وفاة الممثل الفرنسي آلان ديلون
18/8/2024
–
|
آخر تحديث: 18/8/2024 10:52 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
أصدر الأبناء بيانًا مشتركًا، جاء فيه: “ببالغ الحزن، نعلن وفاة والدنا. توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطًا بأبنائه وعائلته، التي تطلب منكم احترام خصوصيتها في هذا الوقت العصيب”.
قبل عامين، أعرب ديلون عن رغبته في إنهاء حياته بسبب المعاناة الناتجة عن病 الشيخوخة وسوء حالته الصحية، بعد تعرضه لجلطة دماغية مزدوجة في العام 2019، وعملية قلب مفتوح كادت أن تودي بحياته.
طفولة مضطربة
ولد آلان ديلون، واسمه الحقيقي آلان فابيان موريس مارسيل ديلون، في ضاحية أوت دو سين بالعاصمة باريس، وعاش طفولة صعبة.
تأثرت مسيرته الدراسية بالتربية المضطربة التي تلقاها، حيث عانى من الفشل بسبب تمرده المستمر الذي أدى إلى فصله من عدة مدارس. وقد وصف نفسه بأنه “كان وحشًا صغيرًا شرسًا”.
عقب مغادرته المدرسة، عمل ديلون كزوج والدته الذي كان يدير محل لبيع اللحوم، ثم انخرط في الخدمة العسكرية بعمر السابعة عشرة بعد موافقة والديه، وهو ما اعتبره محاولتهم للتخلص منه كونه طفلاً مزعجًا.
الجندية
بعد عودته من حرب الهند الصينية عام 1954 كجندي مظلات في الجيش الفرنسي، انتقل للعمل في وظائف بسيطة قبل أن يلاحظه المنتجون، ليبدأ مشواره السينمائي عام 1957 بفيلم “أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان”، تلاه فيلم “روكو وإخوته” عام 1960.
تميز ديلون في أدوار الجريمة مثل فيلم “أي عدد يمكنه الفوز؟” عام 1963، واكتسب شهرة كبيرة بفيلم “الساموراي” عام 1967، وحقق نجاحًا بارزًا في فيلم “بورسالينو” عام 1970، بالإضافة إلى أفلام المغامرات مثل “التوليب الأسود” عام 1964 و”زورو” عام 1975.
مغوي الشاشة
وصف تقرير لوكالة فرانس برس آلان ديلون بأنه “أعظم مغوي شاشة في فرنسا”، معتبرين إياه بالنسبة للبعض “أكثر الرجال جاذبية في القرن العشرين”، حيث جسد أدوار القتلة المحترفين في أفلام الموجة الجديدة في الستينات.
أضافت الوكالة أن ديلون كان يعتبر “رجلًا يمتلك جانبًا مظلمًا”، إذ اعترف بأنه صفع امرأة، مما أثار استنكار الناشطات النسويات بعد منحه جائزة الإنجاز مدى الحياة من مهرجان كان السينمائي عام 2019.
في رسالة بمناسبة عيد ميلاده الثمانين، وصفته إحدى صديقاته القدامى، بريجيت باردو المعروفة، بأنه “نسر برأسين… الأفضل والأسوأ”.
رغم وجود آراء مختلطة حوله، أكد مؤرخ السينما جان ميشيل فرودون أن أي ممثل فرنسي آخر لم يكن له نفس الحضور على الشاشة خلال نصف القرن الماضي.
الممثل الفرنسي فينسنت ليندون، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل في كان عام 2015، وصف مظهر ديلون بأنه “مثير للتأمل”، قائلًا “يمكنك النظر إلى صوره لساعات”.
على الرغم من شعبيته الكبيرة في الصين واليابان، لم ينتقل ديلون للعيش في هوليوود، وكان لهذا تأثير على مبيعات علامته التجارية للعطور لاحقًا.
حياة مثيرة للخلاف
أثارت حياته الشخصية المعقدة اهتمام وسائل الإعلام، فقد ارتبط بقضايا وعلاقات مثيرة للجدل. في عام 1968، تم القبض عليه بعد العثور على حارسه الشخصي السابق مقتولًا برصاصة في رقبته.
توقف ديلون عن العمل في السينما تقريبًا في عام 2000، وعاد للظهور على شاشة التلفزيون، رغم أنه تم إغراءه للعودة إلى السينما في دور يوليوس قيصر في فيلم “أستريكس” عام 2008.
في السنوات الأخيرة، أصبح شخصية مثيرة للجدل بسبب دعمه للجبهة الوطنية، التي أعيدت تسميتها لاحقًا بالتجمع الوطني، حيث كان يعتبر مؤسسها جان ماري لوبان “صديق عزيز”.
أثار ديلون مزيدًا من الجدل في عام 2016 عندما دافع عن الوزيرة السابقة نادين مورانو، التي وصفت فرنسا بأنها “دولة بيضاء”.
رابط المصدر