واشنطن بوست: أمريكا قد تواجه تهديدًا أقوى من النووية قريبًا

Photo of author

By العربية الآن

واشنطن بوست: الولايات المتحدة قد تواجه قريبا تهديدا أقوى من الأسلحة النووية

جنديان يختبران سلاح بيولوجي خلفية مدمرة. شترستوك id 1693065478;
جنديان يرتديان أقنعة غاز وملابس واقية يختبران سلاحا بيولوجيا (شترستوك)
القرار الجريء الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون عام 1969 بالتخلي عن الأسلحة البيولوجية وقيادة معاهدة لمنع استخدامها، ساعد في احتواء تهديد الأوبئة الناتجة عن الإنسان لعقود. لكن يبدو أن هذا الإرث يتلاشى، وإذا لم يتحرك العالم بسرعة لمواجهة التحديات المترتبة على عصر البيولوجيا الاصطناعية، فقد يتعرض لتهديد كارثي قريب.

تقرير صحيفة واشنطن بوست يكشف أن باحثين عالميين يعملون على تطوير فيروسات أكثر قوة وأكثر فتكا من كوفيد-19، مما يجعل خطر نشوب “محرقة بيولوجية” واقعاً مقلقاً.

التوسع في التسلح البيولوجي

التقرير أشار إلى أن روسيا أعادت فتح مختبرات عسكرية خاصة بتطوير الفيروسات التي تسبب الأمراض القاتلة مثل الجدري والإيبولا. وأظهر أيضا أن ضباطاً عسكريين صينيين يعبرون عن دعمهم لحرب بيولوجية هجومية، حيث اعتبرها بعضهم وسيلة “أكثر تحضراً” للقتل الجماعي مقارنة بالأسلحة النووية. تشمل هذه النقاشات معطيات حول إمكانية تنفيذ “هجمات جينية عرقية”.

كما أن التطورات في تكنولوجيا تحرير الجينات والذكاء الاصطناعي تجعل من السهل التلاعب وإنشاء الفيروسات القاتلة، وهو ما يشكل تهديداً ملموساً من قِبَل المؤسسات الحكومية وأيضاً الجماعات غير الحكومية.

الخطر المستمر

جاء تفشي كوفيد-19 في الصين نتيجة تسرب محتمل، ليبعث بإحساس بالخطر في كافة أنحاء العالم، حيث تسبب في وفاة حوالي 27 مليون شخص مباشرة أو بصورة غير مباشرة بسبب هذا الفيروس. في ظل تواصل الأبحاث لتطوير فيروسات أكثر خطورة، تبرز تساؤلات حول كيفية تحقيق الردع في مواجهة الأسلحة البيولوجية؟

وقد أبدى بعض الباحثين تشككهم في قدرة المعاهدات والاتفاقيات الحالية على معالجة هذه القضايا. في حين أن النماذج النووية للردع لا تكفي، قد تسعى الأنظمة الدكتاتورية لاستخدام الأسلحة البيولوجية إذا كانت تعتقد أنها ستفلت من العقاب.

دروس من التاريخ

تشير التحقيقات إلى أن تاريخ الحرب الباردة يقدم دروساً مهمة للديمقراطيات التي اختارت التخلي عن الأسلحة البيولوجية. هناك ضرورة لجمع وتحليل المعلومات الاستخبارية بطريقة فعالة، مما يتطلب من الجهات المعنية في الولايات المتحدة وحلفائها إنشاء نظام شامل لرصد الأبحاث العالية الخطورة حول العالم.

الدعوة لإنشاء فرع جديد من الاستخبارات، يُعرف بالاستخبارات البيولوجية، لتنسيق الجهود في مكافحة الأبحاث عالية المخاطر وتهديدات الأسلحة البيولوجية، تؤكد أهمية هذا الملف في إطار الأمن القومي.

أخيرا، يُستشهد بمثال من تاريخ الطب الشرعي الأمريكي النووي، حيث قامت الولايات المتحدة بجمع عينات من الهواء والماء في ألمانيا المختبرية خلال الحرب العالمية الثانية لتجميع معلومات حول الأسلحة النووية المحتملة.

الاستخبارات البيولوجية

تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتعزيز قدرات الاستخبارات النووية من خلال إنشاء قواعد بيانات تُعنى بتوقعات الإشعاعات والبيئة المرتبطة بمصادر ومناجم اليورانيوم. تهدف هذه الجهود إلى الحد من التجارة السرية للأسلحة النووية، مع التأكيد على قدرة واشنطن على تتبع أصول الأسلحة حتى بعد استخدامها.

تقنيات التحليل الجزيئي للأمراض توفر أدوات لتسلسل مسببات الأمراض الجديدة، مما يسمح بتحديد طريقة انتشارها سواء بشكل طبيعي أو على يد العلماء. ومع التقدم في مكتبات البيانات وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستصبح التحديات التي تواجه المحللين، مثل تلك المتعلقة بأصل فيروس كوفيد-19، أقل صعوبة.

التحديات التمويلية للبرنامج
يواجه توسع وتعزيز جهود الاستخبارات البيولوجية الأميركية عقبة رئيسية تتمثل في نقص العزم والتمويل. حيث لم يحصل مشروع ميزانية إدارة الرئيس جو بايدن للوقاية من الأوبئة على الموافقة من الكونغرس، مما يعكس معاناة شبكة “المراقبة البيولوجية” من نقص الدعم المالي.

الاستنتاجات المستقبلية
تبين التحقيقات أن وسائل الردع لن تحقق فعاليتها ما لم تتوافر لها استخبارات بيولوجية رفيعة المستوى. وأكدت الاستنتاجات ضرورة الاستثمار في مراقبة بيولوجية قوية وتطوير استراتيجيات ضد الأوبئة بسرعة، من أجل حماية مستقبل العلوم الحيوية وكفاءة التكنولوجيا الحيوية في مواجهة الأزمات العالمية.

المصدر: Washington Post



رابط المصدر

awtadspace 728x90

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.