“يمكنك التنفس”: شوارع دمشق بعد الأسد
لحظة تاريخية عند معبر ماسنا
عند وصولنا إلى معبر ماسنا، كانت السيارات متوقفة في ازدحام شديد، وسمعنا هتافات تتعالى. كان هناك من يلوح بعلم الثوار، بعد أن انتشر خبر سقوط دمشق وهروب الرئيس السوري بشار الأسد. اندفع السوريون الذين يعيشون في لبنان إلى المعبر الأقرب إلى عاصمتهم.
بدأنا التخطيط للاستمرار بالمهمة الصحفية لدى مرورنا، وأخذنا بعض الأشياء الضرورية للذهاب إلى دمشق.
مشاعر مختلطة من الخوف والفرح
بينما كنا نشاهد الأجواء، لفت انتباهي رجل طويل ذو شعر مجعد بدا عليه البكاء. عرفني بنفسه باسم حسين، وأوضح أنه من مؤيدي الرئيس الأسد. كان يتحدث بخوف، قائلاً: “لا نعرف ماذا سيحدث داخل دمشق. قد يقتلوننا، الفوضى تعم”.
وعبر عن مخاوفه من أن من كانوا يعملون مع النظام لن يكون بمقدورهم الحصول على الأمان، مضيفًا أنه جاء مع أسرته لكنه لا يملك الوثائق اللازمة للعبور إلى لبنان.
نذر السلام في دمشق
بعد مرور ساعة، دخلنا سوريا وكانت الطريق إلى دمشق مفتوحة. اقتربنا من العاصمة وكنا نشاهد آثار انسحاب القوات العسكرية – سيارات جيب ودبابات مهملة، وزيّ عسكري متناثرة على الطريق.
بينما كانت الحركة المرورية قائمة، أغلقت معظم المتاجر أبوابها. تجمع الناس في ساحة الأمويين وسط دموع الفرح مختلط بفوضى الاحتفالات.
كان الرجال المسلحون يطلقون النار في الهواء احتفالا، ورأينا طفلاً صغيراً أصيب بجراح يُحمل بعيدًا.
ديكتاتورية انقضت
كان المدنيون يقودون سياراتهم، يلوحون بعلامات السلام ويعلقون بأن الأمور ستصبح أفضل بكثير الآن بعد رحيل الأسد. وصرخت امرأة مسنّة ببكاء، “شكرًا، شكرًا، الطاغية قد سقط!” وقد بينت أن العديد من أفراد عائلتها لقوا حتفهم في عهد الأسد، وبعضهم في السجون.
عودة الأمل
اقتربت من عائلة لديها أربعة أطفال صغار، وكان الوالدان يعبران عن فرحتهما. قال الرجل: “إنه شعور لا يوصف. نحن سعداء جدًا بعد كل سنوات الدكتاتورية التي عشناها! كنا في السجن عام 2014 والآن نحن خارجون. انتصرنا بفضل مقاتلينا، والآن نحن في لحظة بناء سوريا العظيمة!”
كما دعا بمن بقي خارج البلاد للعودة إلى وطنهم، قائلاً: “قلوبنا ومنازلنا مفتوحة لك.”
حالة الفوضى في إقامة الأسد
ظل مكان وجود الأسد لغزًا حتى وردت أنباء روسية تفيد بأنه ظهر في موسكو. اتجهنا نحو إقامته في دمشق، التي أصبحت الآن وجهة سياحية ولكنها خالية من أي شيء ثمين.
رأينا الناس يحملون الأثاث من المكان، في ظل غياب أي محاولة لمنعهم، مما يدل على أن الثوار قد جلبوا الحرية ولكن ليس الأمان.