الجواب الموجز هو أنه في حال تناول الشخص بالفعل دواء لتخفيض الكوليسترول، من الضروري تجنب توقفه بدون استشارة الطبيب، حيث يجب عليه بالأساس التشاور مع الطبيب والتحقق مما إذا كان بالإمكان تخفيضه بواسطة الحمية. وبعد الحصول على موافقة الطبيب والتأكد من قدرة الشخص على خفض مستوى الكوليسترول عبر الحمية والالتزام بها، يكون بإمكانه التوقف عن تناول الدواء.
أما إذا تم تشخيص شخص بزيادة مستوى الكوليسترول حديثًا، فيجب عليه أيضًا استشارة الطبيب، الذي قد يقرر ضرورة خفض الكوليسترول بواسطة الحمية، وإذا لم يستجب جسمه للحمية، فسيصف له الطبيب العلاجات المناسبة.
بالتالي، لا ينبغي توقيف دواء الكوليسترول دون استشارة الطبيب.
مثبطات الإستاتين
يتم معالجة زيادة الكوليسترول بأدوية تسمى مثبطات الإستاتين. وتُعتبر مثبطات الإستاتين فعالة، وتعتبر آمنة لمعظم الأشخاص، ولكن قد تُسبب بعض الآثار الجانبية، مثل آلام العضلات ومشاكل بالكبد، وضبابية العقل وإحتمالية الإصابة بالسكري.
وقال دونالد هينسرود، أستاذ مساعد في التغذية والطب الوقائي بكلية مايو كلينك “لا يُرغب أي فرد في بدء تناول الدواء”، مضيفًا “نحن جميعا نتقدم في العمر، وعادةً ما ترتفع بعض الأمور مع تقدمنا في السن: الكوليسترول والوزن وضغط الدم. وفي وقت ما، يجب علينا مواجهة هذه الأمور”.
والكوليسترول مادة دهنية، تشبه الدهون الموجودة في الدم، ويتم إنتاجها من قبل الكبد ومن الطعام الذي نتناوله. وهناك هناك نوعان من الكوليسترول: البروتين الدهني منخفض الكثافة، النوع الضار، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة، النوع الجيد. كما أن الدهون الثلاثية تعد نوعًا آخر من الدهون يُساهم في تراكم الكوليسترول.
ولا يُعَدُّ الكوليسترول ضارًا بحد ذاته، حيث يستخدم الجسم الكوليسترول لإنتاج الخلايا والفيتامينات وبعض الهرمونات، لكن يُمكن للكثير من البروتين الدهني منخفض الكثافة تراكمه داخل الشرايين، مما يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. بينما يساعد ارتفاع مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة في حماية القلب عن طريق جذب بعض البروتين الدهني منخفض الكثافة بعيدًا عن الشرايين وإعادته إلى الكبد، حيث يتم تفتيته والتخلص منه.
وبالنسبة لأولئك الذين يرفضون تناول الأدوية، يَنصح الخبراء بأن أفضل طريقة للسيطرة على مستوى الكوليسترول هي اتباع نظام غذائي صحي وتبني عادات حياة صحية، مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم وضمان الحصول على قسط كاف من النوم. ومع ذلك، هناك تحذير واحد: التأكد من استشارة الطبيب قبل التوقف عن استخدام الدواء. وقد يطلب الطبيب أيضًا إجراء الفحوصات الدورية لمتابعة مستوى الكوليسترول.
وأشار ديفيد كاتز، الرئيس السابق لكلية الطب الأميركية لطب نمط الحياة والمدير المؤسس لمركز البحث الوقائي بجامعة ييل “عندما يكون الأشخاص جاهزين للالتزام بنظام غذائي مثالي، سيكون ذلك بدون شك أفضل من أي دواء وصلنا إليه”.
وأوضح هينسرود أن هناك فوائد صحية أخرى، مثل فقدان الوزن وخفض “ضغط الدم ومستوى الجلوكوز في الدم، وهذا يُقلل من خطورة الإصابة بأمراض القلب بشكل منفصل عن مستوى الكوليسترول”.
نظام غذائي نباتي
وينصح الخبراء باتباع نظام غذائي نباتي غني بالألياف القابلة للذوبان، مثل تلك الموجودة في نخالة الشوفان والتفاح والبازلاء والحمضيات والفاكهة والجزر والشعير وبذور الكتان، بالإضافة إلى المكسرات.
ويحث الخبراء المستهلكين على تجنب الدهون المشبعة، وخاصة تلك الموجودة في اللحوم الدهنية والمصنعة والزبدة وزيوت النخيل وجوز الهند، واستخدام الزيوت غير المشبعة أو المُشبَّعة المُتَعدّدة مثل زيت الذرة والكانولا وزيت دوار الشمس وزيت السمسم.
وأشار الخبراء إلى أن الدهون المشبعة تزيد من مستوى الكوليسترول بنسبة أكبر من الكوليسترول الطبيعي الموجود في البيض والمحار..
وأظهرت بعض الأبحاث بشكل غير متوقع أن تناول الجبن الطبيعي بكميات معتدلة يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وقال هينسرود “ربما يكون هذا الاستثناء الوحيد لقاعدة خفض الدهون المشبعة، في حال عدم ذلك.”
تناولها بشكل مفرط”.
وينصح العديد من الخبراء بنظام بورتفوليو النباتي، الذي صممه ديفيد جينكيز، الأستاذ في إدارة علوم الغذاء والطب في كلية تيميرتي للطب في جامعة تورونتو. ويركز هذا النظام على تناول الألياف القابلة للذوبان والستيرول النباتي، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة. وخلصت دراسة أجراها جينكيز وزملاؤه سابقا إلى أنه مقارنة بتأثير حمية بورتفوليو لخفض الكوليسترول والأدوية لم يتم رصد اختلافات كبيرة.
والستيرول هي مواد توجد في النباتات مثل جرثومة القمح ونخالة القمح والفول السوداني والزيوت النباتية (الذرة والسمسم والكانولا وزيت الزيتون) واللوز.
حساء العدس
وأكد جينكيز “علينا توجيه جهودنا نحو مساعدة الناس على تفهم النظم الغذائية النباتية”. وأضاف “بعض الأشخاص لم يتذوقوا حساء العدس من قبل، ويمكن أن يكون شهيا ومغذيا ومفيدا لمستويات الكوليسترول. نحن حريصون على توجيه الناس حول كيفية تضمين الطعام ضمن النظام الغذائي النباتي”.
وفيما يتعلق بالانتقال إلى نظام غذائي نباتي، يقول جينكيز “يجب البدء تدريجيا بتناول أطعمة جديدة”، مضيفا “الفكرة هي تحقيق تحول نحو اعتماد نظام غذائي نباتي كأسلوب حياة.
ويلاحظ أن بعض الأشخاص قد لا يتمكنون من تخفيض مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة لديهم بدون دواء نظرا لوجود حالة وراثية تزيدهم عرضة لارتفاع الكوليسترول، مثل فرط كولسترول الدم العائلي، والذي يعتبر مرضا وراثيا مرتبطا بقدرة الجسم على معالجة البروتين الدهني منخفض الكثافة”.
وأضاف جينكيز “ستكون هناك حاجة دائمة لتناول الدواء ستاتين” بالإضافة إلى أدوية أخرى، على الرغم من أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا وأسلوب حياة صارما قد يستفيدون من ذلك أيضا.