هل من الممكن العيش بدون أيديولوجيا؟.. الصادق الفقيه يؤكد أن فهم الانقسامات هو أساس الاستقرار الإقليمي

Photo of author

By العربية الآن

هل يمكن العيش بلا أيديولوجيا؟.. الصادق الفقيه: مفتاح الاستقرار الإقليمي يرتكز على فهم الانقسامات

السفير السوداني في الأردن يوقع كتابه الجديد مقدمات في الدبلوماسية (وكالة الأنباء الأردنية)
المفكر والدبلوماسي السوداني الصادق الفقيه يوقع كتابه “مقدمات في الدبلوماسية” (وكالة الأنباء الأردنية)
تتميز البلدان العربية بتنوع ثقافي كبير، يتشكل من تباين الأفكار والأيديولوجيات والهويات. ورغم ما يبدو من تناقض، إلا أن هناك العديد من النقاط المشتركة التي تربط بين هذه الأفكار.
يعتبر الدكتور الصادق الفقيه في الحوار الذي يجري معه أن فهم تأثير الأيديولوجيات المختلفة يعد أمراً أساسياً للتعامل مع التحديات الراهنة التي تواجه الدول العربية. ويشير إلى أن التاريخ الاستعماري وتأثيراته لا يزالان يلعبان دوراً مهماً في تشكيل الانقسامات الأيديولوجية في المنطقة.

الانقسامات الأيديولوجية ودور الهوية

عمل المفكر والدبلوماسي السوداني الصادق الفقيه كدبلوماسي في عدة دول ولا يزال لديه الوعي الكافي بهذا التنوع الفكري. ويبرز أهمية تعزيز الوحدة والتعاون العربي في مواجهة الأحداث السياسية الراهنة.

السردية الفلسطينية في الغرب

يتطرق الفقيه إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، منوهاً إلى أن الروايتين المتنازعتين في هذا الصراع تمثلان نقاط التوتر الرئيسية: الرواية الإسرائيلية التي تستند إلى حق يعتبره الأنصار في تاريخهم، والرواية الفلسطينية التي تؤكد على حقوقها الطبيعية التي انتُزعت منها في سياق الاحتلال.
كما يناقش كيف استطاعت هذه الرواية الفلسطينية كسب تعاطف فئات متنوعة في المجتمع الغربي، وكيف أنها تتفاعل مع القضايا الأوسع المتعلقة بالصراع.

تحليل الرواية الإسرائيلية

يتناول الفقيه ضرورة نقد الرواية الإسرائيلية الغربية، موضحاً أن مثل هذا النقد يجب أن يكون موضوعياً ويعتمد على حجج قوية. كما يشدد على أهمية أن يركز الفلسطينيون والعرب على كيفية صياغة سرديتهم وكيفية تأثيرها على المجتمعات الغربية.
للرواية الإسرائيلية الغربية ثلاثة مكونات رئيسية: “نحن”، “هم”، و”المشترك”، ويذكر الفقيه أن هذه العناصر تلعب دوراً في تشكيل الفهم الغربي لقضايا النزاع.

### تحليلات حول السردية الإسرائيلية الغربية

يتناول السرد الإسرائيلي الغربي هويتنا وهويتهم، حيث ننظر إلى أنفسنا كحلفاء في الصراع من أجل تحرير الحضارة الإنسانية من تهديد الحكم البربري. وتظهر هذه الرؤية في التركيز على الثقافة والقيم، خاصةً الديمقراطية التي تميز “المجتمع الغربي”، مما يعكس تفوقه الضمني. وفي المقابل، يتم تعريف “هم” على أنهم البرابرة أو الإرهابيون الذين ينكرون الثقافة وحقوق الإنسان. ويعرض المكون “المشترك” الشرور التي يقترفها “هم”، حيث لا تمنع أفكارهم الأخلاقية من استهداف النساء والأطفال أو السياح والصحفيين والدبلوماسيين الغربيين الأبرياء.

استعمار النظرة السردية

تتداخل الرواية الإسرائيلية مع الرواية الغربية؛ إذ غالبًا ما تتردد عباراتهم في مجتمعاتهم، مما يعكس آراء بعضهم البعض. تعكس هذه السردية في العديد من البلدان الغربية، مثل إسرائيل والولايات المتحدة، الجوهر الذي يشكل الثقافة السياسية، حيث يتنفس النقاش السياسي هذه الرواية بشكل مستمر.

تظهر هذه السردية في وسائل الإعلام، على لافتات الإعلان، في الخطابات السياسية، وتدعمها مراكز البحث وصناع الرأي. جميع هؤلاء يتحركون في خدمة تيارات مختلفة من الفكر، بما في ذلك المحافظين الجدد والقدامى.

الرموز المتضادة

تجسد السردية رمزين متضادين، الأول هو أسامة بن لادن، المسؤول عن زرع الخوف، والرمز الثاني هو ياسر عرفات، رغم سعيه للسلام. ومع ذلك، فإن بعض جوانب سياسة الاحتلال الصهيوني، مثل العنصرية، غالباً ما تُقلل من شأنها أو تُغفل في المجتمعات الغربية، مما يؤدي إلى تحيزات مؤيدة لإسرائيل والوقوف ضد معاداة السامية مع توجيه اللوم الدائم إلى الفلسطينيين.

عيوب الرواية الإسرائيلية

تتكون السردية الغربية الإسرائيلية من مكونات تتحدث عن تاريخهم وحقهم في الوجود. تركز هذه الرواية على سرديات الدفاع عن النفس، حيث تسعى لكسب التأييد العاطفي من المجتمع الغربي عبر ذكر تجارب مؤلمة مرت بها المجتمعات اليهودية.

استغلال الفنون

تُسهم الفنون، بما في ذلك الأفلام والكتب والموسيقى، في تعزيز الرواية الإسرائيلية من خلال إيضاح وجود الشعب اليهودي في إسرائيل. يدعم ذلك الاعتقاد بأن تأييد الدولة اليهودية هو تأكيد لقيم العدالة الغربية.

مشكلات السياق التاريخي

تُغفل الرواية الغربية الأحداث التاريخية المتعلقة بالصهيونية والهجمات التي استهدفت المدنيين، مثل مجزرة دير ياسين. لذا فإن تصنيف أحداث الصراع على أنها نزاع مسلح يعكس عدم دقة في تقديم الحقائق.

المقاومون كضحايا

غالبًا ما تُهمل قصة الفلسطينيين ومعاناتهم، حيث يتم تفسير مقاومتهم على أنها نتيجة مباشرة للحقد والعنف. تساهم هذه السرديات في تكريس فهم مشوه للصراع، مما يؤدي إلى تجاهل الحقائق التاريخية وتبسيط الأحداث.

ضرورة إعادة السرد

يتطلب فهم القضية الفلسطينية إعادة هيكلة السرد. يجب أن يُسمح للمقاومة المقهورة بالتعبير عن نفسها ورفض روايات تهميشها. فقط من خلال تقديم رواية كاملة وعادلة يمكن للأحداث أن تتجاوز الأبعاد السلبية وتنحى لصالح التغيير الجذري.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سرد الروايات

يُعتبر السؤال حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية على طبيعة الروايات سؤالًا حيويًا في عصرنا الحالي، حيث تُسجل ديناميات النقد السردي وتغيرات الإعلام بشكل واضح في قدرة هذه المنصات على تغيير المشهد.

تعمل منصات التواصل الاجتماعي كما لو كانت فضاءات ديمقراطية، حيث يُمكن للفلسطينيين وأنصارهم إعادة تشكيل الروايات العامة من قاعدة المجتمع، أي من خلال آراء الأفراد، مستخدمين الفنون القصصية المرئية والمسموعة.

تساعد هذه المنصات الرقمية الفئات المهمشة في توثيق واقعهم ومشاركته على الفور، مما يعزز جهودهم في مواجهة الخطابات التقليدية التي تنتجها القوى المسيطرة.

عمل السرد الفلسطيني في الساحة الرقمية

هذا الأمر يؤدي إلى تنوع في السرد، دون أن يقلل من أهمية وسائل الإعلام التقليدية الكبيرة، ولكنه يوسع من نطاق القصص المتنوعة التي تُناقش في المحادثات الرقمية اليومية. برغم تواجد وجهات نظر فلسطينية في نقاشات مشتركة مع الإسرائيليين، إلا أن العديد من هذه الجهود قد عُرفت صدى في العواصم الغربية.

استخدم الفلسطينيون التكنولوجيا بشكل استراتيجي للبحث عن دعم للحملات المقاومة، حيث الذكاء في السرد يقود إلى وعي أعمق لدى الجماهير. تمكنت هذه التقنيات من تعزيز قدرات الفلسطينيين على نقل قصصهم، وتشكيل روايتهم وإسكات الروايات المعاكسة. وقد أثبتت السرديات الرقمية فعاليتها في جذب الانتباه وجعل الحياة اليومية في غزة مرئية للعالم.

عبر نشر المعلومات والتعبئة الجماهيرية، يساعد هذا الأسلوب البصري في تغيير الاستثمارات العاطفية والعقلانية لدى الناس. وهكذا تسمح التكنولوجيا بسرعة توثيق المحتوى ومشاركته، محدثة “حرب سرد عامة” تواكب المقاومة الفلسطينية.

منظمات ومعايير جديدة

في السياق ذاته، كان هناك صعود لخطاب حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في الوعي الغربي، حيث تبنت العديد من المنظمات الرواية الفلسطينية كنموذج وقدمتها كجزء من تيارات أوسع. القيم والموضوعات التي كانت تهيمن على الخطاب الغربي، مثل حقوق الأقليات والجندر، تتماشى أيضًا مع الموضوعات المركزية للرواية الفلسطينية.

تتعاون المنظمات والحركات الشعبية التي كانت تعمل بشكل مجزأ من قبل، حيث تدمج أفكارها لإنتاج زخم جديد يُسلط الضوء على الرواية الفلسطينية ويُعزز من أي نضال يتعلق بحقوق المرأة والبيئة.

تسليط الضوء على الانتهاكات من خلال الإعلام

توجه الحركات الشعبية والنشطاء باستمرار وسائل الإعلام المحلية والدولية للإبلاغ عن الواقع الفلسطيني، من خلال تغطية قصص الفلسطينيين وممارسات القمع التي تتعرض لها، مما يعزز الانتباه إلى القضايا الفلسطينية المعاصرة. وقد زادت هذه الفعالية مع انتشار الوسائط البديلة، مما سهل تسليط الضوء على الرواية الفلسطينية في النقاش العام.

مع ظهور السوشيال ميديا، تُسجل هذه اللقطات ردود فعل فورية، مما يُعزز سرعة انتشارها وتداولها عبر منصات متعددة.

استخدام الخطاب الديني في السياسة

قد لا تهدف الخطابات الدينية في السياقات السياسية إلى تقديم إيمان الجماعات بشكل مباشر، بل تستخدم غالبًا كوسيلة لإخفاء الأولويات الحقيقية مثل السلطة والمصالح الاقتصادية.

خلال هذا السجال، يبرز تساؤل حول كيفية استفادة الجهات الفاعلة من الخطاب الديني لتعزيز سياساتها أو تبرير ممارسات التضييق، ويظهر تأثير هذه الديناميات في السياسات الإسرائيلية، حيث تسعى الحكومات لتشديد الرقابة على الدين.

في بعض الأحيان، تسعى الأنظمة الغربية إلى تكثيف دور الدين كأداة لتعزيز شرعيتها، بينما يسعى بعض الحكام العرب لتقييد هذا الدور.

التركيز على استراتيجيات الخطاب

لفهم الاستخدام الاستراتيجي للخطاب الديني في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يجب استكشاف كيف يقوم صانعو القرار الغربيون والإسرائيليون بتوظيف المراجع الدينية لتبرير سياساتهم. فهي لا تتعلق فقط بالمبررات الدينية بل بكيفية استخدام هذه المضامين لخدمة أهداف سياسية وإعلامية.

من الضروري استكشاف كيفية استغلال الخطاب الديني من قِبل الفاعلين السياسيين في المجتمع الدولي لنقل رسائل موجهة للجمهور.

تمثل المحددات الرئيسة للسرديات الوطنية المكونات السياسية والأيديولوجية، حيث يُظهِر السرد الأيديولوجي الفروق بين النصوص التأسيسية للحركات الوطنية ويعبر عن كيفية بناء الهويات عبر التحديات المعاصرة والهوية الحضارية.### الدين والسياسة: تداخل معقد

تعتبر القضايا الدينية في السياق السياسي مسألة حساسة قد تؤثر بشكل كبير على استقرار الدول. إذ يُنظر إلى مزج العناصر الدينية مع الأمور السياسية على أنه قد يؤدي إلى إلغاء التباينات المهمة بينهما، مما قد يفضي إلى صراعات طائفية. بينما قد تكون السياسة القائمة على التوازن بين الروايات الدينية والمدنية أكثر فاعلية، إلا أن وضع حدود واضحة حول القضايا الدينية يعد ضروريًا لتجنب الأزمات.

تباين الروايات: السياسي مقابل الثقافي

توجه الروايات السياسية الأيديولوجية أنظارها نحو تحسين المستقبل وتعزيز السلام، مقابل التركيز الديني الأكثر ارتباطًا بالأصولية والنظر في الماضي. وعلى الرغم من تشديد الروايات السياسية على الحلول المعاصرة، فإن الدين يظل مؤثرًا اساسيًا في تشكيل الآراء والسلوكيات.

التحديات والتقارب: الهوية المنقسمة

تمثل “الهوية المنقسمة” تحديًا كبيرًا، حيث تفتقر المجتمعات إلى صوت ديني موحد، وهذا يظهر بشكل واضح في التباينات بين الأيديولوجيات السياسية والعلمانية والدينية. يجسد هذا الانقسام واقعًا معقدًا يتطلب من جميع الجهات المعنية التواصل بلغة علمانية تتيح لها التواصل مع جمهور واسع.

الإعلام كسلاح: تأثير الخطاب الديني

يتجنب السياسيون أحيانًا الخطاب الديني المباشر لأسباب تتعلق بالاستقرار السياسي، رغم أن هذا قد ينقض نتائجهم من حيث الأصالة. وتجلى ذلك عندما صُوِر الوزراء في مواقف معينة بشكل “علماني” لإظهار الاعتدال في تعاطيهم مع القضايا المجتمعية.

التعددية الأيديولوجية في العالم العربي

لا يمكن النظر إلى الأيديولوجيات في العالم العربي ككتلة واحدة، حيث تتمتع المنطقة بتنوع هائل من الهويات والأيديولوجيات. ومع ذلك، هناك قواسم مشتركة واضحة، مثل مقاومة الاستعمار ودعم القضايا الإنسانية.

نحو التفاهم والتعايش السلمي

فهم هذا التنوع الأيديولوجي يمكن أن يسهم في تعزيز التفاهم الإنساني وتوسيع ثقافة الحوار والقيم المشتركة. يعد تحسين العلاقات الاجتماعية والتضامن بين المجتمعات العربية أمرًا حيويًا لتستهلك هذه الشعوب إمكانياتها في التنمية والتقدم.

مواجهة الأزمات بتعاون جديد

تتطلب التحديات الأيديولوجية الحالية ضرورة الحد من الفوضى السياسية، وتحتاج الدول العربية إلى العمل على تحقيق استقرار أعمق من خلال التنسيق في الأبعاد المختلفة من الهوية السياسية والاجتماعية لتحقيق الأهداف المشتركة.## الأيديولوجيات والصراع في الوطن العربي

سؤال الوحدة بين الاختلافات الأيديولوجية

هل يمكن تجاوز الاختلافات الأيديولوجية في الوطن العربي في ظل التحديات المتعلقة بالوحدة والصراع؟ الأيديولوجيات هي أنماط فكرية عالمية تسهم في تشكيل فهمنا للواقع الاجتماعي، وتؤثر على سلوكيات الأفراد والمجتمعات. تلعب الأيديولوجيات دورًا حاسمًا في تصفية الحقائق وتفسير التجارب التاريخية، مما يجعل فهم الأحداث مرهونًا بالمنظور الأيديولوجي الذي ينطلق منه المراقب.

الوضع القائم في العالم العربي

تجسد الاختلافات الأيديولوجية العميقة تحدياً أمام الوحدة بين العرب والمسلمين، حيث تقسم هذه الاختلافات المجتمعات في المنطقة. ورغم المظاهر الإيجابية للوحدة، يظل التاريخ يشير إلى صعوبات وتجارب سابقة تعكس عجزاً عن تحقيق هذا الهدف.

أبعاد الوحدة تتطلب النظر إلى التجارب المشتركة والتحديات التاريخية، فضلاً عن ضرورة إطلاق حوارات تسعى نحو التعايش والتفاهم. عند الحديث عن الفرص المتاحة لتحقيق الوحدة، نجد أن هناك عوامل متعددة ومعقدة تعيق هذه المساعي.

أيديولوجيات الوحدة

تتضمن أبرز الأيديولوجيات التي قد تسهم في الوحدة، القومية العربية القديمة التي لا تزال تروج لها مجموعة من المتحمسين، على الرغم من تآكل أحلام الوحدة العربية بشكل عام. من جهة أخرى، يجب إعادة التفكير بمفهوم التضامن الإسلامي الذي شهد تراجعًا واضحًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في ظل هيمنة الخطاب المضاد للإرهاب.

كيفية التعامل مع الاختلافات

رغم وجود اختلافات تاريخية وأيديولوجية بين المرجعيات الغربية والعربية، يبقى البحث عن القواسم المشتركة أمرًا مهمًا. فالاختلافات القائمة غنية بالتناقضات ولكنها تعكس أيضًا أوجه تشابه تستند إلى السياقات الثقافية والديناميات الاجتماعية والسياسية المختلفة.

تأثير الأيديولوجيات على الحوار الإقليمي

لتحقيق فهم شامل للطبيعة الاختلافات الأيديولوجية في الوطن العربي، يتوجب علينا استيعاب انعاكاسات هذه الاختلافات على الحوار الإقليمي. ينبغي علينا أيضًا تقييم التأثيرات الاجتماعية والسياسية لهذه الأيديولوجيات وكيفية التحكم بالصراعات الناتجة عنها، وتقديم توصيات لرسم مسار أفضل نحو الوحدة الإقليمية.## تحليل الصراع والمواقف السياسية في العالم العربي

تستدعي نتائج الأحداث الراهنة وضع مبادئ توجيهية تعزز الحوار والتفاهم بين الشعوب. ويظل من الضروري الإسهام في تفعيل الحوار بين حضارات مختلفة، والتواصل مع أولئك المعنيين بالشأن العربي في ظل ما بات يعرف بالحرب العالمية للأيديولوجيات أو صدام الحضارات.

هل يمكن العيش بدون أيديولوجيا في القرن الحادي والعشرين؟

تشير الملاحظات حول التحولات الجذرية التي شهدتها الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الوطن العربي خلال العقدين الأخيرين إلى غياب شبه كامل لخطاب الأيديولوجيا، حيث لم يبق هناك أيديولوجيا رئيسية توجه التغيير أو تعزز ديناميات المجتمع أو الاقتصاد أو النظام السياسي المتزايد.

عند زيارة الواقع العربي المعقد والممزق، يفتقر المراقب إلى الإحداثيات الأيديولوجية التي توفر رؤية واضحة تساعد في تفسير القيم الثقافية وأطر النظام ومفاهيم تنظيم المجتمع وأهداف الأفراد. هذا الغياب يترك آثاراً مقلقة، إذ أن المناطق التي تفتقر لأيديولوجيا شاملة تجد نفسها غارقة في صراعات عنيفة على السلطة.

إن تراجع الأيديولوجيا كمصدر لتنظيم المجتمع في الوطن العربي يشبه ما حصل في الغرب, حيث بدأت الأيديولوجيا بفقدان مكانتها منذ الستينيات عندما أصدر دانيال بل كتابه الشهير “نهاية الأيديولوجيا”.

تأثير الاختلافات الأيديولوجية على الحوار والصراع الحضاري

تفيد الدراسة التحليلية للأيديولوجيات في تسليط الضوء على أبعاد متعددة تتعلق بالواقع العربي، خاصة أيديولوجيات المسلمين. فقد شهدت المنطقة تطور العديد من الأفكار الأيديولوجية مثل الفرعونية والقومية والليبرالية، وغيرها من الحركات السياسية.

يُقسم المفكرون إزاء هذه الأيديولوجيات إلى تيارات متعددة، تتراوح بين التحليل الطبقي والثقافات الإنسانية. في حالات الشرعية العالية لأي أيديولوجيا، يمكن استخدامها لدعم المؤسسات السياسية والاجتماعية.

التحديات والفرص في ظل الاختلافات الأيديولوجية

تحقيق الوحدة في ظل وجود أيديولوجيات متباينة يعد أمراً معقداً، فقد ترحب الجماعات المتطرفة برؤى معينة وتنفر من أي حوار آخر، وهو ما يؤدي إلى تفشي العنف. كذلك، قد تفرض بعض الثقافات رؤى أيديولوجية معينة على الآخرين، مما يعقد من إمكانية التعددية.

لكن في المقابل، يمكن رؤية هذه الاختلافات كفرصة للحوار البناء والتعاون. ففتح قنوات للحوار وتقبل التعددية من شأنه أن يحوّل التحديات الأيديولوجية إلى فرص نوعية للتقدم.

من يعزز أو يحافظ على الاختلافات الأيديولوجية؟

لا يخفى على أحد أنك تجد اختلافات أيديولوجية واضحة بين الغرب والوطن العربي. هذه الفجوات ليست جديدة، بل تعود بجذورها إلى العلاقات التاريخية الأوروبية العربية. تتأثر هذه الاختلافات بالسياق الراهن للغرب، وتظل مشوهة إذا لم تُفهم بشكل صحيح ضمن إطارات أيديولوجية متكاملة.

ولفهم العلاقات بشكل أفضل، يجب على الجانبين الاعتراف بهذه الاختلافات، والعمل على بناء جسور للتواصل، مع محاولة رأب الصدع بين الأيديولوجيات المختلفة.

خاتمة

في نهاية المطاف، تبرز الحاجة إلى حوار مفتوح ومثمر بين الأيديولوجيات المختلفة في العالم العربي، لضمان تحقيق فهم أعمق وقبول متبادل يسهم في معالجة الصراعات وتعزيز الاستقرار.### التنافس الدولي في إفريقيا: فرص وتحديات

تتسم الهويات الحضارية بتأثيرها الكبير على العلاقات الدولية، مما يعكس كيفية استمرار الدول في “التعاون والتعايش”، سواء بين العرب وغير العرب. فالأيديولوجيات ليست مجرد أفكار نظرية، بل لها تجسيد ملموس في الأفعال والسلوكيات.

صراع القوى الكبرى في إفريقيا

في ظل العلاقات المعقدة بين الشرق والغرب، تبرز المنافسة الشديدة بين القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، على القارة الإفريقية. هل تعتبر هذه المنافسة فرصة لدول إفريقيا للتحرر من آثار الاستعمار؟

تشير الديناميات الحالية إلى وجود خطوط تنافسية معقدة، حيث تتداخل مصالح الولايات المتحدة مع مصالح القوى الأخرى كالصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى القوى الناشئة مثل تركيا والهند وإيران وإسرائيل. تسعى هذه الأطراف إلى تعزيز وجودها في إفريقيا لتأمين بيئة اقتصادية ملائمة للاستثمار، في حين تتجه الأوضاع الاجتماعية إلى مزيد من عدم الاستقرار.

الوضع الاقتصادي والإصلاحات اللازمة

يعكس هذا التنافس لبنية تحتية ناشئة تتزامن مع إصلاحات اقتصادية مهمة في العديد من الدول الإفريقية، تهدف إلى تمكين هذه الدول من المنافسة إقليمياً ودولياً، وخاصة مع الدول العربية. فعلى الرغم من التحديات الهائلة، تسعى الحكومات الإفريقية إلى تحسين أوضاعها الاقتصادية وتوسيع نفوذها.

الصراع المحلي والدولي

تُعتبر العلاقات الدولية قائمة على التفاوض بين الأطراف الكبرى، مما يتطلب من الدول الإفريقية توخي الحذر والإبداع في سياساتها. في خضم هذا التنافس، ينبغي على الفاعلين المحليين بناء استراتيجيات تسمح لهم بتحقيق مصالحهم وسط الضغوط الخارجية.

الآثار السلبية للتدخل الخارجي

تبين النقاشات حول العلاقات بين إفريقيا والدول الكبرى أنها تنطوي على تحديات مستمرة، حيث تسهم الضغوط الخارجية في تقويض التعاون مع الهيئات الإقليمية. وفي هذا الإطار، من المهم معالجة مخاطر الاستغلال والفساد الناتجة عن تدخل القوى الكبرى، التي تؤجج الصراعات المحلية وتضعف قدرة الدول على تحقيق التنمية المستدامة.

خلاصة

إن التحديات الناتجة عن التدخل الخارجي في إفريقيا تتطلب من الحكومات الإفريقية تعزيز التعاون الإقليمي وبناء قدراتها المحلية، لضمان استدامتها في ظل الظروف المتقلبة للساحة الدولية.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.