31 عاما على اتفاق أوسلو.. ماذا تغير في القدس؟
القدس المحتلة- تمر اليوم الذكرى الحادية والثلاثين لاتفاقية أوسلو الموقعة في البيت الأبيض بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 13 سبتمبر 1993.
نتج عن الاتفاقية إنشاء السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، لكن تم تجاهل قضية القدس وتأجيلها إلى ما كان يسمى “قضايا الحل النهائي”، مما مكن إسرائيل من تهويد المدينة وتدمير حل الدولتين الذي يعتبر الشرق منها عاصمة لفلسطين.
تأجيل البت في قضية القدس
تمت الموافقة الفلسطينية على تأجيل قضية القدس مقابل استئناف المفاوضات بعد ثلاث سنوات من توقيع الاتفاقية، على أن تسمى تلك المفاوضات “مفاوضات الوضع الدائم” للتوصل لاتفاق دائم حول إدارة شرق القدس والأماكن المقدسة وسكان المدينة.
تغير واقع القدس
عملت إسرائيل منذ توقيع الاتفاقية على تغيير الواقع على الأرض، ففرضت قيودا على السلطة الفلسطينية ومنعت وجودها في المدينة. وفي الذكرى الحادية والثلاثين للاتفاق، تسلط الجزيرة نت الضوء على القضايا الأساسية التي تأثرت بهذا الاتفاق.
قبل توقيع برتوكولات أوسلو، كان دخول اليهود إلى المسجد الأقصى يتطلب شراء تذكرة من دائرة الأوقاف الإسلامية، كما لم تكن ترافقهم الشرطة لأداء صلوات أو طقوس دينية. ولكن بعد الاتفاق، بدأت إسرائيل في تأسيس عدة برامج، من بينها السماح للمستوطنين بالاقتحام والتقسيم الزماني للمسجد، حيث تم السماح لهم بالدخول في عام 2003.
اليوم، هناك مستوطنون يؤدون الطقوس الدينية في ساحات الأقصى بدعم من مسؤولين إسرائيليين، مثل الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الذي أعلن مؤخرًا عن نيته بناء كنيس داخل المسجد.
التعليم في القدس
ذكرت الباحثة المقدسية هنادي القواسمي أن الاتفاقية أثارت آمال المواطنين في شيء من الاستقلالية، لكن ذلك أظهر أنه وهم، خصوصا في التعليم. حيث إن المدارس الخاصة التابعة للكنائس أو الجمعيات الأهلية أصبحت تحت السيطرة الكاملة لوزارة المعارف الإسرائيلية ما أدى لتطبيق المناهج الإسرائيلية التي يزداد عدد المُسجلين فيها كل عام.
في العام الدراسي 2022-2023، بلغت نسبة الطلاب المقدسيين الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي حوالي 18%، بينما قبل عشر سنوات كانت لا تتعدى 3%.
الاستيطان في القدس
أوضح خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي أن تأجيل قضية القدس لم يكن إلا كارثة فلسطينية. إذ استغلت إسرائيل هذا التأجيل لتوسيع الاستيطان، طامسة معالم المدينة ومصادرة أراضي الفلسطينيين. اليوم، يعيش حوالي 230 ألف مستوطن في القدس، مع تزايد المشاريع الاستيطانية خاصة حول البلدة القديمة المعروفة باسم “الحوض المقدس”.
الوضع الاقتصادي في القدس
في حديثه عن تأثيرات اتفاقية أوسلو، قال وزير الاقتصاد الفلسطيني الأسبق مازن سنقرط، إن القدس عانت من العزلة، مما أدى إلى تدهور الحركة الاقتصادية. أغلقت نحو 450 محلًا في البلدة القديمة، وازدادت الضرائب المفروضة على المقدسيين، مما جعل 80% منهم يعيشون تحت خط الفقر.
القدس تشهد تمييزًا فاضحًا بين شطري المدينة الشرقي والغربي، حيث إن تكاليف المعيشة فيها مرتفعة جدًا، مما يجعل حياة الفلسطينيين فيها أصعب. متوسط أسعار الشقق تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.
رابط المصدر