أوكرانيا تضع أسس وكالتها الجديدة للمشتريات العسكرية
كييف، أوكرانيا (أسوشيتد برس) – في خطوة تهدف إلى مكافحة الفساد داخل وزارة الدفاع، قامت أوكرانيا العام الماضي بإنشاء وكالة حكومية جديدة تتولى إدارة المشتريات للقوات المسلحة. يعد هذا الجهد جزءاً من مساعي الحكومة الإصلاحية على درب الانضمام لحلف الناتو.
تُعنى الوكالة، التي تُعرف اختصاراً بـ DOT، بشراء المواد العسكرية غير القاتلة مثل الغذاء، الملابس، والوقود، وقد تمكنت حتى الآن من إبرام عقود لما نسبته 95% من المنتجات المطلوبة لتلبية الاحتياجات، مع تحقيق وفر بنسبة 25% في التكاليف، وفقاً لما أكده أرسين زوماديليف، المدير التنفيذي للوكالة. وأضاف أن DOT ستبدأ قريباً أيضًا في شراء الطائرات بدون طيار.
الإصلاح يشق طريقه نحو الناتو
تسعى أوكرانيا من خلال هذا الإصلاح إلى تسريع عملية انضمامها لحلف الناتو، الذي يُعتبر خط دفاع رئيسي ضد روسيا، وفقاً لما ذكره المسؤولون. ومع ذلك، يبقى موضوع الانضمام مسألة سياسية مع وجود تردد من بعض الدول الرئيسية خوفاً من تصعيد التوترات مع موسكو.
وتراقب الجهات الغربية عن كثب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قبل اتخاذ أي قرارات. من جهة أخرى، طالب مسؤولو الناتو بإجراء إصلاحات شاملة لمكافحة الفساد قبل أن تتمكن كييف من الانضمام.
التحديات مستمرة في وجه التغيير
رغم النتائج الوعد التي حققتها DOT، إلا أن العديد من المؤسسات الأوكرانية بعد الحقبة السوفيتية تجد صعوبة في التكيف مع التغييرات. تعاني وزارة الدفاع تحت إدارة الوزير رستم أوميروف من تحديات عديدة، بما في ذلك التباطؤ في إعادة هيكلة الوزارة ومزاعم الفساد المستمرة بشأن المشتريات العسكرية القاتلة.
وذكرت ثلاثة دبلوماسيين غربيين لوكالة أسوشيتد برس أنهم يراقبون DOT عن كثب، وقد كانوا راضين حتى الآن عن النتائج بعد مرور عام على إنشائها، وذلك بشرط عدم الكشف عن هويتهم للتحدث بحرية عن تقييماتهم.
تجسد DOT التعايش غير المريح بين الثقافة الحديثة ذات الطابع التكنولوجي والإدارة البيروقراطية الثقيلة. إذ تعكس مكاتبها جوًا حديثًا يشبه الشركات الناشئة بينما تتعامل مع واحدة من أكثر الوزارات تصلباً في البلاد. وتعكس هذه الفجوة مشهد الحرب في أوكرانيا، حيث تلتقي الحروب الابتكارية بالطائرات بدون طيار مع الخنادق التقليدية على نمط الحرب العالمية الثانية.### جهود أوكرانيا لتعزيز الشفافية في قطاع الدفاع
صرّح زهوماديدوف بأن أوكرانيا تحت مراقبة الناتو ودول مجموعة السبع، حيث تسعى لتحقيق نظام شراء دفاعي قوي وفعال بعيداً عن الفساد.
فضائح الفساد في مشتريات الدفاع
تصدرت مشتريات الجيش غير القاتلة مشهد فضيحتين للفساد خلال فترة تولي أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع السابق. كانت الأزمة الأولى تتعلق بأسعار مرتفعة للإمدادات الغذائية، والثانية مرتبطة بجودة رديئة لمعاطف الشتاء.
وكالة DOT: بداية جديدة لمشتريات الدفاع
وصف عمروا، خلف ريزنيكوف، وكالة DOT بأنها ليست مجرد هيئة جديدة، بل بداية معمار جديد للمشتريات العامة في القطاع الدفاعي الأوكراني. وكلف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عمروا بزيادة الشفافية في هذا المجال الذي يشوبه الفساد.
زهوماديدوف: الرؤية والاختيار
زهوماديدوف، شخصية عامة بارزة ذو أصول تتارية، تم انتقاؤه لقيادة وكالة DOT نظراً لسجله الناجح في تحسين المشتريات العامة، حيث شغل سابقاً منصب رئيس إدارة مشتريات المستلزمات الطبية في أوكرانيا.
الابتكار الرقمي: نظام DOT-Chain
سعيًا لزيادة الشفافية، تم اطلاق نظام DOT-Chain، الذي يدير طلبات إمداد الجيش ويعمل على رقمنة جميع العمليات، بدءاً من تقديم الطلبات وحتى إصدار الفواتير. تم تطوير هذا النظام من قِبَل فريق من مختصي تكنولوجيا المعلومات في DOT، ويهدف إلى تقليل وقت التسليم لأربعة أضعاف.
التحديات أمام التغيير
واجهت عملية الدمج المخطط لها مع وكالة المشتريات الدفاعية، المسؤولة عن شراء الأسلحة القاتلة، عقبات بعد توصيات من مسؤولي الناتو. يُعترف عمروا بأن الفساد في المشتريات الدفاعية يعاني منه القطاع لسنوات، مشيراً إلى الحاجة لإلغاء الأسلوب “السوفيتي والاولغارشي” في استخدام الأموال العامة.
مقاومة البيروقراطية والتحول الرقمي
على الرغم من الجهود، لا تزال الوكالة تواجه مقاومة من المسؤولين في الوزارة، الذين يفضلون التعاملات الورقية. وأكد زهوماديدوف أن الوكالة تحاول أن تكون شفافة مع وزارة الدفاع والجيش الأوكراني، ولكن التحديات لا تزال قائمة في مقاومة التغيير الثقافي.
الخاتمة
في ظل هذه الجهود، تبقى المهمة صعبة، إذ يتطلب الأمر نهجًا جذريًا للتغيير داخل منظومة تراكمت فيها العادات القديمة.