طغت أحداث الحرب على واقع لبنان في عام 2024، خاصة في الأشهر الأخيرة، حيث عاش اللبنانيون حالة من القلق المتزايد بشأن مصير بلدهم، مشغولين بمشاهد القصف والدمار بدلاً من أي قضايا أخرى. أصبحت شاشات التلفاز هي الرفيق اليومي للناس، الذين تابعوا بعمق الأحداث الدامية.
تغير المشهد الإعلامي: من الاستقرار إلى الاضطراب
عندما اندلعت «حرب الإسناد» في 8 أكتوبر 2023، لم يتأثر الإعلام اللبناني بشكل كبير في البداية. حيث استمرت محطات التلفزة في تقديم برامجها المعتادة في بداية عام 2024، بما في ذلك برامج رمضان المعتادة. غير أن الوضع تغير جذرياً بعد انفجار أجهزة البايجر لعناصر «حزب الله» في 17 سبتمبر، حيث تحولت الأجندة الإعلامية بالكامل إلى تغطية مباشرة وأخبار عاجلة.
فقدان صحافيين في الحرب
لم تنجُ الفئة الإعلامية من تداعيات الحرب، حيث فقدت بعض مراسليها. تم وصف مقتل الصحافيين بأنه «جريمة حرب» أدت لردود فعل شديدة.
في أكتوبر 2024، استهدفت غارة إسرائيلية فندقاً اتخذته وسائل الإعلام مقراً، مما أسفر عن مقتل 3 صحافيين وإصابة آخرين، من بينهم مصوران من قنوات لبنانية مختلفة.
توسيع وقت البث المباشر
مع تسارع الأحداث وتزايد القصف، تجاوزت محطات التلفزة 18 ساعة يومياً من البث المباشر. وقد قامت بتجهيز طواقمها لمتابعة الأحداث بنشاط كبير، مع التركيز على تحقيق سبق صحفي دائم.
التحليلات العسكرية على الشاشة
فقدت المحطات فرصتها في تقديم برامج تحليلية عميقة تحت وقع الحرب، مما دفعها إلى استضافة خبراء سياسيين وعسكريين بشكل متواصل لمناقشة الأحداث. اختلفت تسميات برامج التحليل بين المحطات، مثل «عدوان أيلول» و«لبنان تحت العدوان».
أفيخاي أدرعي: النجم الجديد
برز المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي كرقم رئيسي خلال الأحداث، حيث تميزت تصريحاته بالكشف عن قيادات حزب الله، مطالباً المدنيين بمغادرة مناطق معينة لتفادي القصف.
عودة صحيفة إلى الواجهة
في ظل مشهد الحرب السائد، عادت صحيفة «نداء الوطن» إلى الصدور في 11 نوفمبر، بعد توقفها في مايو.
توقيف حاكم مصرف لبنان في صدارة الأنباء
قبيل الانشغال بحرب لبنان، تصدّر خبر توقيف حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، عناوين الأخبار. إذ فوجئ اللبنانيون في 3 سبتمبر 2024 بهذا الإجراء على خلفية تهم تتعلق بغسل الأموال والاحتيال، وذلك في وقت حسّاس يمر به النظام المالي اللبناني.
### نصرالله يحلّ في قلب المشهد الحربي
#### أبرز الأحداث في الإعلام اللبناني لعام 2024
شهدت الساحة الإعلامية في لبنان لعام 2024 مجموعة من التطورات الطاغية، أبرزها اغتيالات قادة حزب الله، يتقدمهم الأمين العام حسن نصر الله في 27 سبتمبر. كما كانت نشرات الأخبار تتابع ملف لبنان الذي وُضع على “القائمة الرمادية”، مما يزيد من الأزمات الاقتصادية التي تعانيها البلاد منذ عام 2019. كذلك، كان من أهم الأخبار القرار بالإفراج عن المعتقل السياسي جورج إبراهيم عبدالله الذي قضى نحو 40 عاماً في السجون الفرنسية.
#### وقف إطلاق النار وآثاره على الإعلام
في 27 نوفمبر، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وقد أحدث ذلك تحولاً في الإعلام اللبناني، إذ تنفست المحطات التلفزيونية الصعداء، وبدأت في استعادة برامجها المعتادة استعدادًا لاستقبال موسم الأعياد والشتاء.
