفلسطينية، بسبب الأحداث الجارية في فلسطين.
فشلت فرنسا في اختبار تنظيم هذه الألعاب الأولمبية، رغم الإنفاق الكبير، مما جعل مدريد أمام حقيقة واضحة تدل على فقدان ثقافتها وبيئتها، حيث ظهرت بشكلها الحقيقي دون مكياج. تعتبر هذه الأحداث اختبارًا حقيقيًا لسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.
وفي المقابل، استطاعت قطر تقديم صورة مختلفة من خلال تنظيمها لمونديال 2022، مما أظهر قدرتها على الابتكار والتفرد في تقديم تجربة رياضية رائعة.
رابط المصدر